حوار مفتي القدس والديار الفلسطينية: وضع القدس خطير للغاية والعرب والمسلمين مقصرين

مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين
مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين

 

  • الوضع في القدس في غاية الخطورة والمطلوب نصرتها من أمتها.

  • الاحتلال يهدف لشطب أي مظهر فلسطيني في مدينة القدس.

  • كل مخططات الاحتلال للنيل من المقدسيين ستبوء بالفشل والبقاء للأصل.

  • الأمة العربية والإسلامية مقصرة في الدفاع عن القدس والمقدسات.

حذر مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين من خطورة الأوضاع الجارية في مدينة القدس المحتلة، موضحاً أن حالة من التوتر الشديد تسود المدينة جراء ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المقدسيين والمسجد الأقصى.

وأكد المفتي حسين في مقابلة خاصة مع موقع "زوايا"، أن الاحتلال الإسرائيلي لا يريد أن يرى أي مظهر فلسطيني لا وطني ولا ديني في مدينة القدس، وكل ما يريده أن تكون المدينة كما يروق له مدينة مهودة لا يوجد فيها أي نبض للحياة باستثناء حركة المستوطنين وبلطجتهم وعربدتهم في شوارع المدينة المقدسة، مشدداً على أن هذه الأهداف لن تتحقق ولا يمكن أن تكون.

كما شدد المفتي حسين على أن الاحتلال لا يمكنه أن يحسم الصراع في القدس بفرض السيادة الحقيقة، لأن البقاء للأصل والفلسطينيين والمقدسيين هم الأصل في هذه المدينة، المتجذر في هذا المكان منذ آلاف السنين، بخلاف اليهود الذين هم طارئ على هذه المدينة والغريب هو الاحتلال بكل مكوناته وأنظمته.

اقرأ أيضا: وزير شؤون القدس فادي الهدمي: العاصمة على صفيح ساخن وسنوات الأسرلة والتهويد فشلت

وأعرب حسين عن أسفه من تخاذل الأمة العربية والإسلامية في الدفاع على مدينة القدس الشريف، ومقدساتها وخاصة المسجد الأقصى، موضحاً أن المسجد الأقصى ليس للفلسطينيين وحدهم.

إليكم نص الحوار كاملاً:

الدكتور محمد حسين كيف ترى خطورة الأوضاع الجارية في مدينة القدس المحتلة مع الاحتلال الإسرائيلي ؟

 ما في شك أن ما يجري في مدينة القدس منذ بداية شهر رمضان لغاية اليوم هو استهداف للمدينة المقدسة.. لأحيائها ومواطنيها كما يجري في قضية حي الشيخ جراح، والحكم بإخلاء العائلات من بيوتها من قبل المحاكم الإسرائيلية جراء دعوات المستوطنين وادعاء ملكيتهم لهذه الأرض، هذا كله الحقيقة ننظر إليه بعين الخطورة هذا تطهير عرقي وهذا تهجير سكاني قسري وبالقوة بالإضافة أيضا إلى الاعتداءات التي واكبت المسجد الأقصى منذ بداية الشهر في اليوم الأول من شهر رمضان حيث قامت سلطات الاحتلال بقطع مكبرت الصوت في المسجد واعتدت على المصلين ومن ثم الاقتحامات إلى الأقصى وعلى راسها ما جرى يوم الجمعة حيث اقتحم المئات عناصر الشرطة المسجد وقاموا بإلقاء الرصاص والقنابل مما أوقع إصابات خطيرة في العين والرأس وهناك إصابات خطيرة ومنهم فقد البصر، وهذا كله استفزاز وعدوان على حق المسلمين في عبادتهم بالمسجد الأقصى وعلى المسجد نفسه وهو مكان للعبادة ومكان له قدسيته الكبيرة لدى المسلمين ولا يمكن ان يقبل أي فلسطيني او أي مسلم بان يهان المسجد الأقصى أو أن يعتدى عليه ، بالتالي حقيقة الوضع متوتر جدا والوضع خطير جدا خاصة اذا تعلق الامر بالمسجد الأقصى واقتحامات الأقصى ومحاولة استباحته بالإضافة الى ما يجري في الأحياء المقدسية وفي مقدمتها حي الشيخ جراح وأحياء وساحات وميادين القدس كما يجري في باب العامود فهناك معركة مستمرة لمجرد وجود الشباب هناك.

إضافة إلى أن الاحتلال لا يريد أن يرى أي مظهر فلسطيني لا وطني ولا ديني وهو يريد أن يرى المدينة كما يروق له مدينة مهودة مدينة لا يوجد فيها أي نبض للحياة باستثناء حركة المستوطنين وبلطجاتهم وعربداتهم في شوارع المدينة المقدسة وهذا لا يمكن ان يكون.

والثابت أن هناك مواطنين متجذرين في هذه الأرض وهناك مواطنين لهم كامل الحق أن يمارسوا حرياتهم في الحركة في كل شوارع القدس وميادينها وأداء عباداتهم وشعائرهم الدينية في الأقصى بكل حرية وكل أمن لكن لا يريد الاحتلال أن يرى هذا المظهر لأن هذا مظهر سياسي ومظهر وطني واجتماعي وحق لكل مواطن فلسطيني أن يعبر عن مواطنته في المدينة المقدسة وبخاصة أبناء القدس الذين يعتزون بوجودهم بهذه المدينة وأنهم أبناء هذه المدينة وفي حقهم بها والذين يدافعون عن حقهم وحق أبنائها في العيش الحر والعيش الكريم رغم كل ممارسات وعنجهيات الاحتلال ضد هذا الشعب الابي والمرابط.

في ظل مساعي الاحتلال لأن يفرض سيادته على القدس .. هل بإمكانه فرض تحقيق ذلك؟

الاحتلال لا يمكن أن يحسم هذا الصراع بالسيادة الحقيقة، فالبقاء هو للأصل، والاصل في هذه المدينة هو المواطن الفلسطيني والمقدسي المتجذر في هذه المدينة منذ آلاف السنين فهو مواطن غير طارئ على هذه المدينة، والمقدسي الفلسطيني ليس مواطنا طارئا على المدينة المقدسة والطارئ عليها والغريب هو الاحتلال بكل مكوناته وانظمته وفي النهاية هذا الطارئ رغم كل ما يتسلح به من وسائل للقوة والسلاح والعربدة ومحاولة الغطرسة إلا أنه في النهاية سينتصر الحق القوي، والقوي بإذن الله الذي يمثله المواطن الفلسطيني في القدس المنتمي لهذه الأرض والذي لحمه ودمه من هذه الأرض.

اقرأ أيضاً: تهجير سكان حي الشيخ جراح.. خنجر الاحتلال في القدس

المقدسيون في هذه المرحلة وفي المراحل السابقة والمراحل اللاحقة يأخذون على عاتقهم وهذا قدرهم أن يكونوا الحراس الاوفياء للمقدسات وللأرض ولبوابات القدس التي تنبض بالعزة وبالكرامة على امتداد تاريخ القدس إلى يومنا الحاضر، ولا يهون للمواطن الفلسطيني ولا لابن القدس ان يراها وقد تغير وجهها الحضاري أو عبث بتاريخها وحضارتها ووجها العربي والفلسطيني والإسلامي أو عبث بهذا العيش المشترك بهذه المدينة بين مواطنيها الفلسطينيين المسلمين والمسيحيين كل هذا لا يمكن أن يقبل أن يمس بالنسبة للفلسطينيين من قبل هذا الاحتلال.

القدس التي تئن من الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته عليها.. على من تعتب بسبب خذلانها وعدم نصرتها؟

الاحتلال يريد أن يقضي على كل المظاهر التي تعني مظاهر سيادية مظاهر اجتماعية ومظاهر وطنية في هذه المدينة، ولكن هذه المظاهر التي ستبقى بإذن الله وكل غطرسة الاحتلال وكل قوة الاحتلال وكل ما يحشده من قوة مادية سواء بالمستوى البشري أو المستوى سلاح هذا البشر المكون من جنود الاحتلال وكذلك قطعان المستوطنين ستفشل كل هذا وكل هذه الإجراءات إن صح لنا أن نقول كل هذه الجيوش التي تحاول أن تطمس تاريخ فلسطين وأن تصادر هويتها العربية الفلسطينية الإسلامية المسيحية في هذه الأرض التي يتجذر فيها الفلسطيني تماما كما يتجذر صخورها وتجذر شجرها وتجذر مقدساتها التي تنم وتوضح لكل العالم هذه الحضارة العظيمة والكبيرة التي يرعاها الفلسطيني اليوم وحديا.

ومع الأسف الشديد عن هذه الامة الممتدة والتي يجب أن تنهض بواجبها تجاه القدس التي هي ليست للفلسطيني وحده، والمقدسات ليست للفلسطينيين وحدهم، وهي مقدسات أمة والقدس هي مدينة الأمة وحضارتها لكن للأسف الشديد نحن لا نرى المواقف المتقدمة أو المواقف الفاعلة لهذه الامة على امتدادها في هذه الظروف.

ونأمل من جميع شعوب الامة ان تتحرك وأن تجبر الحكام وأن تجبر الطبقات السياسية فيها على القيام بواجبها تجاه القدس واتجاه الشعب الفلسطيني الذي سيكون دائما الطليعة المتقدمة بالدفاع ليس عن القدس لأنها للفلسطينيين بل عن القدس لأنها تمثل كرامة الفلسطيني والمقدسي وكرامة العربي وكرامة المسلم وكرامة كل كريم في هذا العالم.

المصدر : القدس المحتلة- خاص زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo