حوار المطران عطالله حنا: عملاء تسريب العقارات في القدس معروفون ويجب محاكمتهم

المطران عطالله حنا
المطران عطالله حنا

 

  • العقارات المسربة للاحتلال غير قانونية لأن القدس محتلة

  • الانتخابات حاجة فلسطينية وإجراؤها مهم في موعدها بمشاركة القدس

  • الفلسطينيون في القدس ليسوا جالية لكي يذهبوا للانتخاب في البريد

أكد رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس المحتلة المطران عطالله حنا، أن كل عمليات تسريب الأراضي والممتلكات في مدينة القدس المحتلة، للاحتلال الإسرائيلي من قبل عملاء أو سماسرة ومرتزقة، غير قانونية لأن القدس هي مدينة محتلة.

وأكد أن من يسرب للاحتلال ممتلكات فهو مجرم لأنه قدم ما لا يملك لمن لا يستحق.

وأوضح المطران حنا في حوار مع موقع "زوايا"، أن الشخصيات المتواطئة مع الاحتلال والتي ساهمت في تسريب الممتلكات معروفون لدى الجهات الفلسطينية والمؤسسات الوطنية في القدس.

اقرأ أيضاً: الرجوب لـ”زوايا”: الانتخابات ستجرى في موعدها بما فيها القدس رغماً عن الاحتلال

وشدد على ضرورة ملاحقة ومحاكمة هؤلاء، لأنهم ارتكبوا جريمة بحق القدس وعائلاتهم.

وأكد على ضرورة القيام بحملة في المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية، لتوضيح خطورة تسريب الممتلكات للاحتلال، بهدف تنشئة الأجيال تنشئة صالحة فيها انتماء لهذه الأرض المقدسة.

لا انتخابات بدون القدس

وحول اجماع الفصائل على أنه لا انتخابات بدون القدس، أوضح المطران حنا، أن هذا موقف مفروغ منه، لأن القدس هي قلب القضية الفلسطينية وعنواننا وقبلتنا، ولا نقبل بانتخابات دونها، داعيا المقدسيين للمشاركة في هذه الانتخابات والتعبير عن رأيهم للمشاركة في رسم الخارطة السياسية المستقبلية لشعبنا.

وتمنى أن تجرى الانتخابات في موعدها دون تأجيل، نظراً لحاجة الكل الفلسطيني لها، شريطة عدم إخراج القدس من المعادلة.

إليكم نص الحوار كاملاً:

س/ بيع الأراضي في القدس لم يقابل بإجراءات صارمة حتى الآن .. لماذا؟

ج/ القدس مدينة محتلة تعاني من احتلال يستهدف كل شيء فلسطيني في هذه المدينة المقدسة إسلامي أو مسيحي ومقدساتنا وأوقافنا والانسان الفلسطيني مستهدف والعقارات والأبنية والأراضي التي يعتدي عليها المستوطنون والاحتلال.

القدس ليست سلعة معروضة في مزاد علني لكي تباع وتشترى وتسرب بهذه الصورة، وكل التسريبات التي حدثت حتى وإن كان هناك متواطئون أو سماسرة أو عملاء ومرتزقة، كل التسريبات غير قانونية وغير شرعية، لأن القدس مدينة محتلة، وبالتالي كل من يسرب للاحتلال إنما يرتكب جريمة ويقدم ما لا يملك إلى من لا يستحق، كما حدث من تسريبات في سلوان وغيرها، نحن كفلسطينيين مطالبين أن نرفض مثل هذه التصرفات وأن نحافظ على أوقافنا ومقدساتنا وعقاراتنا لربما في الوقت الذي فيه ستعود القدس لأصحابها ويزول الاحتلال وتكون القدس عاصمة لفلسطين يمكن حينئذ نعيد أن نستعيد كل هذه الأوقاف التي سربت اليوم والمحاكم في القدس هي جزء من منظومة الاحتلال وسياساته واللجوء لها لا ينفع.

س/ لماذا لا يتم كشف السماسرة وأصحاب الصفقات أمام الرأي العام حتى يتم ملاحقاتهم؟

ج/ هناك أسماء معروفة لدى الجهات الفلسطينية ولدى المؤسسات الوطنية في القدس، ويجب أن تكون إجراءات ملاحقة ومحاكمة لهؤلاء الذين ارتكبوا هذه الجرائم النكراء بحق مدينة القدس وبحق عائلاتهم، وهناك بالقدس عائلات عريقة ربما خرج منها سماسرة يسيئون لعائلاتهم العريقة الذي ضحت وكافحت من أجل القدس، هذا الموضوع يحتاج المحاسبة القانوينية مع حملة في المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية لتوضيح خطورة هذا الموضوع كي نربي أبنائنا وشبابنا تربية صالحة وفيها الانتماء لهذه الأرض، لأن الاحتلال لا يستهدف فقط العقارات ومقدساتنا بل يستهدف ثقافتنا الوطنية يريد من الفلسطيني أن يتخلى عن جذور رباطه وتمسكه بأرضه.

س/ بعض الأذرع العسكرية في الفصائل تدعو لملاحقة هؤلاء السماسرة على غرار ما جرى خلال الانتفاضة الثانية؟

ج/ من سرب عقار أو ساهم في ذلك للاحتلال ارتكب خيانة عظمى بحق شعبنا والقدس وفلسطين ويجب أن تتم ملاحقتهم قانونيا حتى إذا هربوا إلى الخارج يجب الاستمرار بملاحقتهم بكل الوسائل القانونية، لأنهم تطاولوا على كل الشعب الفلسطيني والقدس، والجانب الآخر الذي يجب أن نوليه اهتماما هو التربية والتعليم، للأسف الشديد هناك من يروجون لثقافة مغلوطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، التي تستهدف الفلسطيني في تراثه وانتمائه.

س/ كيف تتابع الإجماع الفلسطيني حول عدم إجراء الانتخابات بدون القدس؟

ج/ هذا أمر مفروغ منه لأن القدس هي قلب القضية وعنواننا وقبلتنا ولا نقبل بانتخابات دون القدس، التي نريدها وندعو أبناء شعبنا أن يشاركوا في الانتخابات ويعبروا عن رأيهم ويشاركوا في رسم الخارطة السياسية المستقبلية لشعبنا.

نحن لا نقبل أن تكون القدس والمقدسين خارج هذه المعادلة الديمقراطية الفلسطينية، نحن نتمنى أن لا يتم تأجيل الانتخابات لأننا بحاجة للانتخابات والفلسطينيون يجب أن يعبروا عن ما يريدون ولا نريد القدس خارج هذه المعادلة.

س/ لكن هل من المقبول اجراء الانتخابات في مراكز البريد الإسرائيلية؟

ج/ الفلسطينيون في القدس ليسوا جالية لكي يذهبوا للانتخاب في البريد في مدينة القدس يجب أن يتمتعوا بحرية التصويت في أماكن معينة مثل المدارس ومؤسسات معينة يتم الاتفاق عليها أو طريقة معينة لمشاركة المقدسيين في الانتخابات، نحن نعلم أن المقدسيين لهم وضع خاص وهناك ملاحقة لأي نشاط، قبل أيام كان هناك استهداف لنشاط انتخابي في القدس، يجب العمل بأساليب مسئولة وحكيمة للعمل على إجراء التصويت، إذا لم تشارك العاصمة في الانتخابات فعن أي انتخابات نتحدث أو عن أي مجلس تشريعي نتحدث وعن أي ديمقراطية نتحدث.

اقرأ أيضاً: عصابات تسرق آثار فلسطين وتهربها للاحتلال

س/ لماذا الموقف العربي غير فاعل لصالح الديمقراطية الفلسطينية في القدس؟

ج/ الجميع يعلم الوضع العربي الحالي يعاني خللا، ونتمنى أن يتغير نحو الأفضل لكن ريثما يتغير الواقع يجب على الفلسطينيين أن يقوموا بواجبهم تجاه القدس وفلسطين، وإذا لم نقم نحن بواجبنا تجاه القدس وفلسطين فبجب ألا ننتظر أحد كي يقوم بالواجب بدلا عنا، مطلوب أن نقوم بدورنا لأننا أصحاب هذه القضية.

س/ كيف ترى دعم بعض الدول العربية والإسلامية لغزة على أهميته وعدم دعم المقدسيين؟

ج/ قضية القدس هي قضية الفلسطينيين بالدرجة الأولى وهي قضية الوطن العربي والمسلمين والمسيحين وقضية كل الأحرار في هذا العالم، ومن واجب كل الدول العربية وكل محبي العادلة أن يعملوا على مؤازرة المقدسيبن، نحن نتحدث عن الشعب مع المقدسات، لذلك وجب دعم صمود الشعب الفلسطينيين في القدس لأن هذا الشعب حرس القدس والمقدسات، نحن الآن لسنا بصدد مهاجمة أحد أو توزيع شهادات حسن سلوك على أحد نحن نذكر العرب المسلمين والمسيحين بواجبهم الإنساني والروحي والأخلاقي والوطني تجاه القدس.

س/ كيف تابعتم الانقسام في القائمة المشتركة لفلسطينيي الداخل المحتل؟

ج/ الفلسطينيون في مناطق 48 هم فلسطينيون ومكون أساسي من مكونات الشعب الفلسطيني، نحن عندما نتحدث عن الشعب الفلسطيني نتحدث عن الفلسطينيين الموجودين داخل فلسطين التاريخية هذه قضيتنا جميعا، ويحزننا أي انقسام في الساحة الفلسطينية فهو شيء مؤلم ونحن نطالب بوحدة الصف، ومن المؤسف أن نعيش حالة انقسام داخلي وهذه الحالة يتم تصديرها للجاليات في الخارج ونحن ندعو الفلسطينيين في الداخل والخارج يجب أن يكونوا موحدين والبوصلة تكون نحو القدس وأن تزول هذه الانقسامات.

المصدر : رام الله/ خاص زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo