نبيل عمرو: اشتية أوقع حركة فتح في المحظور

نبيل عمرو
نبيل عمرو

شبه عضو المجلس الوطني الفلسطيني المحسوب على حركة فتح نبيل عمرو، الحكومات الفلسطينية منذ أول حكومة برئاسة محمود عباس وحتى حكومة محمد اشتيه الحالية، بأنها تمثال التمر الذي تم اختراعه في زمن الجاهلية للعبادة وقت الشبع، والأكل وقت الجوع، متسائلاً هل يمكن لأي رئيس وزراء أن ينجح في ما هو مطلوب منه في ظل عدم قدرة أي حكومة فلسطينية بواقعها الحالي على الإنجاز في ظل ارتباطها بوجود رئيس أعلى يمتلك الصلاحيات والنفوذ وقوى سياسية لها أجندة مختلفة عن الأخرى، وبوجود مشاكل ومعضلات متنامية ومتوالدة، وبوجود طلبات للشارع الحد الأدنى فيها تبدو مستحيلة، وبوجود احتلال يخفض الأسقف كل يوم.

وأوضح عمرو في مقالة له نشرتها صحيفة القدس المحلية، أنه منذ تأسيس أول حكومة بضغط من مقاولي مشروع السلام التاريخي، وفشل ياسر عرفات رغم محاولاته المستميتة لمنع ولادة هذه الحكومة ذات الاستقلال النسبي عنه، وتشكلت خلافاً لإدارته وترأسها عباس، إلا أن عرفات لم يسمح لتلك الحكومة أن تتمتع بما أعطي لها من صلاحيات، وفرض بفعل مكانته وتعود الجميع عليه حالة ظل فيها هو صاحب القرار وظلت الحكومة المستجدة التي شكلها العالم تعاني الأمرين في ممارسة مهامها وفق ما حدد لها، الأمر الذي دفع بعباس بعد أربعة أشهر من نضاله على الحدود الدنيا من صلاحياته بالاستقالة من منصبه وقبلها عرفات على الفور، وكلف أحمد قريع برئاسة حكومة يشكلها عرفات من الألف إلى الياء بمعنى أنه هو من سيقودها فعلا بالجملة وبالتفصيل.

وأشار إلى أنه بعد رحيل عرفات حل محله عباس، وقام بتجديد موقع رئيس الوزراء قريع، لكنه قام بإقصائه والتضحية به بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، وفق مقولة أن فتح زاهدة بالحكومة وعرض الموقع على صاحب أصغر كتلة برلمانية هو الدكتور سلام فياض.

ومع ذلك تم التضحية بفياض بفعل رأي عام شكلته فتح ضده، وقام بتكليف رامي الحمدالله بمهمة رئاسة الحكومة، ومن ثم تم إقالته وتعيين محمد اشتيه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح رئيساً للوزراء.

ولفت عمرو إلى أن الثغرة الواسعة التي اعترت هيكل حكومة اشتية ومكوناتها السياسية أنها خلت من معظم فصائل منظمة التحرير وحركة حماس بصورة مباشرة أو غير مباشرة، ما أفقدها ما يسمى بالنصاب السياسي الذي يجعلها في حالة انسجام مع المكون الأشمل للنظام الفلسطيني الذي هو منظمة التحرير .

ورأى عمرو أن اشتية أوقع حركة فتح في محظور كانت دائماً تحرص على تجنبه، وهو أن لا تحاسب وحدها على إخفاقات الحكومة.

وأشار عمرو إلى أنه يتداول حالياً في الأوساط الشعبية والصالونات والمنابر بما في ذلك فتح حول احتمالات التضحية بالدكتور اشتية واستبداله برئيس وزراء مستقل يجري البحث والتنقيب عنه لعله يكون العطار الذي يصلح ما أفسد الدهر.

ولفت إلى أنه في ظل هكذا حالة فإن أبواب الاجتهادات والشائعات والتخمينات ومركزها الآن الدكتور سلام فياض، ويجري تأليف مسلسل متكامل الحلقات يصور الآمر كما لو آن مرسوم التكليف معد للطباعة والنفاذ، وبصرف النظر عن صدقية ما يتداول واحتمالاته الواقعية، فالمعروف آن أمرا كهذا لا يطبخ في العلن ولا هو مجرد شأن محلي، واضعين في الاعتبار أن طريقة الرئيس عباس في اتخاذ قرار على هذا المستوى تخصه وحده، وفي أفضل الحالات يطلع عليها قليلون من حوله.

المصدر : متابعة الصحف

مواضيع ذات صلة

atyaf logo