لا اعرف سر الغضب الشعبي على تصريحات عزام الأحمد؟
هل هو قصر نظر عند الشعب؟ أم سوء فهم لتصريحاته؟ أو غيرة وحسد للقائد الفذ مثله؟

الأحمد نطق الحقيقة دون مواربة: وقال ان حركات التحرر لا تجري انتخابات سوى مرة واحدة.

هذه هي عقيدتنا كحركة تحرر ولا تصدقوا اي ادعاء آخر غير ذلك لتأجيل الانتخابات؟ما قاله الأحمد هو الحقيقة بعينها.. فما هو سبب الهجمة المسعورة عليه؟ أليس نحن نظام حكم ديماكتاتوري؟ انا قلت هذا من قبل وكتبته.

نصل الحكم بالإنتخاب ولا نغادره الا محمولين.

هذا ما حصل منذ تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية عام 1965 ولغاية اليوم لم يترأسها سوى شخصين في دورتين انتخابيتين فقط، مقابل 15 دورة انتخابية في الولايات المتحدة الامريكية.

صدق عزام حين قال ان حركات التحرر لا تجري انتخابات.

ونحن أطوٌل حركة تحرر عمراً في العالم. فلماذا لا نكون مثلهم؟
هذه هي الحقيقة.. هل مر عليكم احتلال استطاع ان يعمر كما عمر الإحتلال الاسرائيلي في ظل حركتنا التحررية؟

لا يوجد في العالم اطلاقاً حركة تحرر بقيت تقاوم الاحتلال كما هو حالنا، ولم يتبدل أجيال على قيادتها كما هو حالنا؟

نحن اوشكنا على الاحتفال باليوبيل الماسي لتوليهم امرنا.. الماسي على الطريقة البريطانية 60 عاماً وسنحتفل بالماسي على الطريقة الأمريكية 75 عاماً.

فلا قيادات في التاريخ عمرت في مواقعها مثلهم.. ولن تعمر
عزام الاحمد قال كلماته بصدق وكان يرغب ان يستكمل قوله لكنه لم يستكمل بسبب تسرعكم..

كان يود ان يصارحكم ليس فقط بأن الحركات التحررية لا تنتخب سوى مرة واحدة الى ان يموت رئيسها.

كان يود ان يخبركم ان ثوار الحركات التحررية لا يرتدون البدلات وربطات العنق اطلاقاً.. انهم كما وصفهم جيفارا حين قال" يعرف الثائر من رائحته النتنة"، فهم يقضون كل وقتهم في الجبال ولا وقت لديهم لا للإستحمام ولا للإنتخاب.

أراد أن يخبركم ان الثوار يقاومون العدو ولا يجالسونهم، هم في حالة اشتباك مستمرة معهم، والتنسيق الوحيد الذي يجرونه معهم هو تنسيق عبر وسيط لتبادل الأسرى.

أراد أن يخبركم ان حركات التحرر لا يهمها المال اطلاقاً لا يوجد لديها صناديق استثمارية، فكل اموالها للسلاح، وأعضائها ثوار لا يتقاضون رواتب ولا امتيازات ولا سفريات ولا جيبات ولا سرقات.

أراد ان يخبركم ان قادة وكوادر الحركات التحررية يرون في المال وسخ ايادي.. فهم لا يستثمرون اطلاقا، ولا ينشؤون شركات عقارية، ولا يتملكون شركات ربحية، ولا يعملون وكلاء شركات استيراد، ولا يساهمون بشركات كبرى اطلاقاً... انهم حركة تحرر.. انهم ثورة.. انهم ليسوا بشركة ربحية.

أراد ان يخبركم أنه لكل هذه الاسباب لا وقت لحركات التحرر ان تنتخب ان كان لا وقت لديها لتستحم.. فلماذا تعجلتم ولم تسمعوا ما كان يود ان يقوله لكم.

أراد عزام أن يخبركم ان هذا وصف الحركات الثورية.. وأن ينصحكم ان لا تنظروا الى تلك الثورات التي تنحرف عن مسارها الثوري، انها ليست معيارنا.. صحيح ان اصل المافيا حركة ثورية .. لكنها ليست المقياس لنقيس عليها حال حركتنا التحررية.

لكل هذه الاسباب أقول لكم أصاب عزام وأخطانا نحن جميعاً فحركات التحرر لا وقت لها للإنتخاب.. فلماذا تستكثرون علينا كحركة تحرر وطنية أن نحمل صفة واحدة فقط من صفات حركات التحرر الوطنية وان لا ننتخب... علينا جميعاً أن نعتذر له.