منذ بدء شهر رمضان المبارك، وبالتزامن مع تصاعد وتيرة الأحداث في أكثر من ميدان داخل مدينة القدس المحتلة، والأنظار تتجه إلى يوم 28 رمضان، الذي يصادف وفق الروايات الصهوينية ذكرى "يوم توحيد القدس".
ويعود هذا اليوم إلى ذكرى احتلال ما تبقى من مدينة القدس عام 1967، وهو وفق الرواية الصهوينية يوم "توحيد القدس".
وبالرغم من تحذير المستويات الأمنية في سلطات الاحتلال الإسرائيلي من خطورة إفساح المجال للمستوطنين لتنظيم فعاليات تستفز مشاعر الفلسطينيين، إلا أن جماعات المعبد المتطرفة تواصل دعوتها لاقتحام المسجد الأقصى غداً الأثنين في يوم 28 رمضان، وبصحبة كبار حاخاماتها.
اقرا أيضاً : مشان الله يا غزة بلاش!
وفي اخر منشورات هذه الجمعات المتطرفة عبر صفحاتها على "الفيسبوك"، اليوم الأحد، أشارت إلى أن المسجد الأقصى سيكون مفتوحاً غداً للمقتحمين بين الساعة 7:00 -11:00 صباحاً، وبأنها تلقت تأكيدات على حماية الاقتحام من شرطة الاحتلال، ولهذا فهي تستمر في الدعوة والتعبئة.
ويحذر استاذ دراسات بيت المقدس في جامعة اسطنبول عبد الله معروف، من أي إعلانٍ عن أي تهدئة أو وساطة أو إلغاء للاقتحام من الآن وحتى عصر يوم غد الإثنين.
وأكد معروف في تعقيب لموقع "زوايا"، أنه أنه بعد تأكيد اقتحام المسجد الأقصى يوم غد من قبل جماعات المعبد المتطرفة؛ فقد بات واضحاً وضوح الشمس أن أي حديث عن تهدئة ووساطة أو إلغاء هو مجرد خداعٌ وتحايلٌ مفضوح، وبأن كل من يروج لهذا هو شريك في تسهيل الاقتحام للمتطرفين.
وشدد معروف، الذي عمل سابقاً مديراً للإعلام والعلاقات العامة في المسجد الأقصى، أن ما يضمن كسر اقتحام الغد هو الرباط بالآلاف في المسجد الأقصى والإرادة الشعبية فقط، ولا شيء غير ذلك.
ما هو ذكرى يوم توحيد القدس؟
يقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية عماد أبو عواد، إن ذكرى يوم توحيد القدس عند اليهود يعود إلى العام 1967 عندما تم احتلال القدس الشرقية وضمها للقدس الغربية.
وأضاف أبو عواد في حوار مع موقع "زوايا"، أنه في هذا اليوم كانت هناك فعاليات احتفالية بشكل مهول من قبل اليهود، وجائت تحت عنوان "المسجد الأقصى تحت يدنا".
لذا وفق أبو عواد يعتبر هذا اليوم لديهم يوم عظيم، ويرتبط بمسائل عقائدية وتوراتية لديهم، وبأن توحيد القدس سيؤدي إلى مجيء المخلص قريباً، وبأن هدم المسجد الأقصى وإقامة جبل الهيكل سيعجل من مجيء المخلص.
لذا يؤكد عواد أن هذا الموضوع بالنسبة لهم هو عظيم جداً.
ما هي الفعاليات التي تقام في يوم توحيد القدس؟
يتابع أبو عواد أن الفعاليات التي تقام تكون على شكل مسيرات ضحمة جداً، ويشارك فيها تحديدا الذين ينتموا إلى الصهيونية الدينية، ويتخلل هذه المسيرات اقتاح للمسجد الأقصى، ومن ثم الصلاة عند حائط البراق، ومن ثم التجمع وإلقاء الكلمات وإقامة شبه مهرجان.
ويؤكد المحامي المقدسي خالد زبارقة على ما تقدم به أبو عواد، أنه من المتوقع عمل مسيرات رفع أعلام داخل مدينة القدس، ومن ثم البدء بالمسيرة من عند باب العامود تمتد إلى الأحياء العربية، ويتخللها عربدة واستفزاز للمقدسيين من أجل صبغ الحيز العام بصبغة يهودية.
وأكد زبارقة في حوار مع موقع "زوايا" أنهم يريدوا أن يحلوا الهوية الدينية اليهودية، محل الهوية الدينية الإسلامية في المسجد الأقصى.
لذا يرى أن الخطورة تكمن في هذه الأجواء الاحتفالية لليهود أنها تتزامن مع شهر رمضان المبارك، حيث ستمنع شرطة الاحتلال المسلمين من التواجد في المنطقة التي سيتواجد فيها اليهود.
وأشار إلى أنه في هذه الأيام وبالأخص في العشر الأواخر من رمضان يكون هناك أيام عبادة واعتكاف في داخل المسجد الأقصى، بالإضافة إلى أجواء عبادة وأعياد في مختلف أرجاء مدينة القدس.
لذا يشدد بأن الاقتحام للمسجد الأقصى سوف يكون بمجموعات كبيرة جداً، وفي هذا خطورة كبيرة جداً في ظل وجود ألاف الناس داخل المسجد الأقصى، مما يعني استفزاز لمشاعرهم.
ما هو المتوقع؟
ينقل عماد أبو عواد عن الإعلام العبري الذي يتوقع أن يوم يكون يوم غد يوم حافل بالأحداث، وبأنه سيشهد مناوشات إذا ما سمحت الحكومة الإسرائيلية للمستوطنين بتنظيم هذا اليوم وفق رغبتهم.
لكن أبو عواد أشار إلى أن الشاباك نصح الحكومة الإسرائيلية منع المستوطنين إقامة هذه المسيرة، إلا أن الجماعات الاستيطانية المتطرفة تدعم بهذا الاتجاه.
ويقول الخبير في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور هو الاخر أنه كان هناك جلسة تقييم موقف بالأمس، والأجهزة الأمنية الإسرائيلية حذرت المستوى السياسي من الاستمرار بالبرنامج كما هو.
اقرأ أيضا: تهجير سكان حي الشيخ جراح.. خنجر الاحتلال في القدس
وأكد منصور أن المستوى الأمني حذر من أن ذلك يعني تصعيد في الضفة الغربية وغزة، لذا طالبوا أن لا تمر مسيرة الاعلام، وأن يتم اتخاذ كل الإجراءات التي تمنع الاحتكاك، والقرار الان بيد المستوى السياسي وبالأخص رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
لكن المنصور الذي يتابع الإعلام العبري عن كثب، قال إن هناك تعميمات ما زالت تصدر عن المستوطنيين وحشد لهذه الاقتحامات.
ولكن ما جرى في الأيام الماضية من صمود حي الشيخ جراح ومواجهات في المسجد الأقصى ومحيط البلدة القديمة وبالأخص في باب العامود قد يشكل حالة ردع.
لذا يرى منصور أن نتنياهو سوف يحاول حصر الأحداث بقدر الإمكان، هو لا يعرف إلى أي مدى إلا أن كل العوامل المحيطة تدفع باتجاه التراجع لديهم، وفق ما ذكر منصور.