الرئيس عباس ودروس أبو مازن!

مؤسسة زوايا للفكر والإعلام
مؤسسة زوايا للفكر والإعلام

واضح أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يولي "اللهجة الأمريكية" الصادرة عن الإدارة الأمريكية الجديدة أهمية قصوى، بعد سنوات قاسية مع الرئيس السابق ترامب وفريقه المُغرم باليمين الإسرائيلي، خاصة في ضوء التأكيدات المتوالية من الرئيس بايدن ووزير خارجيته حول اعتماد حل الدولتين.

ومن الواضح أن الرئيس عباس يحمل إحباطا كبيرا بعد 16 عام من الحكم بعد عام على اغتيال الشهيد ياسر عرفات، وما تلاه من انقسامات فلسطينية مست المكونات السياسية والمؤسساتية بالتزامن مع انزياحات عربية اعتمدت على الانقسام والعجز ونتائج الربيع العربي، فضلا عن عجز المجتمع الدولي عن حماية التسوية القائمة على حل الدولتين.

لقد اختار أبو مازن منذ البداية مسارا واحدا باتجاه الحل السياسي الذي انتهى عمليا عام 1999 بنهاية المرحلة الانتقالية، ثم انتفاضة الأقصى الثانية، وبقي متمسكا بهذا الحل المُستنزف من حرب استيطان وتهويد متسارعة فرضت وقائع جديدة لا يمكن تجاوزها وفق "فكرة حل الدولتين" التي يزداد عدد المشككين في نجاعتها من قبل صناع القرار في العالم.

الرئيس الذي يقود منظمة التحرير والسلطة وحركة فتح لم يراجع ذاكرته حيال مواقف بيل كلينتون ووعوده التي كانت "لافتة" بالنسبة لتلك اللحظة، ثم وعود أوباما التي انتهت بتصويت عقابي لنتنياهو ضد الاستيطان في مجلس الأمن دون أدوات إجبار لوقف الاستيطان أو تفعيل قرارات العدالة الدولية ضد جدار الفصل العنصري.

كما لا ننسَ النشوة الزائفة التي صاحبت لقاءات أبو مازن مع ترامب قبل أن تشهد انقلابا أسودا أرج لنا صفقة القرن الصادمة باعتبارها حلا قائما على التصفية وإقرار وقائع الاستيطان والتهويد من القدس للأغوار.

ألا تستحق تلك النتائج مراجعات سياسية لدى "صانع الانتظار" الفلسطيني تلتفت إلى نقاط القوة المُهملة القائمة على تمتين الجبهة الداخلية وحماية منظمة التحرير بتجديد مكوناتها وبرامجها وتعزيز الصمود الوطني وبناء حاضنة سياسية وقانونية وشعبية عربية وإسلامية وعالمية جوهرها العودة إلى أن أصل الصراع بين شعب محتل وقوة احتلال غاشمة تقوم على الإحلال وإقصاء السكان الأصليين مهما كان انتماؤهم السياسي أو الديني.

المصدر : خاص زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo