تقرير تبخر الحلم الفلسطيني في التغيير

تظاهرة ضد تأجيل الانتخابات
تظاهرة ضد تأجيل الانتخابات

حظي قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بتأجيل الانتخابات حتى إشعار آخر، برفض واسع من القوائم المُترشحة للانتخابات، وبعض الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس.

وكان الرئيس محمود عباس، قد أعلن عن تأجيل الانتخابات التشريعية المقرر في 22 مايو القادم، بسبب رفض الاحتلال الإسرائيلي السماح بإجراء الانتخابات في مدينة القدس المحتلة بعد اجتماع دعا له الفصائل كافة للحضور إلا أن حركتي حماس والجهاد رفضتا الحضور.

وأعلن عباس في كلمة له خلال اجتماع الفصائل، إلى أن رسائل وصلته من دول أوروبية وعربية، تفيد بأن دولة الاحتلال الإسرائيلي تقول بأنه لا إجابة لديها بشأن الانتخابات في القدس بسبب عدم وجود حكومة إسرائيلية، الأمر الذي عده عباس بأنه رفض إسرائيلي لإجراء الانتخابات في القدس.

وعلى الفور خرجت مسيرات وسط قطاع غزة وفي الضفة الغربية، للتعبير عن رفضها لقرار التأجيل.

مسيرات رفضاً لتأجيل الانتخابات

وشارك في هذه المسيرات حركة حماس، والتيار الإصلاحي الديمقراطي الذي يقوده محمد دحلان المقيم في الإمارات، والعديد من القوائم المرشحة للانتخابات، فيما عبرت فصائل عن رفضها في بيانات منفصلة لقرار تأجيل الانتخابات.

مسيرات رفضاً لتأجيل الانتخابات

فصائل تعتبر قرار التأجيل ارتهان للاحتلال

حركة حماس بدورها حملت حركة فتح ورئاسة السلطة الفلسطينية المسؤولية الكاملة عن قرار تأجيل الانتخابات وتداعياته، وعدته انقلاباً على مسار الشراكة والتوافقات الوطنية، ولا يجوز رهن الحالة الوطنية كلها والإجماع الشعبي والوطني لأجندة فصيل بعينه".

وقالت الحركة في بيان صحفي، تعقيباً على قرار التأجيل، :"لقد أثبت شعبنا في القدس قدرته على فرض إرادته على المحتل، وهو قادر على فرض إجراء الانتخابات.

اقرأ أيضاً: القدس خط أحمر وتأجيل الانتخابات وارد جداً

وعزت حماس مقاطعتها للاجتماع الذي دعا له الرئيس محمود عباس، لأنها كانت تعلم مسبقاً أن حركة فتح والسلطة ذاهبة إلى تعطيل الانتخابات لحسابات أخرى لا علاقة لها بموضوع القدس.

فيما أعلنت حركة الجهاد الإسلامي رفضها للاجتماع الذي دعا له الرئيس عباس، ورفضها المسبق للمشاركة في الانتخابات، معتبرة أن قرار تأجيل الانتخابات اتخذ منذ أيام والاجتماع الذي دعا له الرئيس عباس هو شكلي لزوم الإخراج".

وقال مسؤول الدائرة السياسية في حركة الجهاد الإسلامي د. محمد الهندي، في بيان له، :" لو كان هناك جدية في إجراء الانتخابات لتحولت إلى صراع مع العدو وليس انتظار موافقته للسماح بإجرائها".

من جهتها، اعتبرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن قرار التأجيل للانتخابات قرار خاطئ، ويجب أن يُجبر الاحتلال على إجراء الانتخابات في القدس بدل تأجيلها، من خلال الاشتباك السياسي والميداني.

وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، رمزي رباح، في بيان له، إن قرار التأجيل يعد انصياعا للفيتو الإسرائيلي على عدم السماح بإجرائها في القدس.

قوائم ترفض التأجيل

هذا ورفضت قوائم انتخابية قرار التأجيل واعتبرته خضوع لإرادة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك خلال مسيرة في رام الله تزامنت مع الاجتماع الذي عقده الرئيس عباس للقيادة والذي أعلن فيه عن تأجيل الانتخابات.

واعتبر مرشحو قوائم خلال التظاهرات أن تأجيل الانتخابات أكبر خطر ستمر به مسيرة الوفاق الوطني وإعادة بناء النظام السياسي، مؤكدين أن رفض الانتخابات هو نزع للشرعية.

وأكد المرشحون على استمرار النشاطات في الميادين ومقاطعة ما سيصدر من قرارات بعد الاجتماع، وخوض معركة قانونية لإلغاء القرارات.

مظاهرات على تأجيل الانتخابات

القدس والانتخابات والتصريحات

رئيس قائمة وطن للمستقلين الذي يترأسها النائب السابق في المجلس التشريعي حسن خريشة، شدد على أن القدس خط أحمر، وكل الفلسطينيين يعتبرون القدس عاصمة لهم.

وأوضح أن هناك تجارب ناجحة في القدس أفشلت مخططات الاحتلال والتي كان آخرها خلال الأيام الماضية حينما انتفض المقدسيون في وجه الاحتلال وأجبروه على التراجع عن مخططات منع الصلاة في الأقصى.

إضافة إلى أن اهتمامنا بالقدس خلال السنوات الماضية لم يكن كثيراً.

اقرأ أيضاً: (فيديو): الحقوقي البارز عصام يونس: اعتبار الانتخابات نقطة البداية لتفكيك الأزمات محل شك.

وأكد على أن قرار الانتخابات بحاجة لإرادة السياسية تكون متوفرة عند كل القوى السياسية الفاعلة، سواء السلطة أو الفصائل، إضافة إلى أننا بحاجة لقرار واضح من كل الفصائل لأن تُسخر كل جهودها لهذه المعركة، ولا يكفي التصريحات والبيانات.

وتابع خريشة في حديث خاص لـ موقع "زوايا"، أن القدس خط أحمر؛ مستدركاً أنه لم يكن أصلاً هناك نية لإجراء الانتخابات، وجاء التأجيل نتاج ظروف مختلفة سببها الخلافات والصراعات الداخلية.

وأشار إلى أن الاجتماع الذي أعلن فيه عن تأجيل الانتخابات، شاركت فيه فصائل لم تتقدم بقوائم للمشاركة في الانتخابات نظراً لعدم وجود جماهير خلفها ولا وجود حاضنة لها.

وأكد على ضرورة الانتخابات لأن جميع المؤسسات الفلسطينية بحاجة إلى أن تعمل بشكل شرعي، تكون منتخبة، إضافة إلى وجود فراغ دستوري جراء تعطيل المجلس التشريعي.

وتعليقاً على ارتياح بعض الفصائل لقرار التأجيل في الأروقة الداخلية، واعلان رفضها أمام الجماهير، أوضح خريشة في حديثه لـ موقع "زوايا"، أن قرار إجراء الانتخابات جاء بعد توافقات بين حركتي فتح وحماس، واقنعوا المواطن أن هذه الخطوة هي بداية لإنهاء الانقسام، ولا أحد يعلم كثيراً ما هي الخلفيات وتفاصيل هذه الاتفاقيات التي وقعت بين الطرفين.

وتمنى خريشة أن يعلو صوت لعمل شيء مشترك، نحافظ فيه على السلم الأهلي في الرؤى والادوات.

اقرأ في كتًاب زوايا: لا انتخابات بدون القدس..!

وشدد على أن خطوة تأجيل الانتخابات ستعمق الانقسام مرة أخرى، رافضاً بشدة أن نرهن إرادتنا بموافقة الاحتلال على إجراء الانتخابات، ولذلك قرار الانتخابات كان يجب أن لا يكون مرتبطاً بالإسرائيليين.

ورغم تباين وجهات النظر بين الفصائل حول قرار التأجيل، إلا أن المؤكد هو أن الحلم الفلسطيني بإجراء الانتخابات لإحداث التغيير المطلوب، أصبح في مهب الريح.

المصدر : خاص زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo