ماهي نسبة الحسم! مع إغلاق باب الترشح للانتخابات التشرعية الفلسطينية المزمع على عقدها في 22 أيار القادم، بلغ عدد القوائم المسجلة لخوض هذه الانتخابات 36 قائمة، من بينها بضعة قوائم حزبية وغالبية أخرى تمثل المستقلين.

ويرى الخبير في الانتخابات د. طالب عوض أن هذا الرقم من عدد القوائم المتنافسة على الانتخابات هو طبيعي وليس بكبير.

 

 

 

ويرجع السبب في ذلك وفق ما ذكر عوض في حوار خاص مع موقع "زوايا"، إلى غياب العملية الديمقراطية فلسطين لنحو 16 عاماً.

 

حيث لم يمارس الفلسطينيون الانتخابات التشريعية، وهذا الرقم من عدد القوائم مؤشر على حاجة وتعطش المواطنين لإجراء الانتخابات.

 

أما السبب الثاني لارتفاع عدد القوائم وفق عوض أنه في عام 2006 كان النظام الانتخابي مختلط بين القوائم والدوائر.

 

ويقول كان لدينا أكثر من 400 مرشح شاركوا في الدوائر، ولذلك لم يكن لدينا حينها إلا 11 قائمة فقط.

 

وأكد عوض أن عدد القوائم ليس مبالغاً فيه إذا ما قورن مع العديد من الدول، حيث يوجد في بعض الدول أكثر من هذا الرقم.

 

وأضاف، أنه في هذه الانتخابات التشريعية بلغ عدد المرشحين الإجمالي لدينا 1389 مرشحا موزعين على 36 قائمة انتخابية.

 

وأشار إلى أن هذا الرقم لو تمت مقارنته مع الأردن وصل لديهم في آخر انتخابات 1700 مرشح، ولذا هو رقم طبيعي.

 

ولكن كم عدد القوائم في الانتخابات القادمة التي ستتمكن من اجتياز نسبة الحسم والحصول على مقاعد في التشريعي؟

 

يتوقع عوض أن عدد القوائم التي سوف تجتاز نسبة الحسم هي 10 قوائم، وحوالي 25 قائمة لن تجتاز نسبة الحسم، بمعنى أنها لن تفوز بأي مقعد من مقاعد المجلس التشرعي البالغة 132 مقعد.

 

ووفقاً للقانون فإن عملية توزيع المقاعد في الانتخابات التشريعية القادمة سوف تتم بناء على طريقة "سانت لوجي"، وهي إحدى الطرق العالمية المعتمدة في أنظمة التمثيل النسبي لاحتساب وتوزيع المقاعد.

 

وبحسب وثيقة حصل عليها موقع "زوايا" من لجنة الانتخابات، فإنه للبدء في عملية احتساب وتوزيع المقاعد يجب أن يكون معلوماً لدينا، مجموع ما حصلت عليه كل قائمة انتخابية من أصوات صحيحة، ومجموع الأصوات الصحيحة التي حصلت عليها جميع القوائم الانتخابية، ونسبة الحسم التي تساوي 1.5% من مجموع الأصوات الصحيحة لجميع القوائم الانتخابية.

 

تعرف نسبة الحسم أنها الحد الأدنى من الأصوات التي يجب أن تحصل عليها القائمة الانتخابية كي تدخل عملية احتساب النتائج وتوزيع المقاعد.

 

اقرأ أيضاً: الرابحون والخاسرون من تعدد قوائم حركة فتح لخوض الانتخابات

 

يقول د. طالب عوض إنه في ظل القوائم المتعددة، هناك توقع أن عددا كبيرا من هذه القوائم لن تجتاز نسبة الحسم.

 

وأوضح عوض ذلك في مثال أنه لو شارك في الانتخابات 1.8 مليون ناخب من بين حوالي 2.5 فلسطيني يحق لهم الانتخاب، تكون في هذه الحالة نسبة الحسم حوالي 27 ألف صوت، وهي مجموع الأصوات التي تحتاج إليها القائمة للدخول في نسبة الحسم واحتساب المقاعد.

 

وأشار عوض إلى أن من يتخطى نسبة الحسم يحصل على مقعدين على الأقل، بمعنى أنه لا توجد قائمة تفوز وتحصل على مقعد واحد بهذه العملية.

 

أما عن مصير الأصوات التي حصلت عليها القوائم التي لم تجتاز نسبة الحسم، يكون مصير أصواتها وفق عوض أن توزع على جميع القوائم التي تفوز بحسب نظام "سانت لوجي".

 

ويرى عوض أن القوائم التي لا توجد لديها فرص في بلوغ نسبة الحسم كان بإمكانها أن تتحالف مع بعضها وبالتالي تزيد من فرصها في الحصول على مقاعد.

 

وأوضح "أنه لو حصلت قائمة على نسبة 1.4% من مجمل الأصوات".

 

وحصلت قائمة أخرى على نسبة 1.2% من مجمل الأصوات، وهي نسب تقل عن نسبة الحسم (1.5%)، فإن كلتا القائتمين لن تفوزا بأي مقعد.

 

ويضيف "لكن لو تم دمجها مع بعضها البعض في تحالف كانت قد تحصل على أربع مقاعد وربما خمسة بنفس الأصوات".

وأشار إلى أن هذه الانتخابات قد انتهت فيها عملية الترشح، ولكنها سوف تكون بمثابة فرصة للتعلم وكيف تعمل القوائم مع بعضها في الانتخابات القادمة، سواء قوائم مستقلين أو أحزاب سياسية، في حال تحالفت مع بعض سوف تحقق نتائج أفضل.

 

اقرأ أيضاً: متذيلو قوائم الانتخابات التشريعية.. لماذا يخوضون منافسة خاسرة؟

 

جدير بالذكر أنه في العام 2006 تنافست في الانتخابات التشريعية الفلسطينية 11 قائمة على 66 مقعدا خصصت للتمثيل النسبي (البقية خصصت البقية للدوائر).

 

وقد تمكنت 6 قوائم منها فقط من اجتياز نسبة الحسم التي كانت حينها 2% من الأصوات الصحيحة.

 

وحينها فازت حركة حماس بـ 74 مقعداً من بينها 29 مقعداً لقائمتها، أما حركة فتح حصلت على 45 مقعداً منها 28 لقائمتها، وفازت قائمة الجبهة الشعبية بـ3 مقاعد.

 

وقائمة "البديل" بمقعدين، وقائمة "فلسطين المستقلة" بمقعدين، وقائمة "الطريق الثالث" بمقعدين، إلى جانب 4 مستقلين فازوا في انتخابات الدوائر.