حوار خبير سياسي مصري: تأجيل الانتخابات يزيد التوتر وبإمكان دحلان والبرغوثي تغيير قواعد اللعبة

الخبير المصري في الشأن الفلسطيني د. طارق فهمي
الخبير المصري في الشأن الفلسطيني د. طارق فهمي

 

  • أمريكا أعطت الضوء الأخضر للسلطة لتأجيل الانتخابات.

  • القدس والخلافات الفتحاوية وانزعاج "أبو مازن" وراء تأجيل الانتخابات.

  • تأجيل الانتخابات يعود لأسباب فلسطينية وإسرائيلية وأمريكية.

  • مستجدات دراماتيكية في العلاقات الفلسطينية الامريكية.

  • حماس تدفع بقوة لإجراء الانتخابات.

  • دخول الانتخابات الرئاسية على خط التشريعية غير قواعد اللعبة.

  • مقايضة ما بين دحلان والبرغوثي ستغير الموازين.

  • لدى مصر والأردن تحفظات على إدارة المشهد الفلسطيني

أكد الخبير المصري في الشأن الفلسطيني د. طارق فهمي، أن مسألة تأجيل أو إلغاء الانتخابات الفلسطينية بعد الضوء الأخضر الذي منحته الإدارة الأمريكية للسلطة الفلسطينية ليست مرتبطة برفض الاحتلال الاسرائيلي إجرائها في مدينة القدس فحسب، وإنما هناك أسباب أخرى تتعلق بتغير المواقف داخل حركة فتح.

وأوضح فهمي أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة في حوار خاص مع موقع "زوايا"، أن تأجيل أو إلغاء الانتخابات سيكون له تداعيات مكلفة على الساحة الفلسطينية، خاصة أن حركة حماس تدفع بقوة لإجرائها في موعدها المحدد.

وأعرب عن خشيته من ردود الفعل المختلفة في حال تم تأكيد تأجيل الانتخابات، والتي ربما تؤدي إلى انتفاضة شعبية كبيرة.

اقرأ أيضاً: (فيديو) الحقوقي البارز عصام يونس: اعتبار الانتخابات نقطة البداية لتفكيك الأزمات محل شك

وحول عودة قادة التيار الإصلاحي الديمقراطي لحركة فتح الذي يقوده محمد دحلان إلى قطاع غزة، أكد فهمي ، أن التيار الإصلاحي موجود وبقوة في قطاع غزة، ولا أحد في الساحة الفلسطينية يستطيع أن ينكر وجوده.

وأضاف أن هناك تنسيق بين حركة حماس ومحمد دحلان، ولا يمكن لأحد أن يقصى دحلان وتياره من المشهد.

لافتاً إلى أن التيار الإصلاحي تيار وطني يعبر عن التغييرات الحقيقية في الساحة الفلسطينية، ودحلان يغير من قواعد اللعبة مع مروان البرغوثي إذا دخلوا في أي مقايضات أو حسابات بالإضافة إلى ناصر القدوة.

وأوضح فهمي أن الرئيس محمود عباس منزعج جداً مما يجري داخل البيت الفلسطيني وداخل حركة فتح نفسها، التي لم تعد حركة فتح واحدة في ظل وجود أكثر من فتح في هذا التوقيت.

إليكم نص الحوار كاملاً:

س/ هل تتوقع تأجيل الانتخابات الفلسطينية في ظل رفض الاحتلال إجراؤها في القدس .. أم التأجيل سيكون لأسباب فلسطينية؟

ج/ تأجيل الانتخابات الفلسطينية في ظل رفض الاحتلال إجرائها في مدينة القدس وارد للغاية، وهناك تصريحات مهمة أطلقت خلال الساعات الأخيرة مرتبطة بتأجيل الانتخابات، وهناك مخاوف ألا تُجرى الانتخابات. وفي تقديري ليس بسبب القدس، هناك أسباب أخرى متعلقة بتغير المواقف داخل فتح، رغم أن حماس تدفع بقوة لإجرائها، إلا أن هناك تحفظات على إجرائها من بعض الشخصيات.

تأجيل أو الغاء الانتخابات له تداعيات مُكلفة على الساحة الفلسطينية، الأسباب في تأجيلها جزء منها فلسطيني وجزء "إسرائيلي" وجزء منها يتعلق بالولايات المتحدة الأمريكية.

الإدارة الأمريكية أعطت الضوء الأخضر للسلطة الفلسطينية للتأجيل أو الالغاء لاعتبارات متعلقة بتنسيق المواقف وهناك مستجدات دراماتيكية في العلاقة الفلسطينية الأمريكية في هذا الاطار.

س/ عرضت مصر مبكرا مصالحة فتحاوية ثم فلسطينية .. هل ترى أن موقف السلطة ضعيف بسبب عدم تقبل هذه النصيحة؟

ج/ القضية ليست في موقف المصالحة الفتحاوية الفلسطينية، لا توجد بالفعل أجواء للمصالحة وهناك اتفاق على شراكة في الحكم ارتبطت بطرح فكرة القائمة المشتركة التي كانت في البداية فكرة جيدة لتقاسم الأوضاع وفي نفس الوقت تمرير حدث الانتخابات، لكن بعد ان تم تغيير المواقف بدأنا نتحدث عن اربع قوائم لفتح وقائمة لحماس وانسحاب الجهاد ودخلت على الخط القوى المستقلة، رغم ان حالة الزخم الفلسطينية لم تكن جيدة.

القاهرة بذلت مجهودات كبيرة طوال جلستين الحوار، وهذا التنسيق جيد، وهناك تحرك كبير في هذا الاطار سيكون له نتائجه الإيجابية المختلفة، ومصر من أهم الأطراف العربية بجانب الأردن التي تسعى لترتيب الأجواء الفلسطينية، وفكرة المصالحة كانت ستتم على ارض الواقع في ظل الانتخابات بوجود متابعة ومراقبة دولية.

س/ هل سيكون تأجيل الانتخابات بتوافق فلسطيني أم ملف خلاف جديد ؟

ج/ لا اعتقد أن هناك توافقات فلسطينية عامة على الانتخابات، صحيح أن الجميع رحب لكن هناك إشكالية متعلقة بتباين الآراء والمواقف، وحسابات شخصية وتقديرية، ودخول الانتخابات الرئاسية على خط التشريعية غير من قواعد اللعبة، وكذلك ظهور مروان البرغوثي بهذه الصورة وخروج ناصر القدوة عن الاجماع في فتح، وبداية الحديث عن الصقور والقوى المناوئة، كل ذلك أدى الى طرح فكرة تأجيل الانتخابات بصورة أو أخرى.

س/ هل ترى عودة كوادر التيار الإصلاحي بزعامة محمد دحلان ضمن اتفاق محكم مع حماس أم مغامرة في ظل تباين المواقف السياسية؟

ج/ دحلان موجود في الساحة الفلسطينية لا أحد ينكر ذلك، وتيار الإصلاح قوي ورموزه موجودة في القطاع، وهناك تنسيق بين حماس ودحلان الذي لا يمكن استبعاده من المعادلة الفلسطينية، ووجود تياره يغير الكثير من قواعد اللعبة، ويطرح الكثير من السيناريوهات والخيارات ولا يمكن اقصاء دحلان وتياره من المشهد، والتيار الإصلاحي تيار وطني يعبر عن التغييرات الحقيقية في الساحة الفلسطينية، ودحلان يغير من قواعد اللعبة مع مروان البرغوثي اذا دخلوا في أي مقايضات أو حسابات بالإضافة إلى ناصر القدوة، وأعتقد ان الرئيس محمود عباس لديه حالة من الانزعاج مما يجري داخل البيت الفلسطيني وداخل فتح التي لم تعد حركة فتح واحدة في ظل وجود أكثر من فتح في هذا التوقيت.

س/ كيف تسير العلاقة بين السلطة الفلسطينية والقاهرة وهل تسيطر على العلاقة حالة جمود ولماذا؟

ج/ العلاقة بين القاهرة والسلطة الفلسطينية جيدة وليست في حالة جمود، هناك توقعات بدور مهم جدا في الرحلة الفترة المقبلة، والسلطة الفلسطينية لديها تقديراتها وحساباتها الخاصة بها، ومصر والأردن سيكون لهم دور مهم تحت صيغ جديدة كصيغة ميونخ أو الرباعية الدولية.
اقرأ أيضاً: الانتخابات الفلسطينية على شفا التأجيل.. ماذا يجري في الكواليس؟

الرئيس محمود عباس مرحب به في القاهرة، لكن القيادة المصرية لديها بعض التحفظات على إدارة المشهد الفلسطيني في ظل حالة الزخم الفلسطينية الكبيرة، وأعتقد أن الأردن لديها نفس الموقف.

س/ هل ما حدث في الاردن له علاقة بالقضية الفلسطينية؟

ج/ لا يوجد أي ارتباط بين ما جرى في موضوع الأمير حمزة والقضية الفلسطينية، لكن يبقى المكون العشائري والارتباط الفلسطيني بالشأن الأردني موجود، لكن لا نتحدث هنا عن فكرة الوطن البديل، والحسابات الضيقة، هناك خيارات عديدة تجمع الفلسطينيين والأردنيين ولا توجد أي مشكلة على أي مستوى.

س/ معبر رفح يعمل بشكل يومي ولكن بوتيرة منخفضة تقريبا ٢٥٠ مسافر يوميا .. هل الايام القادمة تحمل تحسن أكثر للمواطنين في القطاع؟

ج/ معبر رفح مفتوح ولكن القضية الفلسطينية ليست معبر رفح مع احترامي وتقديري، التسهيلات يجب ان تكون ممنوحة للشعب الفلسطيني، ولا احد يقبل ان يبقى الشعب الفلسطيني محاصر، فتح المعابر يجب ان يكون سياسة حاضرة، الحصار يجب ان ينتهي، وفتح كافة المجالات امام الفلسطينيين مهم جدا لمصر مع فتح المعابر الاخرى مع اسرائيل، آن الأوان للشعب الفلسطيني ان يخرج من حالة الحصار، لأن الشعب الفلسطيني يبهر القوى العالمية والدولية بخياراته.

لا نريد ان نقول أن البدائل لحالة الغاء الانتخابات، ربما تؤدي إلى انتفاضة شعبية كبيرة، هناك حراك شعبي كبير في الساحة الفلسطينية، ونخشى من ردود الفعل المختلفة، لكن اجراء الانتخابات في هذا التوقيت سيكون له نتائج ايجابية.

س/ حالة التوتر بين السلطة والإمارات واضحة وظهرت في منتدى غاز الشرق الأوسط .. هل سيتواصل التوتر وهل للقاهرة دور في إصلاح هذه العلاقة؟

ج/ السلطة الفلسطينية جزء من منتدى غاز المتوسط، ولكن السلطة الفلسطينية تريد رسم الحدود البحرية مع الجانب الآخر في تركيا وإسرائيل ومصر.

مصر سترسم حدودها البحرية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وهناك تطورات كبيرة في هذا الملف، وضع منتدى الغاز والمنظمة الإقليمية مهم لفلسطين التي تحرز موقع متقدم فيه، وكل هذه الملفات مؤجلة إلى حين، وتحتاج إلى بعض الوقت، ويكون لها تداعيات مؤثرة على كافة الأوساط الفلسطينية.

السلطة الفلسطينية جزء من إقليم شرق المتوسط وهو طرف فاعل ورئيسي، ودخول الامارات لا يمثل أي مشكلة لأي طرف لأن هناك مخطط لتوسيع المنتدى وربما يضم دول أخرى.

تطور العلاقات الإيجابية بين القاهرة وانقرة سيكون له نتائج إيجابية على كافة الأوساط وعلى الإقليم والملفات الإقليمية، ونأمل أن تكون هناك مقاربة جديدة في ظل التطورات وحالة السيولة الأخيرة.

كانت هناك زيارة لوزير الخارجية اليوناني في مصر في الساعات الأخيرة رفضا على ما يجري في الإقليم، وكان هناك لقاء رباعي بين الامارات قبرص واليونان ومصر، وكان لقاء مهم جدا بحيث تريد اليونان رسم حدودها البحرية مع ليبيا لموازنة ما يجري على الجانب الآخر.

المصدر : القاهرة- خاص زوايا
atyaf logo