بلدة بيتا.. عنوان في مواجهة الاحتلال وإفشال مخططاته الاستيطانية

مواطنون يواجهون جيش الاحتلال الاسرائيلي
مواطنون يواجهون جيش الاحتلال الاسرائيلي

شكلت حالة النضال الجماهيري الشعبي في بلدة بيتا جنوب مدينة نابلس منذ نحو 8 أسابيع حالة التفاف شعبي بين داعم ومناصر ومشارك في فعاليات المقاومة الشعبية التي توصف بأنها أقوى من انتفاضة الحجارة عام 1987 وأقوى من قرارات مجلس الأمن من حيث الضغط على الاحتلال الإسرائيلي.

ويقطن في وبلدة بيتا نحو 16 ألف نسمة التي تواجه بؤرة "افيتار الاستيطانية" التي أقيمت على قمة جبل صبيح وتزيد مساحته عن 800 دونم مملوكة لأهالي بيتا وقبلان ويتما بأوراق كوشان ولم يباع شبرا واحدا فيها تشكل الآن قبلة لكل مناصري المقاومة الشعبية.

وأصبحت هذه البلدة مزارا لوسائل الاعلام المحلية والعربية والدولية في تغطية وسائل ابتدعها المواطنون شيوخا وشبابا ونساء وأطفال للضغط على الاحتلال والمستوطنون والرحيل عن ارضهم وتأكيد حقيقة تاريخية بأن هذه البلدة عصية على الكسر.

بيتا في قلب عاصفة الاستيطان

ومنذ العام 1988 وبلدة بيتا تواجه بهمة عالية وإصرار مخططات الاحتلال الرافضة للوجود الاستيطاني على أرضها.

مواجهات الشبان مع الاحتلال في بلدة بيتا

ويقول رئيس لجنة تسير أعمال بلدية بيتا يوسف عصيدة في حديث لـ موقع "زوايا" إن البلدة منذ سنوات طوال تشكل شوكة في حلق هذا الاحتلال، لذلك هي مستهدفة أراضيها بالاستيطان، والدليل محاولات المستوطنين السيطرة على أراضي البلدة في محاولات عدة.

اقرأ أيضاً: منصور عباس لاعب نرد أم مقامر مغامر؟

ويتابع عصيدة بأن محاولات الاحتلال منذ عدة أعوام بالسيطرة على جبل العرمة فشلت وتحطمت أحلام المستوطنين بالسيطرة عليه على صخرة صمود وتحدي أهالي البلدة والآن محاولة السيطرة على قمة جبل صبيح.

ورغم أن الاحتلال بموجب أوامر عسكرية كان يستخدم قمة الجبل أحيانا لكن الأهالي يصرون على دحر المستوطنين ومخططاتهم ويقفون سدا منيعا امام اية أطماع بهذه المنطقة.

الوحدة في الميدان أساس نجاح المقاومة

ويؤكد عصيدة بأن ما يميز هذه المقاومة الشعبية في البلدة هو العامل الأوحد والوحيد، الوحدة الوطنية بشكل متميز على ارض "بيتا" بكافة اطيافها وفصائلها ونسائها وكبار السن فيها يسبقون الشباب.

صور الشهداء على جدران بلدة بيتا

ويضيف عصيدة بأن الأهالي يتعاملون بأن العدو هو واحد، المستوطنون والاحتلال الإسرائيلي والهدف واحد بأنه يجب إزالة هذا الخطر الاستيطاني عن أراضي البلدة والتأكيد على الانخراط الشامل للأهالي في تحقيق هذا الهدف.

ضغوطات إسرائيلية تفشل في كسر شوكة مقاومة بيتا

ويوضح عصيدة بأن هناك ضغوطا إسرائيلية كثيرة تمارس ضد بيتا وأهلها إلا أنها فشلت في وقف التحركات الشعبية التي يوما بعد يوم تزداد حدتها وادواتها.

ويتابع بأن الاحتلال يحاول إغلاق مداخل البلدة أحيانا والاستهداف المباشر للشبان بإطلاق النار، وكذلك الضغط الاقتصادي على البلدة من خلال استهداف سوق الخضار المركزي الذي طال الحريق فيه محليين تجاريين بشكل كامل وقدرت خسائرهما بنحو 200 مليون شيكل لكل منهما.

إصرار منقطع النظير على إزالة البؤرة

وبحسب عصيدة فإن هذه الممارسات الإسرائيلية ما هي إلا ردة فعل على حجم الضغط الذي ألحقته البلدة بمقاومتها على جيش الاحتلال من جهة وعلى المستوطنين في البؤرة من جهة ثانية أخرى.

فلم يترك الاحتلال وسيلة إلا واتبعها بينما يقابل يومياً بوسائل نضالية وابتداع وسائل مقاومة حديثة تربك هذا الاحتلال، وأكبر دليل على تخبط الاحتلال مصادرة محل للإطارات بشكل كامل من البلدة، إضافة الى مصادرة الية حفر تابعة للبلدية بينما تقوم بفتح الطريق لإيصال المياه لاحد منازل البلدة.

اقرأ أيضاً: مختصون: بناء مصر مدينة سكنية بغزة “شو إعلامي”

ويشير عصيدة إلى أن الأهالي يصرون على إزالة البؤرة الاستيطانية التي أقيمت على ارضيهم التي يملكون فيها أوراق ثبوتية وهي ليس لا أراضي دولة ولا غير ذلك.

ما يجري في بيتا أقوى من قرارات مجلس الأمن

ويقول مسؤول ملف الاستيطان غسان دغلس :" إن المقاومة الشعبية في بلدة بيتا لها تأثير على الجندي الإسرائيلي والمستوطن بشكل مباشر، بالتالي هي أقوى من قرارات مجلس الأمن التي ربما لا يسمع فيها الا الساسة الإسرائيليين".

ويضيف دغلس بأن المعنيين بالأمر من مستوطنين أو جنود في جيش الاحتلال يشعرون بشكل مباشر وعلى الأرض بحجم الضغط الذي تحدثه مقاومة بيتا.

متظاهرون في بيتا

خطورة البؤرة جغرافياً

ويؤكد دغلس بأن البؤرة الاستيطانية سوف تمتد إذا ما بقيت إلى منطقة حاجز زعترة جنوب نابلس وبالتالي السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي إضافة إلى أنها مطلة بشكل كبير على بلدة بيتا وقبلان ويتما، ما يهدد المنطقة بشكل كبير اذا ما استمر زحفها على الأراضي المحيطة.

محتجون في بيتا

لا تراجع إلى الخلف

ويوضح دغلس بأن الزخم الشعبي الذي يلتف حول مقاومة الأهالي نابع من قناعة لدى الجميع وبشكل موحد الكل بأخذ دوره من كبار السن او الأطفال والنساء كذلك.

يضيف ليس هناك كلمة تراجع الى الخلف بل وعن قناعة الجميع يسير قدما نحو تحقيق الهدف بإزالة البؤرة، فما يحدث من مقاومة في البلدة وكأنه يفوق مقاومة عام 1987 في الانتفاضة الأولى.

بدوره خالد منصور احد نشطاء المقاومة الشعبية يؤد في حديث لزوايا بأن شعور المواطنين بخطر إقامة هذه البؤرة الشديد وبأن الأمر لن يتوقف عندها فقط بل هي جزء من مخطط استيطاني أوسع يشمل تقسيم الضفة شمالا وجنوبا وفصلها عن بعضها.

إشعال الإطارات في بلدة بيتا

كذلك بحسب منصور بأن شعور الأهالي بأنهم سوف يعزلون عن بقية البلدات المحيطة بهم دون تواصل جغرافي معها وأنه اذا لم يتحرك أبناء البلدة فلن يتحرك احد كلها عوامل نجاح هذا النموذج في المقاومة بهذا الحجم.

ابتداع لوسائل جديدة في المقاومة الشعبية

ويرى منصور بأن ما ساعد على تعزيز نموذج بيتا هو حالة الزخم الشعبي في البلدة وابتداع وسائل جديدة في المقاومة الشعبية منها الجديد ومنها ما استخدمه الشعب الفلسطيني منذ عشرات السنين مثل قضية رفع المشاعل عام 1936 .

ويتابع منصور بأن المواطنين اعتمدوا المواجهة المباشرة مع الاحتلال في مواجهات بالأيام الماضية أدت لارتقاء أربعة شهداء واصابة نحو 200 من الشبان ، ومن ثم توجه المواطنين لوسائل جديدة، لجعل المستوطن يعرف بأنه لن يهنأ على أرضهم .

المقاومة تنزع الأمان من الاحتلال

ويشير منصور إلى أن جيش الاحتلال الذي يضطر إلى جلب مئات جنوده وبوحدات مختلفة على مدار الساعة هو نتيجة عدم شعورهم بالأمان وخوفهم من وصول المواطنين الى البؤرة الاستيطانية لإخلائها.

الاحتلال يقمع المتظاهرين

يجب تشكيل قيادة موحدة للمقاومة

وشدد منصور على ضرورة تشكيل قيادة موحدة للمقاومة الشعبية في الضفة لتطوير المقاومة الشعبية في الميدان وصولا الى حالة انتفاضة شاملة، بحيث يكون هناك اتفاق شامل بين الكل الفلسطيني بأننا في مرحلة تحرر وطني ويجب أن نذهب الى انتفاضة بقيادة ميدانية موحدة لحشد كل الجهود لمقاومة الاحتلال.

وأضاف:" وجود قيادة موحدة في الميدان سوف يسرع في اندلاع حالة الانتفاضة الشاملة".

وفي ظل قرارات مجلس الأمن الدولي التي تدين الاستيطان وتعتبره غير مشروعاً، تواصل دولة الاحتلال مساعيها للتوسع الاستيطاني، ويقف الفلسطينيون وحدهم في ميدان مواجهة مخططات الاستيطان الرامية الى سرقة ما تبقى من الارض الفلسطينية في الضفة الغربية.

المصدر : خاص زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo