حوار وزير الأسرى السابق: نريد صفقة تبادل أسرى تحقق انتصاراً لشعبنا تتفادى أخطاء صفقة شاليط

وزير الأسرى السابق عيسى قراقع
وزير الأسرى السابق عيسى قراقع

 

  •  يجب على حماس الاجتماع بكل الفصائل للخروج بصفقة تبادل مشرفة.

  •  الرقم الذي طرحه السنوار 1111 يشير إلى عدد الأسرى المنوي الإفراج عنهم في صفقة التبادل.

مع تصاعد الحديث عن قرب إتمام صفقة تبادل أسرى ما بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي سواء ما يصدر عن حماس نفسها أو الاحتلال وكذلك من الجانب المصري، بات واضحاً بأن هناك مفاوضات جارية بهذا الشأن تقودها مصر.

ورغم محاولة الاحتلال ربط موضوع الصفقة بإعادة إعمار قطاع غزة إلا أن مصادر صحافية أكدت بأن مصر فصلت بين الموضوعين وكذلك حركة حماس رفضت رهن إعادة الإعمار بملف الإسرائيليين المأسورين لديها.

ويقول وزير الأسرى السابق عيسى قراقع في حديث خاص لموقع "زوايا" :"إن المعلومات الواردة في الفترة الأخيرة تشير إلى قرب التوصل إلى صفقة تبادل خاصة مع التصريحات المكثفة من قبل مسؤولين وقيادات في حركة حماس وكذلك من الجانب الإسرائيلي بأن موضوع ما بعد العدوان على قطاع غزة ومعالجته أصبح مرتبطا بصفقة تبادل الأسرى.

اقرا أيضاً: الاحتلال يستغل التوتر لفرض وقائع جديدة على الأرض ضد مصالح الفلسطينيين

وأضاف قراقع بأنه يبدو أن القيادي في حركة حماس يحيى السنوار يقصد بأن حماس تطالب بالإفراج عن 1111 أسيراً مقابل الإفراج عن الجنود الإسرائيليين لديها، وكذلك الجانب المصري أكد أن النقاش في غزة والقاهرة حول تبادل الأسرى سيكون أحد المواضيع الأساسية في محاولة لإيجاد حل كامل لما بعد العدوان على القطاع.

وأوضح قراقع أن هذه أخبار سارة بالنسبة للشعب الفلسطيني وأيضا للمعتقلين وعائلاتهم وهم ينتظرون منذ زمن بعيد، هكذا أخبار تحمل بشرى الإفراج عنهم من سجون الاحتلال، مشيراً إلى أن هناك أعداد من الأسرى الذين ليس لديهم أمل في الإفراج إلا بصفقة تبادل.

الأولويات المطلوب في إنجاز الصفقة

وأكد قراقع على ضرورة أن يضع المفاوض الفلسطيني وحركة حماس أولويات إنسانية ونضالية بخصوص اختيار القوائم حتى لا يكون هناك أخطاء كما جرى في صفقة شاليط عام 2011 .

وتابع قراقع بأن الأولوية أيضا للأسرى الذين أعيد اعتقالهم بعد صفقة شاليط وإعادة الأحكام السابقة بحقهم، لذلك يجب أن تكون قضية الإفراج عنهم من أولويات الصفقة.

وأضاف قراقع بأنه يجب أن تكون الأولوية كذلك للإفراج عن الاسرى القدامى لا سيما المعتقلين ما قبل اتفاق أوسلو المحكومين أحكام عالية ومؤبدة، إضافة إلى الأسرى المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة أو مزمنة.

ويصل عدد الحالات المرضية في سجون الاحتلال إلى أكثر من 700 حالة مرضية بينها نحو 200 يعانون من أمراض خطيرة كالشلل والسرطان وغيرها.

اقرأ أيضاً: “حلّ الدولتين”: ما جدّية التداول وفرص إحياء المسار السياسي؟

وأردف قراقع بأنه يجب أن يكون للأسرى من كبار السن والأسيرات والاحكام العالية المؤبدة حيث تعتقل سلطات الاحتلال نحو 540 أسيراً بأحكام المؤبد ولا أمل لهم بالإفراج أو انتهاء محكوميتاهم.

وأشار قراقع إلى أن الشارع الفلسطيني يتطلع إلى صفقة نوعية تنقذ حياة أسرى أمضوا أعماراً طويلة في السجون، مضيفا بأنه إذا ما جرت الأوليات وفق هذه الرؤية اعتقد سيكون انجاز مهم للشعب الفلسطيني.

يجب على حماس الابتعاد عن بعض المحاذير

ونبه وزير الأسرى السابق قراقع الى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي سوف تحاول أن تفرض شروطاً على موضوع الافراج وتضع تصنيفات في محاولة لإلغاء الافراج عن بعض الأسماء، وأضاف بأن "إسرائيل" قد تحاول تبخيس أي إنجاز فلسطيني بهذا الشأن كأن ترفض أسماء معينة مثلما جرى سابقا وتضع اشتراطات مثل محاولة إبعاد جزء من المفرج عنهم إلى غزة أو الخارج.

وأشار إلى أن دولة الاحتلال ستحاول أن تضع عقبات والتقليل من ثمن أية عملية تبادل وهذا يحدث دائما ولكن الإصرار على الموقف وعدم المساومة على هذا الموضوع قد يؤدي إلى إلزامها بالموافقة على ما تطرحه حماس.

من ناحية ثانية شدد قراقع على ضرورة عدم القبول بإجراءات دولة الاحتلال كما حدث عام 2011 في صفقة شاليط، بفرض قيود على الأسرى ومنعهم من السفر والحركة وإجبار الأسرى على التوقيع على تعهدات قد تؤدي إلى إعادة اعتقالهم وإعادة التهم السابقة لهم بالأحكام السابقة.

وكانت دولة الاحتلال قد أعادت اعتقال نحو 65 أسيراً من المفرج عنهم عام 2011 في صفقة شاليط، وأعادت الأحكام السابقة لهم ومنهم من يقضي حكما بالمؤبد وأقدمهم الأسير نائل البرغوثي الذي أمضى في السجون نحو 42 عاما.

ويؤكد قراقع بأنه يجب إغلاق ملفات هؤلاء الأسرى بشكل كامل وتهمهم السابقة حتى لا يعاد اعتقالهم على نفس التهم.

وأعرب قراقع عن أمله في أن تكون هناك صفقة تحقق انتصارا حقيقياً وجدياً لشعب الفلسطيني وتنقذ حياة أكبر عدد ممكن من المعتقلين لا سميا المرضى والقادة السياسيين مثل مروان البرغوثي وأحمد سعادات ورموز النضال.

أهمية التشاور مع الفصائل

وأشار قراقع إلى أن هناك ضرورة لعقد لقاءات بين جميع القوى الفلسطينية والسلطة الفلسطينية ليكون الكل الوطني مشارك في صياغة هذا الاتفاق والتنسيق في عملية التبادل خاصة موضوع تدقيق الأسماء هذه مصلحة عامة تهم قطاع مهم وقطاع كبير من المعتقلين الفلسطينيين.

وتابع قراقع:" لا نريد أن نرى ما جرى في صفقة التبادل السابقة (صفقة شاليط)، حيث لم تكن هناك معلومات كاملة حول عدد الأسيرات وبالتالي جرى الإفراج عن جزء وبقي نحو 9 أسيرات معتقلات أقدمهن لينا الجربوني وهي أقدم أسيرة فلسطينية.

وأوضح قراقع بأنه كان هناك خطأ في تدقيق ومعرفة عدد المعتقلين والمعتقلات في ذلك الوقت، كما أنه من الضروري التشاور مع الأسرى في السجون لأن ذلك مهم أيضا.

المصدر : خاص زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo