جنرال إسرائيلي: زمن التهديد الوجودي ولى ونقاتل باستخدام التكنولوجيا الفائقة

الجنرال الإسرائيلي غيرشوف هاكوهين
الجنرال الإسرائيلي غيرشوف هاكوهين
  • جنرال إسرائيلي: إيران وحماس وحزب الله لا يشكلون خطراً وجودياً على "إسرائيل".

  • جنرال إسرائيلي: "إسرائيل" لا تتعرض لخطر تهديد وجودي كما في الماضي.

  • جنرال إسرائيلي: الجيش الإسرائيلي يعمل بعقيدة قتالية تعتمد على التكنولوجيا الفائقة.

  • جنرال إسرائيلي: المجتمع الإسرائيلي يتوقع صوراً للنصر برفع العلم الإسرائيلي في قلب غزة.

كشف جنرال إسرائيلي قاد القوات الإسرائيلية في المعارك ضد مصر وسوريا، عن وجود تهديدات جديدة تواجه "إسرائيل"، لكنها ليست بتهديدات لوجودها، كما كان في السابق، ولذلك اعتمد قادة الجيش على عقيدة قتالية جديدة تستند على استخدام التكنولوجيا الفائقة لتقليل الخسائر بين الجنود في مواجهات استنزاف طويلة.

وأوضح الجنرال الإسرائيلي غيرشوف هاكوهين في مقال له نشره مركز بيجن – سادات للدراسات الاستراتيجية وترجمه موقع "زوايا"، أن حرب الاستقلال اندلعت على خلفية رفض الدول العربية واللجنة العربية العليا الممثلة للشعب الفلسطيني خطة التقسيم التي طرحتها منظمة الأمم المتحدة عام 1947 وانتهت فعليا عام 1949، ومنذ انتهاء هذه الحرب ظهرت فكرة "التهديد الوجودى" لدولة "إسرائيل" وأصبحت معيارا حاسما في تقييم الوضع الأمني الإسرائيلي وفى تقرير متى يمكن اتخاذ قرار الحرب من عدمه؟.

ولفت إلى أن رؤساء الجيش يؤكدون في كل عيد استقلال بأنه على الرغم من التحديات الأمنية، إلا أن "إسرائيل" ليست تحت "تهديد وجودي" بما تحمله الكلمتان من معنى. وفى غضون ذلك، ظهرت تهديدات جديدة ليست أقل تعقيدًا أو خطورة من التهديد الوجودي.

اقرا أيضاً: جيل جديد يتصدر الواجهة .. قفز عن الهزيمة والاعلام الجديد سلاحه

وضرب الجنرال الإسرائيلي مثالاً، عندما كانت حرب أكتوبر 1973 صراعًا وجوديًا بلا شك على الرغم من حقيقة أن الرئيس المصري أنور السادات قد حدد هدفًا محدودًا لها تمثل في عدم تهديد وجود "إسرائيل"، بل توجيه ضربة قاسية إلى وضعها ومفهومها الأمني واسترداد سيناء. لكن كان لإنجازاته العسكرية والدبلوماسية تأثيرا كبيرا على أنواع التهديدات التي ظهرت ضد "إسرائيل" منذ ذلك الحين.

وأوضح، أنه في شكلها العلني، لم يُنظر إلى هذه التهديدات الجديدة على أنها تشكل تهديدًا وجوديًا لـ"إسرائيل". ولهذا السبب، تم خرق الإجماع الذى كان سائدا في المجتمع الإسرائيلي بشأن المخاطر التي من أجل مواجهتها يجب على "إسرائيل" الاستعداد لخوض حرب والتضحية بحياة جنودها.

في ضوء هذا التحول في المواقف والصعوبة الواضحة في اتخاذ قرار الحرب من عدمه، انخفض الاستعداد للتضحية بشكل متزايد في الخطاب الإسرائيلي، ولكن وقت الحرب الفعلي، من المتوقع أن يظهر الجيش نفس روح الإخلاص والإيمان والاستعداد للتضحية التي ظهرت في الحروب السابقة.

فى غضون ذلك، تبنى أعداء "إسرائيل" الجدد ــ حزب الله، وحماس، والحرس الثوري الإيراني ــ نوعًا جديدًا من الحرب لا يهدف إلى القضاء على "إسرائيل" وتهديد وجودها، بل يهدف إلى إنهاكها فقط. وهدفهم هو منع "إسرائيل" من تحقيق الاستقرار والازدهار وتفاقم التوترات التي رافقت الدولة منذ نشأتها إلى حد الانهيار الداخلي. هذا التهديد، الذى لا تنظر إليه معظم "إسرائيل" على أنه تهديد وجودي، يشبه التهديد بانهيار جهاز المناعة في جسم الإنسان.

وتابع، الجنرال الإسرائيلي، أن أي منظمة عسكرية بشكل عام تتأثر في أساليبها القتالية وطرق هيكلة نفسها، بقيم وتوقعات المجتمع الذى تخدمه. وإدراكًا منهم لتذبذب المجتمع الإسرائيلي ورغبته في أسلوب حياة غربي مدنى ليبرالي، ابتكر قادة "الجيش الإسرائيلي" واعتمدوا (بدءًا من رئيس الأركان إيهود باراك) على عقيدة قتالية جديدة تعتمد على التكنولوجيا المتطورة، وبموجب هذه العقيدة، سعى الجيش إلى تحقيق نصر باستخدام التكنولوجيا وضمان تفوقه فيها وتقليل اعتماده على روح التضحية لدى المقاتلين والمقاتلات في صفوفه.

وبرر الجنرال الإسرائيلي لجوء قادة الجيش الى تطوير أساليب قتالية جديدة، إدراكاً منهم للحاجة إلى حماية دولتهم وتقليل الخسائر بين الجنود في القتال ضد التهديدات المتغيرة والمتمثلة في الاستنزاف طويل الأمد.

وأشار اللواء (احتياط) غيرشون هاكوهين إلى أن استحداث أساليب قتالية جديدة مبتكرة ليست مقتصرة على الجيش الإسرائيلي، فقد استخدمتها الولايات المتحدة، والجيش الروسي عندما امتنع عن تعريض جنوده لمخاطر قتالية غير ضرورية منذ انسحابه من أفغانستان (كذلك في تجنبه استخدام القوات البرية النظامية في سوريا). ومع ذلك، لا يزال المجتمع "الإسرائيلي" يتوقع صورًا للنصر كما في حروب الماضي مثل رفع الجنود الإسرائيليين العلم الإسرائيلي في قلب مدينة غزة، التي تسيطر عليها حركة حماس.

وختم اللواء احتياط الإسرائيلي إلى أن المجتمع الإسرائيلي يحتاج إلى إدراك أن عصر التهديدات الكبيرة قد انقضى وأن "إسرائيل" لم تعد بحاجة إلى أن تكون "أمة معبأة" بعد الآن.
أصل المقال المُترجم

المصدر : مركز بيجن – سادات للدراسات الاستراتيجية

مواضيع ذات صلة

atyaf logo