حوار محلل سياسي: اللغم انفجر داخل أحشاء دولة الاحتلال وحالة فلسطينية تتبلور

لكاتب والمحلل السياسي المختص بالشأن الإسرائيلي عادل شديد
لكاتب والمحلل السياسي المختص بالشأن الإسرائيلي عادل شديد

 

  • المرحلة الحالية تشكل حدثاً خطيراً وكبيراً سيكون له ما بعده.

  • الفلسطينيون يعيدون تعريف أنفسهم بأنهم شعب محتل.

  • لا أحد يستطيع معرفة أين ستذهب الأمور.

فرضت الأحداث الدائرة في الداخل بالمدن الفلسطينية في الأراضي المحتلة عام 1948 نفسها بقوة على المشهد مع تصاعد اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة بشكل خاص ما يجعل الكثير من الأسئلة مبهمة حتى الآن عن مآل الأمور فيما يتعلق بهذه الحالة .

وبالتوصيف الفعلي لما يجري في مدن الداخل والتي امتدت شرارتها في مدن عدة منها المدن التي كانت تعتبر مختلطة بعيدة عن التوتر الحاصل، بأن ما يجري حدث كبير وخطير جداً بالنسبة لإسرائيل .

فبعد نحو سبعين سنة من احتلال فلسطين ومحاولات الحركة الصهيونية كيّ وعي الفلسطيني وتدجينه وأسرلته في كل نواحي الحياة انفجر ما أطلق عليه إسرائيلياً اللغم بداخل أحشاء إسرائيل، علماً أن هذا المصطلح أُطلق على هبة أكتوبر عام 2000 وما شهدته بعض المناطق الفلسطينية في ذلك الوقت.

اقرأ أيضا: وزير شؤون القدس فادي الهدمي: العاصمة على صفيح ساخن وسنوات الأسرلة والتهويد فشلت

ولكن هذه المرة التطور الجديد ينعكس في دخول مناطق النقب وجميع التجمعات البدوية في جنوب فلسطين التاريخية على خط المواجهة ودخول مدن مختلطة مثل اللد، يافا، وعكا وغيرها بمعنى انتشار الحالة من الجنوب الى الوسط والشمال .

ويرى الكاتب والمحلل السياسي المختص بالشأن الإسرائيلي عادل شديد بأن هذه الهبة جاءت نتاج لحدث خطير جداً من ناحية أمنية اجتماعية اقتصادية، واستخدم مصطلح اللغم بداخلنا كما هو العام الفين، ولكن رغم استشهاد 13 شابا لكن لم تكن بهذا الحجم من مشاركة المدن.

وتابع شديد في مقابلة مع موقع "زوايا" بأننا اليوم أمام إنتاج حالة فلسطينية جديدة تؤكد أن علاقة الشعب العربي في الداخل مع الدولة علاقة شعب أصلاني يقع تحت قوة استعمار بعكس ما حاول أن يروّج له منصور عباس وبعض القوى السياسية في الداخل بأنه يمكن ان تكون جزء من القرار السياسي في إسرائيل.

اقرأ أيضاً: تهجير سكان حي الشيخ جراح.. خنجر الاحتلال في القدس

وأضاف شديد بأن الهبة وحجم المشاركة وقوتها وعنفوانها يكشف مسألتين، الأولى وهي مرتبطة بالحالة الفلسطينية بشكل عام وهي مركزية واهمية وحساسية القدس والاقصى في الصراع والكل الفلسطيني اليوم شعر أنه في خطر جدي يهدد القدس ويهدد فلسطينيتها وعروبتها وإسلاميتها ورمزيتها وتاريخها، ومكانتها بالتالي كان الرد قوي جداً بدون أي تحريض إعلامي من اية جهة لمطالبة الناس بالنزول للشوارع ولكن العقل الباطني في الجليل والمثلث والنقب والخليل شعر أن هناك بالفعل خطر حقيقي وانه يراد تفتيت الحالة الفلسطينية بمعنى كل شخص يبحث عن حماية رأسه لوحده.

ويشير شديد لموقع "زوايــا" إلى أن السبب الآخر لجعل الهبة بهذا الحجم وممنوع أن نغمض أعيننا عنها بأن هذه المشاركة الواسعة وخاصة من الفئة العمرية الشابة في الداخل ممن ولد جزء منهم بعد هبة أكتوبر؛ أي ولدوا بذروة مشروع الأسرلة ودمج الفتية والشباب الفلسطيني في الحياة الاقتصادية والمؤسساتية بعيدا عن الحقوق السياسية ، وهذا يؤكد أن ما يحصل نتاج عملية تمييز عنصري ضد الفلسطينيين وانهم مقتنعين بانهم ليسو مواطنين في هذه الدولة وينظر لهم كعدو وبتمييز واتت الشرارة لتم تفريغ كل هذه الطاقات.

ويقول شديد عندما يكون الأمر في الداخل فلا يمكن أن تكون تداعياتها آنية وعلى المدى القصير؛ بل إن تداعياتها ستكون كبيرة جدا وسوف تأخذ فترة بعيدة لاستخلاص العبر ولكن لا أحد يعرف كيف يمكن ان تتطور الأمور .

وإضافة إلى الأزمة الداخلية في الحكومة وأزمة نتنياهو وملفاته في المحكمة والتي يمكن أن تخرجه من المشهد السياسي قد تجعله يذهب باتجاه حريق يأتي على كل المنطقة فليس لديه مشكلة في إشعال هذا الحريق خاصة أن قادة المؤسسة الأمنية اليوم مقربة من نتنياهو، ومن الممكن جداً أن يغطوا ويدعموا بحسب شديد.

ويضيف : "نحن لسنا أمام غيمة عابرة بل نحن أمام حدث عميق جداً له خلفياته ومبرراته ومعالجة آثاره سوف تستغرق الكثير من الوقت.

وقال إن تداعياته سوف تكون في أكثر من اتجاه أهمها على صياغة الخريطة السياسية والحزبية للفلسطينيين في الداخل اليوم نتحدث عن حالة جديدة لا تستقيم مع معظم القوى السياسية في الداخل باستثناء بعض الأحزاب التي تتعامل مع إسرائيل كعدوا لكن الاخرين يعتبرون نفسهم جزء من إسرائيل ".

ويؤكد شديد بأن الشارع الفلسطيني في الداخل يفرض معادلة جديدة ونحن نُعامل كعدو ليس كمواطنين بمعنى أن الخارطة الحزبية سوف تتأثر، وقد يتم فرز قيادة جديدة كحالة تأطير يمكن أن تكوّن أحزاب جديدة.

وثانياً بحسب شديد أن علاقتهم مع المجتمع اليهودي كما كانت سابقا لن تعود، كما أن مرحلة جديدة تتبلور في العلاقة ما بين المجتمعين وما بين المجتمع الفلسطيني وقيادته ثم علاقة الشعب الفلسطيني بالداخل مع الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة والقدس فاليوم قيادة حركة حماس خاطبت الجماهير الفلسطينية في الداخل ولأول مرة قالت يا شعبنا .

وهذا كما يوضح شديد يشير إلى أننا نحن الان أمام حدث كبير جداً أضفى حالة من القلق لدى إسرائيل فهي الآن في حالة حرب ولكن سنرى بعد فترة الى اين ستهرب الأمور؟

المصدر : خاص زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo