أبكانا كل هذا، ولكن لابد أن نتعامل مع حقيقة أن إسرائيل التي ألحقت الدمار، والتى من المفترض أن تكون مدانة على طول الخط، ها هي تخرج فائزة، بسبب حماقات قرارات البعض في حركة حماس.
اقرأ أيضاً: مقدسي قدم مساعدة ليهودي فتحولت لنقمة على أحفاده في الشيخ جراح”انفوجراف”
إن الحق لابد أن ينتصر، ولكن هنا الحق الذي يدفع ثمنه البشر، يخرج خاسرًا، وهو أمر لابد من التنبه له بشدة عندما نتحدث عن الأحداث الأخيرة، رغم أن عددًا من الأطراف- وفى مقدمتها مصر- دفعت الكثير، وبذلت الأكثر من أجل وحدة الصف، ووحدة القرار الفلسطينى.
لست ضد المقاومة بكل تأكيد، ولكن ما يحيرنى هو رغبة حماس المستمرة في إشعال الأوضاع، على الرغم من تصريحات في ظاهرها رغبة في الإصلاح والوحدة تمارس في الخفاء دورها الانقسامى. ما يحيرنى بشكل شخصى هو مواقفها التي تفعلها- بقصد أو من دون قصد- لإنقاذ إسرائيل من ضرر وسمعة عالمية سيئة.
مشاهد الدمار التي أذاعتها الإذاعات العالمية جعلت كثيرًا من القوى الدولية، والمؤسسات الفاعلة، بل والشخصيات المتفاعلة والمتداخلة في المجتمعات، تتبنى رأيًا مناهضًا للبلطجة الإسرائيلية، وكذا موقفًا مساندًا للشعب الفلسطينى الذي يمارس ضده أبشع صور القسوة والعنف، ولكن تأتى حماس لتهدم كل هذا بقرارات وتصرفات حمقاء.
البعض يدعو للوحدة وللمقاومة، وأنا بالتأكيد من هؤلاء، لا فارق عندى بين فصيل وآخر في الظلم الواقع على الشعب الأعزل، ولا فارق عندى أيضًا بين رغبة فصيل وآخر في إقامة الدولة الفلسطينية الحرة، ولكن الحقيقة أن الطريق الذي يسلكه الفصيل المذكور لا يأتى من ورائه إلا مزيد من تغيير الآراء العالمية لإسرائيل، وكأنها تتنفس الصعداء وتبرر جرائمها بما يفعله الإخوة في حماس.
الحل نؤكد عليه مجددًا الوحدة، وحدة القرار، ووحدة الموقف، ووحدة التوجه والمصير، دون ذلك فإن القضية ستتوه، وسيظل الفلسطينيون يعانون كل فترة من ضربة قاسية، يرتقى معها شهداء، يموتون برصاص الاحتلال، ورصاص القرارات الحمقاء، وهى في رأيى الأكثر سببًا وتأثيرًا.
بقلم: عبد اللطيف المناوي