حكومة بينت.. امتداد لسياسة نتنياهو الاستيطانية

يبدو أن ما ينتظره الفلسطينيون من تشكيل حكومة جديدة في إسرائيل هو مزيدا من الاستيطان والانقضاض على حقوق الشعب الفلسطيني في استمرار لسياسة اليمين المتطرف في دولة الاحتلال التي لا ترى إلا توسيع مشروعها الاستيطاني الاستعماري على حساب الوجود الفلسطيني.


فتصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي أكد فيها استمرار الاستيطان وسياسات التهويد والتنكيل في مدينة القدس ما هي إلا إكمال لمشروع اليمين الذي تزعمه نتنياهو، كما أن تركيبة الحكومة الحالية الهشة لا تسمح لها باتخاذ مواقف مغايرة عن سياسة الاستيطان واستهداف القدس.



الاستيطان ما كان هو ما سوف يكون


ويقول المختص بالشأن الإسرائيلي عصمت منصور في حديث لموقع "زوايا" إن هذه الحكومة فيما يتعلق بالاستيطان سوف تستمر بنفس السياسات السابقة مع التركيز على مناطق "ج" وزيادة الرقابة والتضييق والملاحقة للبناء الفلسطيني هناك.


ويتابع منصور :"بأن حكومة بينت فيما يتعلق بملف الاستيطان والقدس فما كان هو ما سوف يكون حسب اعتقادي رغم المحاولات من بينت اظهار انه سيكون أكثر كثافة بهذا الاتجاه لأنه محكوم بائتلاف معين وله علاقة مع الولايات المتحدة التي لا تريد ان توتر الأجواء وخاصة مع الجانب الفلسطيني في هذه الفترة الحساسة".



إدارة للصراع


وبخصوص عملية السلام يرى منصور أنه لن يكون هناك أي تقدم في عملية السلام، ربما تكون بعض المحاولات لتقديم بعض التسهيلات والتحسينات وإدارة للصراع ومحاولة تسكين الحالة وإبعادها عن التوتر لأنها حكومة غير جاهزة وتركيبتها لا تسمح لها، ومن ناحية ثانية فان الإدارة الامريكية لا تضع القضية الفلسطينية في أولوياتها وبالتالي تلتقي مصلحة الطرفين بأن تتفرغ كل منهما لشؤونها الداخلية لأن أي تدخل في ملفات أخرى قد يفجرها او يسقطها.


اقرأ أيضاً: قرار وقف إطلاق النار على المحك .. ومسيرة الأعلام قد تكون فاصلة


وأشار منصور الى أن الإدارة الامريكية تريد أن تتفرغ لقضاياها الداخلية والعلاقة مع الصين وأوروبا وروسيا، و كل ذلك يضع القضية الفلسطينية جانباً وبحيث تبقى على نار هادئة لكسب مزيد من الوقت إلى أن تنضج الظروف حتى فلسطينياً يتم تنظيم الوضع الداخلي وتقويته، وإسرائيليا تكون الحكومة أقوى بحيث تكون تفرغت لهذا الملف.



إجماع على أن بينت يواصل سياسة نتنياهو


ويتفق المحلل السياسي عادل شديد مع منصور بأنه لا جديد من ناحية سياسة هذه الحكومة وهي امتداد لحكومة نتنياهو، وإنما الفارق الوحيد أن نتنياهو كشخص غير موجود ولكن سياساته لم تتغير وتم تبنيها جميعها.


وحول دعم بايدن الرئيس الأمريكي لهذه الحكومة وارتباط ذلك بتصريحات أمريكية حول حل الدولتين ووقف الاستيطان وعدم تنفيذ أية خطوات أحادية الجانب ووقف التهجير من الشيخ جراح، أوضح شديد أنه لا يعتقد بأن يكون له أثر وهو حديث يراد منه إدارة الصراع فقط.



الإدارة الأمريكية أجبرت على التفات للقضية الفلسطينية


ويشير شديد في حديث لموقع "زوايا" إلى أن بايدن تبنى سياسة إهمال للقضية الفلسطينية ووضعها على الرف إلا أن أحداث الشهر الماضي فرضت ذاتها على الجميع، وبالتالي لم تكن سياسة بايدن صائبة بخصوص تهميش القضية الفلسطينية وكأنها غير موجودة الأمر الذي لا يصب في مصلحته باستقرار المنطقة مما أعاد طرح الخطاب التقليدي القديم من مدريد إلى أوسلو حتى يومنا هذا.



القضية الفلسطينية ثانوية بالنسبة لبينت


وبحسب شديد فإن القضية الفلسطينية لا تشكل لغماً بالنسبة للحكومة الحالية في إسرائيل ولا تشكل أهمية لها وهي مستمرة بنفس سياسة نتنياهو في موضوع القدس والاستيطان، فالموضوع الفلسطيني لن يشكل أي ازمة بالنسبة لها، الا أن الأزمة الحقيقية لها هي القضايا الداخلية في إسرائيل.



حكومة تهويد القدس


من جهته أيضاً يؤكد المحلل السياسي المقدسي راسم عبيدات بأن ما تحمله هذه الحكومة هو المزيد من التهويد والأسرلة والقمع والتنكيل في مدينة القدس.


ويضيف عبيدات في حديث لموقع "زوايا" بأن سياسة الاستيطان سوف تستمر لأن ما نراه هو عملياً تغيير شخوص وتكتلات ولا يوجد تغيير في السياسة الإسرائيلية التي ستستمر بالمزيد من الاستيطان في القدس خاصة وأن بينت كانت رئيساً لمجلس المستوطنات سابقاً .


خاص زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo