اعدام بطيء.. الغضنفر يكشف زيف العالم وغياب التضامن

اعدام بطيئ
اعدام بطيئ

استهداف الاحتلال الاسرائيلي للأسرى الفلسطينيين في سجونه وسياساته القمعية ترمي للنيل من إرادتهم وكسر عزيمتهم دون  اعتبار إنساني أو أخلاقي أو قانوني.

وما يمثله الأسير الغضنفر أبو عطوان من صمود وتحد رغم ما آل إليه وضعه الصحي من خطورة حقيقية أقر بها أطباء الاحتلال في مستشفى كابلان حيث يرفض الاحتلال نقله إلى مشفى فلسطيني ما هو إلا دليل على تصميم وإرادة الأسرى الفلسطينيين في مواجهة بطش الاحتلال.

الغضنفر

فمازال الأسير الغضنفر يرفع شارة النصر رغم فقدانه القدرة على تحريك بعض اطرافه وفقدان القدرة على النطق، خاصة بعدما دخل مرحلة جديدة عندما أوقف شرب الماء الأمر الذي يهدد حياته بأية لحظة.

وحسب المؤسسات العاملة في شؤون الأسرى فإن الأسرى الفلسطينيين المعتقلين إداريا يخوضون هذه المعارك بأمعائهم الخاوية مطالبين بحريتهم في وقت لا يحرك المجتمع الدولي ساكنا للإفراج عنهم والضغط على الاحتلال لوقف هذه السياسة.

اقرأ أيضاً: مقتل الناشط بنات.. عندما يهدد عناصر الأمن السلم الأهلي

ويقول مدير مركز حريات للدفاع عن الأسرى وحقوق الانسان حلمي الأعرج لموقع "زوايا": للأسف العالم وخصوصا الجهات المعنية بحقوق الانسان في فلسطين تعرف ما يجري بشكل كامل ولكنهم لا يفعلون أي شيء لوقف جرائم إسرائيل بحق الأسرى.

وأضاف الأعرج بأن هناك لقاءات مستمرة مع ممثلي المنظمات الدولية وحتى قناصل الدول الأوروبية ولكنهم يسمعون فقط ولا يقولون شيئا، فقد عرضنا عليهم ما يتعرض له الأسرى المضربون والأسرى المرضى ومنهم اياد حريبات و موفق العروق وفؤاد الشوبكي والأسرى في عيادة سجن الرملة.

وأشار الأعرج بأنهم لا يقولون شيء هم يسمعون ولا يحركوا ساكنا، ما يعني أن كل شيء متوقف علينا كفلسطينيين في رفع حالة التضامن والاسناد مع الغضنفر وتحريك حملة دولية ضد سياسة الاعتقال الإداري التعسفي.

فالأسرى بحسب الأعرج قرعوا جدران الخزان وبشكل كبير في إضرابات عن الطعام لفترات طويلة لذلك تزعزعت سياسة الاعتقال الإداري، ولكن لم نبن على هذه التضحيات عبر حملات وطنية دولية ذات بعد قانونين دولي حتى يتم حشد الرأي العام الدولي لممارسة الضغط على الاحتلال لإنهاء هذه السياسة.

ونبه الأعرج الى أن الاحتلال يرمي لكسر إرادة الأسير الغضنفر فبدلا من انهاء الاعتقال الإداري بحقه وإطلاق سراحه لجأ الى حيلة تجميد الاعتقال وهي محاولة لدفعه لوقف اضرابه وتحسين وضعه الصحي ومن ثم إعادة الاعتقال له وهو ما تنبه له الأسير.

وتابع الأعرج بأن الغضنفر بات يصارع اليوم اعتقاله الإداري وأيضا قرار التجميد من جهة ثانية وهذا ما يزيد من مخاطر اضرابه وبالتالي يفاقم الخطر عليه وسلطات الاحتلال لا تسمع وتريد كسر الاضراب، وهي تتحمل المسؤولية الكاملة عن حياته.

وأردف الأعرج: "نحن امام جريمة اعدام بطيء تقدم عليها سلطات الاحتلال مع سبق الإصرار والترصد وتحاول ان تلتف على الاضراب البطولي بدلا من تحديد مدة الاعتقال الإداري وانهائه تذهب الى تجميد الاعتقال وهي محاولة وخبيثة جدا.

من جهته يؤكد حسن عبد ربه المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن الأسير الغضنفر في الاضراب المفتوح في شهره الثالث بات يعاني من ظروف صحية سيئة جدا، حيث هناك خشية حقيقية بان يرتقي شهيدا في اية لحظة في ظل مماطلة الاحتلال بالإفراج عنه.
وتابع:" لا زال الأسير الغضنفر يرفض اجراء أية فحوصات طبية من قبل الجهات الصحية في المشفى، ويرفض أخذ المدعمات لذلك هناك خشية من تعرضه لانتكاسات طبية بتوقف بضع أعضائه عن العمل.

واستنكر حالة الصمت الدولية تجاه ما يتعرض له الأسير الغضنفر في إشارة الى سياسة الكيل بمكيالين عندما يتعلق الأمر بمحاسبة إسرائيل على جرائمها، مما يشجع الاحتلال الإسرائيلي على استمراراه في سياسة الاعتقال الإداري".

وطالب عبد ربه بالعمل الجاد والفعلي من قبل المجتمع الدولي للتدخل والضغط على سلطات الاحتلال لإنقاذ حياة الأسير الذي يتعرض لجريمة منظمة من المخابرات الإسرائيلية والنيابة ومحاكمه خاصة ما تسمى المحكمة العليا، وكذلك من طواقم أطباء مشفى كبلان الذين يحاولون كسر اضرابه.

ووفقاً لعبد ربه فإن الاحتلال يتعمد الضغط على الأسرى وعدم الاستجابة لمطلبهم بشكل سريع في محاولة منه لكسر إضرابهم من جهة وارهاقهم صحيا من جهة أخرى حيث بعض الأسرى تتعرض بعض وظائف الجسم لأعطال بسبب الإضراب المتواصل لفترات طويلة.

وفي هذا الإطار يؤكد مدير عام نادي الأسير الفلسطيني عبد العال العناني في تصريح لموقع "زوايا" بأن الاحتلال يرفض الاستجابة للأسرى وتركهم لفترات طويلة مضربين عن الطعام بهدف إيصال رسالة بأن مصير من يفكر في هذه الخطوة سيكون مصير الأسير الغضنفر أبو عطوان من ترد لوضعه الصحي.

اقرأ أيضاً: دراسة تتوقع انهيار الحكومة الإسرائيلية

وكذلك تهدف هذه السياسة الى ترك مضاعفات صحية مثلا في الأمعاء سوء الهضم ومضار أخرى لدى الأسير.

وكما يؤكد العناني فإن سياسة الاعتقال الإداري عالميا لا تستخدم الا في حالة الخطر الشديد والنادر ووفقا لقيود مشددة، لكن الاحتلال يواصل انتهاك القانون الدولي باستخدام هذه السياسة كجهة وحيدة في هذا العالم.

ويردف العناني بأن الاعتقال الاحترازي حتى لو تم في حالات الضرورة القصوى فإنه يكون لفترة محددة وليس كما يفعل الاحتلال لذلك فإن الاحتلال مدان على مستوى القانون الدولي في استخدامه هذه الإجراءات بحق الأسرى.

في الغضون قال نادي الأسير إنّ قوة من جيش الاحتلال اقتحمت خيمة الإسنادية له المُقامة أمام منزل عائلة ابو عطوان في دورا / الخليل، وأطلقت الغاز والرصاص الحيّ وعاثت فيها خرابًا، واقتحمت منزل الأسير السابق منذر ابو عطوان (63 عامًا)، واعتقلته لاحقًا.

وأوضح نادي الأسير في بيان وصل موقع "زوايا" أنّ هذا الاعتداء يأتي في ظل استمرار سلطات الاحتلال رفضها وتعنتها بالاستجابة لمطلب الأسير الغضنفر ابو عطوان الذي يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ64 على التوالي، رفضًا لاعتقاله الإداريّ، حيث وصل إلى مرحلة صحية حرجة في مستشفى "كابلان" الإسرائيليّ.

واعتبر نادي الأسير أن هذه رسالة ترهيب وتهديد لعائلة الأسير ابو عطوان ولكافة المساندين له في معركته المتواصلة.

يُشار إلى أنّ المعتقل منذر أبو عطوان هو أسير سابق اُعتقل على الأقل (13) مرة، وأمضى ما مجموعه في سجون الاحتلال عشر سنوات ووفقًا لعائلته فإنه يُعاني من مشاكل صحية، منها مشاكل مزمنة في التنفس، علمًا أنّه شقيق الأسير منيف أبو عطوان المحكوم بالسّجن خمس مؤبدات و40 عامًا.

ويقبع في سجون الاحتلال أكثر من 350 أسيرا فلسطينيا بالاعتقال الإداري تتعمد سلطات الاحتلال تمديد وتجديد فترات اعتقالهم دون محاكمتهم تحت حجج ملف سري.

وقد يتعرض بعض الأسرى للسجن لسنوات دون معرفة موعد محدد للإفراج عنهم ودون تهمة محددة وهو ما خاض لمواجهة عشرات الأسرى إضرابات عن الطعام لفترات طويلة وصلت لأكثر من 80 يوما قبل أن ترضخ سلطات الاحتلال بإنهاء الاعتقال الإداري بحقهم والافراج عنهم.

المصدر : خاص - زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo