حوار الشيخ عكرمة صبري: القدس كانت ذريعة لإلغاء الانتخابات

خطيب المسجد الأقصى، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس ومفتي القدس والديار الفلسطينية فضيلة الشيخ عكرمة صبري
خطيب المسجد الأقصى، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس ومفتي القدس والديار الفلسطينية فضيلة الشيخ عكرمة صبري

 

  • المقدسيون يرفضون تلقي أي تبرعات من المُطبعين.

  • الذين يتباكون على القدس عليهم دعمها صحياً وتعليمياً واقتصادياً.

  • السلطة الفلسطينية أخذت من القدس ذريعة لإلغاء الانتخابات.

  • أصحاب شعار يوم القدس العالمي قدموا صفر كبير للقدس.

شدد خطيب المسجد الأقصى، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس ومفتي القدس والديار الفلسطينية فضيلة الشيخ عكرمة صبري، على رفض المقدسيين لاستقبال أي تبرعات من الدول المطبعة مع الاحتلال الإسرائيلي، لأنهم يعتبروها رشوة على تصرفاتهم وللسكوت عن الحق.

وحث صبري في حوار خاص مع موقع "زوايا"، جميع الذين يتباكون على القدس أن يقدموا الدعم للمؤسسات الصحية والتعليمية والإسكان والأندية الشبابية والجمعيات الخيرية، ودعم اقتصادها المنهار نتيجة الحصار على القدس والعمل على فك الحصار، حتى يستطيع المقدسي الثبات ومقاومة المحتل ولا يذوب في البوتقة الاحتلالية.

وأكد على أن المقدسي لديه كرامة ولا يتسول من أحد رغم أنه في وضع اقتصادي صعب وحرج، متسائلاً عن دور الذين يتحدثون عن يوم القدس العالمي، ماذا قدمتم للقدس؟

اقرأ أيضاً: تحليل: تأجيل الانتخابات قرار خاطئ سيعمق الانقسام

والإجابة لم يقدموا سوى الشعارات الزائفة، والمقدسي لا يريد هذه الشعارات وكل ما يريده هو إنهاء الاحتلال عن القدس.

وحول تأجيل الانتخابات جراء رفض الاحتلال السماح بإجرائها في مدينة القدس، أوضح الشيخ صبري، أن القدس المحتلة وحدت الجميع، إلا أنها أصبحت محل خلاف جراء قرار التأجيل، على الرغم من أن هناك إجماع فلسطيني على أنه لا يجوز استثناء القدس من الانتخابات، مستدركاً أن العلاج كان محل الاختلاف.

وقال صبري:" إن السلطة الفلسطينية أخذت من القدس ذريعة لإلغاء الانتخابات، وهو بالحقيقة ليس تأجيل لأنه لم يتم تحديد موعد للتأجيل من جهة، ثم أن الرئيس عباس أوعز لرئيس الوزراء بإعادة الذين استقالوا من وظائفهم للترشح للانتخابات للعودة إلى وظائفهم، ما يعني إلغاء وليس تأجيل.

وأضاف، أن السلطة تريد إلغاء الانتخابات لأنها لا تريدها، وهذا ما دفع الفصائل للاحتجاج.

وأعرب عن أسفه عن تبعات تأجيل الانتخابات التي أدت إلى عمل شرخ في الشعب الفلسطيني والسلطة أظهرت نواياها بأنها لا تريد الانتخابات.

إليكم نص الحوار كاملاً:

القدس عادت للواجهة مجددا عبر الهبة الشعبية ودفاع أبناءها عن القدس.. كيف تابعتم هذه الحراك ونتائجه؟

- القاعدة العامة إذا تحركت القدس تحركت سائر مناطق فلسطين من البحر إلى النهر، وهذا ما جرى عندما تحركت غزة وأم الفحم ورام الله، أما ادعاء اليهود أن أهل بيت المقدس قد استسلموا، هذا ادعاء باطل لان أهل بيت المقدس يدافعون عن القدس دفاع العقيدة والايمان، وهذا الضغط الذي مورس بحقهم ولد الانفجار، فما حدث من الهبة كانت عفوية ذاتية صادقة للدفاع عن القدس والأقصى المبارك، وان الذين هبوا تلقوا الشرارة من الاقصى عمليا، لأن اليهود المتطرفين والمستوطنين اخذوا يتحرشون بالمقدسين الذين يخرجون من صلاة التراويح، هذا أدى للشرارة في باب العامود، لأن باب العامود يحمل رمزية ودلالة على أصالة هذا الشعب وقوته لأنه صاحب حق.

أرادت سلطات الاحتلال أن تظهر المواجهات كصراع بين سكان من خلال الدفع بالمستوطنين في مواجهة المقدسيين؟

- الفضائيات كشفت الحقائق بشكل واضح وظهر الجنود وحرس الحدود والخيالة تصول وتجول وتضرب بالرصاص المطاطي والمعدني واستخدام قنابل غاز والمياه العادمة، مما أدى الى اعتقال 153 مواطناً وفق تقديرات إسرائيلية، بالإضافة إلى مئات الجرحى، من أين أتى هذا؟ في البداية بالصراع مع اليهود المتطرفين، وبعدها تدخلت الشرطة لحماية هؤلاء المتطرفين ضد المقدسيين وهذا ديدنهم دائما، ونحن لم نستسلم ولن نقبل هذا العدوان فانتفضوا.

القدس وحدت الجميع، إلا انها أصبحت محل خلاف بعد تأجيل الانتخابات بسبب القدس؟

- لدى الجميع إجماع أنه لا يجوز استثناء القدس من الانتخابات، ولكن العلاج كان محل الاختلاف، السلطة الفلسطينية أخذت من القدس ذريعة لإلغاء الانتخابات، وهو بالحقيقة ليس تأجيل لأنه لم يتم تحديد موعد للتأجيل، ثم أن الرئيس محمود عباس أوعز لرئيس الوزراء بإعادة الذين استقالوا بالعودة إلى عملهم، معنى هذا إلغاء، لأن السلطة تريد الإلغاء ولا تريد انتخابات.

اقرأ أيضاً: الانتخابات الفلسطينية على شفا التأجيل.. ماذا يجري في الكواليس؟

لهذا الفصائل احتجت ولا يوجد شك أن القدس موضع صراع والسؤال لماذا أثير موضوع القدس في وقت متأخر؟ وكمدينة بالقدس لا يوجد خلاف ولكن الخلاف بين الفصائل، وللأسف تأجيل الانتخابات عمل شرخ في الشعب الفلسطينيين والسلطة أظهرت نواياها بأنها لا تريد الانتخابات.

أمام هذه المعضلة .. كيف ترى الحل بحيث تشارك القدس في الانتخابات؟

- الحل يوجد اتفاق من 1995 بين سلطة الفلسطينية وسلطات الاحتلال أن تجرى انتخابات في القدس لستة آلاف ناخب يمارسون انتخابهم في دوائر البريد، وما تبقى من ناخبين ينتخبون خارج القدس.

ولو قلنا ان دولة الاحتلال وافقت كأن القرار الانتخابات بيد الاحتلال وثبتنا احتلالها للقدس، ولا يجوز طلب الموافقة من سلطات الاحتلال، وعلينا أن نمارسها حتى لو منعت، والموضوع ليست أن يأتي المقدسي في نفس المدينة المهم ان يكونوا بالصورة في الانتخابات وكان هناك اتفاق مبدئي ان يصوت في خارج القدس بدون قوائم انتخابية بحيث يأخذ حريته في المكان.

المهم مدينة القدس محتلة ولن تحرر جراء الانتخابات، وستبقى محتلة الانتخابات في داخل القدس تكريس للاحتلال، وأما ما يقال استثناء القدس جريمة كلها مزايدات من الفصائل والسلطة وراحت فلسطين ضحية بهذه الطريقة، ولن تجرى الانتخابات وهذا ما تريده السلطة الفلسطينية.

 هناك من يرى أن الهبات الجماهيرية أنية وعابرة على أهميتها، فيما مشروع الاحتلال والتهويد مستمر وفق مخططات استراتيجية نافذة؟

- صحيح.. المقدسي عليه أن يقوم بواجبه ضمن إمكاناته، هو حقق جزئية معينة ولم يحرر القدس أو ألغى الاحتلال وليس بمقدوره، هذه الهبه لتذكير الشعوب العربية اننا متجذرون وموجودون، وعليكم ايها العرب أن تثبتوا البوصلة نحو القدس، والهبة صفعة للذين طبعوا وهرولوا.. وأين مصلحة فلسطين في هذه الهرولة.

شعبنا يريد أن يسترد كرامته لكنه لم يحرر القدس، والشباب فروحوا بإزالة الحواجز الحديدية واستطاعوا ان يتنقلوا بحرية ووضعوا حد للمستوطنين وأدبوهم، وأصبح المقدسي يمشي بحرية وكرامة دون المساس به من المتطرفين.

 ما هو الممكن لمساند المقدسيين من السلطة والفصائل والعرب؟

- الأمر الممكن دعم المؤسسات الصحية والتعليمية والإسكان والأندية الشبابية والجمعيات الخيرية، حتى يستطيع المقدسي الثبات ومقاومة المحتل ولا يذوب في البوتقة الاحتلالية.

اذا كانوا حريصين على القدس ويتباكوا عليها ولديهم الجرأة عليهم أن يدعموا المؤسسات المقدسية ودعمها اقتصادها المنهار نتيجة الحصار على القدس والعمل على فك الحصار.

والمقدسي لديه كرامة لا يتسول رغم أنه في وضع اقتصادي صعب وحرج وعلى الذين يبكون ويتباكون على القدس والمتحدثين عن يوم القدس العالمي نسألهم ماذا قدموا للقدس؟ لا شيء.

هي شعارات زائفة، لا نريد شعارات ولابد من انهاء الاحتلال عن القدس والضفة وهي محتلة وليس القدس وحدها.

هل تقبل أن تقدم الدول المطبعة مساعدات للقدس والمقدسيين؟

- لا.. لا لسنا بحاجة للتبرع من هذه الدول المُطبعة، لانهم قد يعتبروها رشوة على تصرفاتهم وللسكوت عن الحق، نحن لسنا بحاجة لها.

المصدر : القدس المحتلة- خاص زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo