تقرير الدعاية للانتخابات الفلسطينية "حرب مبكرة" هل يكون المواطن ضحيتها؟

الناخب الفلسطيني
الناخب الفلسطيني

اشتعلتْ الدعاية الانتخابية عبر وسائل الإعلام مختلفة، ولا سيما وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تبدأ مرحلة الدعاية الانتخابية الرسمية والتي حددتها لجنة الانتخابية الفلسطينية، من الثلاثين من نيسان وحتى 21 أيار.

حربٌ من التصريحاتِ الإعلامية والمنشورات والتقارير الإعلامية التي امتلأت بها "وسائل التواصل"، والتي غلبَ عليها طابع التخوين وتوجيه أصابع الاتهام للقوائم الانتخابية، ودفع الأموال باتجاه "الإعلانات" في الدعاية الانتخابية، لكسب أكبر عددٍ من القراءِ.

غاز غزة


[caption id="attachment_3888" align="alignnone" width="573"] الدعاية للانتخابات[/caption]

 

 

 

الإسلام السياسي




الطعن في ترشح "حسن سلامة"

وأكدت لجنة الانتخابات المركزية بأن قبول أو رفض أي مرشح أو قائمة للانتخابات، يستند فقط إلى شروط الترشح التي نص عليها قانون الانتخابات، وهي تتعامل مع جميع المرشحين والقوائم وفقاً لنفس المعايير.

اقرأ أيضاً: حرب التشهير والإشاعات الممولة.. هل تؤثر على الناخب الفلسطيني؟

وحيث أن أحد شروط الترشح هو أن يكون المرشح مدرجاً في سجل الناخبين، وبما أن اسم الأسير حسن سلامة غير مدرج في سجل الناخبين، فان اللجنة رفضت ترشحه.

الطعون الانتخابية


الأسير "الشحاتيت"




وتعرف لجنة الانتخابات الفلسطيني الدعاية الانتخابية بأنها "مجموعة النشاطات والفعاليات الانتخابية التي تقوم بها القوائم الانتخابية ومرشحيها لشرح برامجهم الانتخابية لجمهور الناخبين، وكذلك الدعوات التي يتم توجّيهها لجمهور الناخبين للتصويت لصالحهم، بما لا يتعارض مع القانون والأنظمة السارية".

وبحسب قانون الانتخابات يحظر البدء بالدعاية قبل موعدها، وهو ما لم يتحقق فلسطينيًا، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.

ومع اقترابِ إجراء الانتخابات الفلسطينية، يخوض المنافسون حربًا إعلامية شرسة، بعيدًة عن أخلاقيات وبديهيات الصحافة، وبعيدًا عن الترويج لبرامج تعنى بمصالح الناس وحاجياتهم الأساسية والتي افتقدوها طيلة 15 عامًا، بل انتشرت الصحافة الصفراء والطعن في شخصيات الآخرين.

حملات تشويه مجهولة

من جهته، أكّد الخبير في الدعاية حيدر المصدر، أن الدعاية الجماهيرية والفردية اشتعلت بشكل غير متوقع عبر مواقع التواصل الاجتماعية، مبينًا أن الانقسام الفلسطيني اجتماعي أكثر من سياسي.

وقال في حديثـه لـ "زوايا" إنه لا يمكن تحديد مصدر "الإعلانات الممولة" عبر الصفحات الصفراء وغيرها، ومعظم الحالات مرتبطة بشكلٍ أكبر بحملاتِ تشويه كلها مجهولة المصدر، والجهة الوحيدة القادرة على تحديد الجهة التي تقف خلفها هي "شركة فيس بوك" فقط.
اقرأ أيضا: الانتخابات الفلسطينية في سياق هش

واعتقد الخبير أن الدعاية الأكثر تأثيرًا على الجمهور، تلك التي تبرز اهتماماته واحتياجاته، ضاربًا مثالًا بقوله " في غزة مثلًا ستكون الدعاية التي ستطرح الاحتياجات الاجتماعية أكثر تأثيرًا من الحديث عن تحرير فلسطين، وفي الوقت ذاته ستكون رسائل تحرير فلسطين والتنسيق الأمني أكثر تأثيرًا من المسائل الحياتية".

سريّة للغاية

وعدّ الحملات الدعائية المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي "دعاية فردية بنكهات مختلفة" تعبر عن الجمهور، مبينًا أنه من الممكن أن تكون تابعة لجهةٍ محددة تتغلف بسريةٍ تامة، وأنه حتى في الحالات العالمية لا يتم كشفها إلا عبر تحقيقات استقصائية.

ولفت إلى أن وسائل الإعلام تعمل على ترسيخ الاتجاهات لا تغييرها، متوقعًا أن تكون البرامج الانتخابية تعتمد على مرتكزين، ففي غزة سيتطرقون للاحتياجات الإنسانية، وفي الضفة للشؤون الأمنية.

وأشار إلى أن المواطن الفلسطيني سيصب صوته للجهة الذي يعتقد أنها ستؤمن احتياجاته.

اشتعلت مبكرًا

وبين أستاذ الإعلام المساعد في "كلية فلسطين التقنية" نعيم المصري، أن طيلة 15 عامًا منذ آخر انتخابات فلسطينية، قد تغيرت "الدعاية الانتخابية" في ظل وسائل التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، معتبرًا أن لها تأثيرًا كبيرًا على الرأي العام الفلسطيني.
وقال في حديثـه لـ"زوايا": "جميع القوائم الانتخابية تسعى لأن تأخذ حظها في هذه المواقع والترويج لبرامجها الانتخابية، والاستثمار في هذه الوسائل ومحاولة الالتفاف، رغمًا أن الحملة الانتخابية حسب لجنة الانتخابات المركزية تبدأ في الثلاثين من نيسان/أبريل القادم.

دعاية شرسة

وتوقع "المصري" دعاية انتخابية شرسة من حيث الاستخدام، والكثير من بذل الأفكار والمحتوى والشعارات لدى القوائم الانتخابية في المرحلة المقبلة، مشيرًا إلى طعن إحدى القوائم بشعار قائمة أخرى لهو دليل على شراسة الدعاية الحالية والقادمة.

وأشار أن الإعلانات الممولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بدأت قبل أن تبدأ الدعاية الانتخابية الرسمية، مبينًا أن أسعارها في متناول اليد وزهيدة.

قصور أخلاقي

وأبدى "المصري" ملاحظته حول التفاعل الكبير عبر المنصات الإعلامية التي تُستخدم على نحوٍ جماعي وفردي، بأن الكثير من القوائم بدأت فعليًا في الترويج.

كما بدأ العديد من الأشخاص بتغيير صفحة الغلاف وكيل المنشورات الكثيرة بعد أن كانت حساباتهم خامدة في المرحلة السابقة.

وأضاف " في هذا العصر لا يمكن ضبط هذه الصفحات، ويجب أن تكون جهة مراقبة في الإعلام الفلسطيني، للالتزام بأخلاقيات المهنة"، معتبرا أن هناك قصورًا من الجميع في ذلك.

وتسائل باستغراب "هل هذه الحالة ضمن الوعي أو اللاوعي؟!"، وقال: "إن عدم الالتزام بأخلاقيات المهنة يؤدي لزعزعة الاستقرار".

وطالب بوجود جهات رقابية حكومية وخاصة ومن نقابة الصحفيين للالتزام بالأخلاقيات المهنية وبديهيات الإعلام، تتولى متابعة محتوى النشر في وسائل الإعلام وتقييمه وضبطه، مقترحًا أن تكون جهة مستقلة متخصصة لمتابعة كل من يتجاوز الدعاية الانتخابية.

وعودٌ خادعةٌ

ولفت لـ "زوايا" أن ما يقال في البرامج والإعلام والخطب والمؤتمرات، كثير منه نظري لا يُطبق، واستغلال للعواطف، واصفًا إياه بـ "الوعود الخادعة".

ومؤكدًا أنه لا توجد برامج فعلية يمكن تحقيقها كاملة، تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني التي يطمح لها، في الضفة والقدس وغزة.
ويرى أن الجميع يسعى للوصول إلى السلطة على حساب مقومات الشعب، ومن وجهة نظره الشخصية بين المرشحين من لا يستحقون أن يكونوا ضمن قائمة معينة تعمل في المجلس التشريعي، ويكون مسؤولًا عن مصالح الشعب".

أهم من حاجيات الناس!

واعتبر المحلل السياسي والكاتب الفلسطيني مصطفى الصواف، أن الصفحات الممولة التي تسبق الدعاية الانتخابية الرسمية، دون حسيب أو رقب، ودون ضوابط، ودون أن تكون محسوبة على قائمة، داعيًا إلى الالتزام بالعشرين يومًا المخصصة للدعاية الانتخابية الرسمية، حتى تُعطى كل قائمة حقها المطلوب.

وبيّن في حديثـه لـ "زوايا" أنه لا يمكن أن تنسب هذه الصفحات الممولة لشخص أو قائمة ما، ولا يمكن الاعتماد عليها في الأخبار، وهي تمارس ما شاءت دون رقيب وتتحدث كما شاءت.

وقال "الصواف" عن البرامج الانتخابية "البرامج التي ستطرح ليست فقط إغراء الناس بأن هناك طعامًا وشرابًا، فالقضية أكبر بكثير من ذلك، بل هي قضية قدس وتحرير واعتقالات واحتلال، وضغوطات تفرض على الشعب الفلسطيني، مع عدم إغفال إشباع رغبات الناس".

مجرد شعارات

وبين أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر ناجي شراب أن الانتخابات بشكل عامٍ في العالم الثالث، وفي الحالة الفلسطينية الخاصة، لا يتم الوفاء بالوعود للناخبين، وإنما هي مجرد شعارات لكسب المواطن الفلسطيني، الذي لم يعد مباليًا ولم يعد منخدعًا بمجرد وعود فارغة جوفاء.

وبيّن أن عدم الوفاء حالة متوقعة، لأن الحكومات لا تملك القدرات، مشيرًا إلى أن الانتخابات الثانية في 2006، تمت بإجراءات وضمانات قوية، وأدت لنتائج كارثية وإلى الانقسام، متسائلًا "هل ستؤدي الانتخابات الثالثة إلى تحويل الانقسام إلى الفصل السياسي، ومضاعفة الكارثة؟"

حالة سلبية وصحافة صفراء

وعن الصفحات الصفراء والدعاية الانتخابية التي تسبقُ موعدها قال "شراب" "حالة سلبية شهدها الإعلام الفلسطينية، من خلال "الصحافة الصفراء" والتشكيك بالقوائم.
ويرى أن القوائم الانتخابية الـ 36 لن تمتلك برامج سياسية واضحة تخاطب الواقع، وأن أغلبيتها بدون رؤية سياسية بما فيهما القائمتان الكبيرتان "فتح وحماس"، وهذا ما دفع لخطاب التخوين والتكفير، وسيؤثر على نتائج الانتخابات، وهذا حكم مسبق للتشكيك بقبول نتائج الانتخابات الفلسطينية.

وعدّ "شراب" المطلوب من الانتخابات الفلسطينية شقان، الأول: سياسي يتعلق بالقضية الفلسطيني والصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، كذلك بالقدرة على إنهاء الانقسام إذا ما تم الاعتراف بنتائج الانتخابات وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

والثاني: يتعلق بالاستجابة للمطالب الاقتصادية والمعيشية.

وتساءل: "هل نمتلك القدرات لإنهاء الفقر وتوفير فرص عمل وتلبية خدمات المواطنين وحل مشاكلهم، لا سيما في قطاع غزة الذي يعاني بشكل أكبر من الضفة".

ويرجح أنه في حالة تشكيل حكومة وحدة وطنية فإنها لن تملك عصا موسى السحرية، بل إن الحل سيكون جزئيًا فقط، ومن الممكن أن تكون الخزينة أفضل مع المساعدات الدولية والعربية بعد القبول بنتائج الانتخابات.

سوء إدارة وبذخ وفساد

وأوضح في حديثــه لــ "زوايا" أنه لا توجد رقابة حقيقة ولا سطلة تشريعية، وبالتالي هناك سوء إدارة وإهدار للمال العام وبذخ إنفاق حكومي، متسائلًا "من يحاكم من؟!، ومن يسأل عن الفساد؟!؟ مشيرًا لاحتكار فتح وحماس للمال.

وأبدى "شراب" تخوفه من تغليب المشكلات السياسية على المشكلات الاقتصادية، وكان متخوفا من تكرار سيناريو 2006 بصورةٍ أكثر كارثية، منبها أن ما يتعلق بإجراء الانتخابات في القدس يمكن أن يكون مبررًا لتأجيل الانتخابات.

المصدر : خاص زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo