تقرير المحتوى الفلسطيني ضحية سياسات فيسبوك والعقل الفلسطيني يبدع في مواجهتها

فيسبوك
فيسبوك

ازدادت شكوى نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي والصحافيين الفلسطينيين من سياسة إدارة شركة فيسبوك التي تضم (فيسبوك، وانستغرام وواتساب)، إثر تعرض حساباتهم لتقييد النشر والاغلاق خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في مايو الجاري، وهو ما دفعهم إلى ابتداع أساليب عدة لمواجهة تلك السياسيات، في وقت تطلق فيه العنان للجانب الإسرائيلي دون تقييد، لإيصال الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، في ظل استحواذ وسائل التواصل الاجتماعي على المتابعة الأكبر من قبل الجمهور.

يشار إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي التقت إدارة فيسبوك سابقاً، وهو ما تبعه تقييد حسابات للنشطاء والصحفيين الفلسطينيين عام 2019، وازداد الأمر شراسة في ظل العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة في مايو 2021م، في المقابل اعتذر مسؤولون تنفيذيون كبار في موقع فيسبوك لرئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتيه، خلال اجتماع افتراضي جمعهم معه، بشأن شكاوى تلقاها الموقع حول حجبه منشورات فلسطينية تناولت الصراع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وفقاً لما نقلت صحيفة "تايم".

فلسطينيون وعرب نظموا حملة ضد فيسبوك احتجاجاً على محاربتها المحتوى الفلسطيني، بالدخول إلى متجر Google Play، ومتجر App Store الخاص بشركة أبل، وتقييم تطبيق فيسبوك بنجمة واحدة من خمس نجوم، الأمر الذي أدى لانخفاض تقييم التطبيق، ومهدد في حال استمرار الحملة بالإزالة من المتجر.

هذه الحملة دفعت فيسبوك إلى الطلب من شركة أبل الأمريكية، إلى الطلب منها بإزالة التقييمات السلبية للتطبيق من متجرها، وهو ما رفضته الشركة، بحسب ما كشف موقع بيزنس انسايدر.
اقرأ أيضاً: مقدسي قدم مساعدة ليهودي فتحولت لنقمة على أحفاده في الشيخ جراح”انفوجراف”

نشطاء فلسطينيون وصحافيون، لجأوا إلى أساليب للتحايل على برمجيات فيسبوك الالكترونية، وأصبحوا يعتمدوا على الكتابة بدون نقاط باللغة العربية، أو المزج بين اللغة العربية والانجليزية في آن واحد، خاصة في الكلمات التي تأكد للمستخدمين أن فيسبوك يقيد الحسابات عليها، مثل كلمة (حماس – الجهاد الإسلامي – محمد الضيف – أبو عبيدة – كتائب القسام – سرايا القدس – شهداء – مجازر الاحتلال الاسرائيلي - ... إلخ)، ولجأوا للكتاب بطريقة (حmاس، الجهاd الإسلاmي، sرايا القدs، ...)، إلا أن هذه المحاولات لاحقتها فيسبوك في تحديثها).

في المقابل، لوحظ أن المحتوى الاسرائيلي يشمل على أكاذيب واشاعات ومصطلحات غير قانونية على تطبيقات فيسبوك وانستغرام وواتساب، دون أي ملاحقة، وهو ما يفسد انحيازها للاحتلال الاسرائيلي الجلاد على حساب الضحية الذين يتعرضون للمجازر وهم الفلسطينيون.

انتهاك للاتفاقات الدولية

حسين حماد الباحث الأكاديمي في مركز الميزان لحقوق الإنسان، أكد لـ "زوايا"، أن الانتهاكات التي تقوم بها إدارة فيسبوك، للمحتوى الفلسطيني ليست جديدة وجاءت بعد الاتفاقية التي وقعتها حكومة الاحتلال مع إدارة فيسبوك في العام 2019، بزعم أن المحتوى الفلسطيني يحارب اليهود والساميين، وازداد ضراوة الانتهاكات للمحتوى الفلسطيني في العام 2021 وخاصة خلال أيام العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والقدس والضفة الغربية، حيث تم تقييد حسابات المئات وإغلاقها. لافتاً إلى أن فيسبوك وضعت خوارزمية تضم كلمات مثل (شهيد، حماس، الجهاد الاسلامي، الجبهة الشعبية، سرايا القدس، كتائب القسام، المقاومة، وغيرها من الكلمات.

وأكد أن المعايير التي وضعتها إدارة فيسبوك، تنتهك اتفاقية العهد الدولي الخاص للحقوق المدنية والسياسية، التي نصت على "لكل إنسان الحق في اعتناق آراء دون مضايقة. ... لكل إنسان الحق في حرية التعبير.

اقرأ أيضاً: حماس أمام توجّهين دوليين بعد الحرب..ما هما؟

ويشمل هذا الحق حريته في التماس وتلقي ونقل المعلومات والأفكار من جميع الأنواع، دونما اعتبار للحدود، سواء بالقول أو الكتابة أو بالطباعة أو في قالب فني أو بأية وسيلة أخرى يختارها.

وأوضح أن إدارة فيسبوك وضعت معايير تنتهك هذه الاتفاقية، إضافة لانتهاكها الحريات الشخصية، عبر استخدام الصور والفيديوها الخاصة، وتزويد المستخدم بإعلانات دون موافقته المسبقة.

وأشار حماد، إلى أن محاربة المحتوى الفلسطيني مقصودة من قبل إدارة فيسبوك، لافتاً إلى أنه وقع ضحية لسياسات فيسبوك التي أغلقت صفحة خاصة به تضم نصف مليون متابع، وفشلت كل محاولات استرجاعها نظراً لرفضهم.

فيسبوك تنفذ سياسات الخارجية الامريكية

الدكتور أحمد حمودة مدير الكلية العربية للعلوم التطبيقية، والمختص في الإعلام الرقمي، أكد أن إدارة فيسبوك تمارس محاولة للتشويش وتكميم الأفواه على المشهد الرقمي خاصة عند نقل المحتوى الفلسطيني، حيث يعتمد على خوارزميات تقوم بحذف أي منشور للمناصرين للقضية الفلسطينية يتم ذكر فيها اسم فلسطين، أو فضح للاحتلال الاسرائيلي. بحسب ما أفاد لـ موقع "زوايا".

وأوضح، أنه بمجرد أن يقوم أي مستخدم بنشر رأيه فيما يتعلق بالاحتلال الاسرائيلي فإن فيسبوك تعتبره مخالف لسياسيات النشر. وتقوم بتقييد النشر أو التحذير ومن ثم إغلاق الحساب.

وأكد أن فيسبوك تنفذ سياسة الخارجية الأمريكية، التي تصنف منظمات فلسطينية على أنها إرهابية، كفصائل المقاومة الفلسطينية، واصفاً شعارات الديمقراطية وحقوق الانسان من قبل فيسبوك بأنها شعارات لا رصيد لها على أرض الواقع، لأن ما تمارسه هو انتهاك لهذه الحقوق.

ونبه الاختصاصي في الاعلام الرقمي د. حمودة، إلى أن فيسبوك تنظر للمنطقة العربية على أنها منطقة للإعلانات لجلب الأموال، والحكومات العربية لا تؤثر في سياسات الشركة، كما هو الحال لدى الكثير من الدول التي تتقاسم مع فيسبوك الضرائب في الاعلانات. مشدداً على ضرورة أن يكون هناك نقاش فلسطيني وحقوقي حول مصالح الفلسطينيين لحماية حساباتهم ومحتواهم.

خوارزميات صارمة

المهندس إبراهيم شقورة مدير كلاودي تكنولوجي لتكنولوجيا المعلومات والاعلام، أوضح لـ "زوايا"، أن فيسبوك والشركات التي تمتلكها مثل انستغرام وواتساب منذ سنوات تعادي المحتوى الفلسطيني وتصفه بانه محتوى "متطرف" وينتهك سياسة المحتوى وبناء عليه تقوم بحظر ووقف مئات بل آلاف الحسابات الفلسطينية والصفحات بدعوى "التحريض"، على الجانب الآخر فالمحتوى "الإسرائيلي" والذي فيه نوع واضح من التطرف والعدوانية فتغض الشركات الطرف عنه، وذلك بسبب تواصل "إسرائيل" مع إدارة فيسبوك وغيرها من الشركات آخرها كان تيك توك وتقوم بعقد الاتفاقيات معهم.

وأضاف، أن بعض الشركات أشارت في تقارير سابقة مثل موقع بزفيد نيوز أن انستغرام أزال عن طريق الخطأ محتوى عن المسجد الأقصى في القدس وقلل نسبة الوصول إليه، وذلك عقب الاقتحامات والمواجهات الاخيرة في المسجد الاقصى وحي الشيخ جراح، بل وأرجأت الموضوع إلي خلل تقني في حذف المنشورات التي تشير إلى احتمال إخلاء الفلسطينيين من شرقي القدس.

ولفت إلى أن فيسبوك ومن زمن توفر خورزميات تلقائية تقوم بتقييد وحظر الحسابات التي تنشر كلمات مثل حماس، الجهاد الاسلامي، شهيد، مقاومة، سرايا القدس، كتائب القسام ... إلخ والكثير من الكلمات وأسماء الشهداء بدعوى التحريض أو بدعوى هذه جماعات ارهابية.

وأضاف المهندس شقورة، أن فيسبوك تخطت النص إلى الصور لقادة المقاومة واستخدام شعارات التنظيمات السياسية، تقابلها بالحجب والاخفاء وتقييد الحسابات، وهذا من شأنه إخفاء المحتوى الفلسطيني وإبراز المحتوى الاسرائيلي.

وأوضح، أن العقل الفلسطيني أبدع في مواجهة خوارزميات فيسبوك، بطرق لتجنب الحظر بل وبالعكس قامت بإبداع خوارزميات جديدة بهدف تخطي خوارزمية فيسبوك آخرها كان إبداع كيبورد لتطبيق أندرويد والذي بدوره يقوم بكتابة نصوص بدون نقاط لتجاوز خوارزمية فيسبوك أو بعض المواقع التي تقوم بكتابة الكلمات المحظورة بطرق مختلفة مثل استخدامهم للمسافات والفواصل في الكلمات وابدع الشباب الفلسطيني في استخدام حروف انجليزية وسط الكلمات العربية لتوضيح المعنى وتجنب الخوارزميات التلقائية.

وتابع، أنه لوحظ مؤخرا تقليل نسبة الوصول للمنشورات والقصص التي يتم وضع عليها الوسوم الفلسطينية مقارنة بأخرى في نفس الحسابات ليس بها مثل هذه الوسوم.
وأمام سياسة فيسبوك تجاه محتوى الفلسطينيين، فإن ثمة إجراءات وأدوات يمتلكها الفلسطينيون والعرب لإجبارها على التراجع عن سياساتها التي ترى في المنطقة العربية سوقاً للإعلانات يحقق لها عوائد اقتصادية بالمليارات.

المصدر : غزة- خاص زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo