تقرير متذيلو قوائم الانتخابات التشريعية.. لماذا يخوضون منافسة خاسرة؟

القوائم الانتخابية
القوائم الانتخابية

نشبت حالة من الجدل مواقع التواصل الاجتماعي، تزامنًا مع إعلان لجنة الانتخابات المركزية منتصف الأسبوع الماضي الكشف الأولي للقوائم المرشحة للانتخابات التشريعية 2021، والبالغ عددها 36 قائمة انتخابية.

وتعلق الجدل بالعدد الكبير للقوائم، كذلك الأسماء الواردة في ذيل القوائم الانتخابية، لاستحالة فوزهم في الانتخابات التشريعية، صاحبها حالة تعجب وسخرية من بعض المعلقين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأمام هذه الحالة من الجدل، توقع أيضا محللون وخبراء في الانتخابات عدم قدرة أكثر من 20 قائمة انتخابية مستقلة على تجاوز نسبة الحسم للدخول إلى المجلس التشريعي.

وتستطلع "زوايا" آراء عدد من المرشحين للوقوف على الدوافع والأسباب التي دفعتهم للمشاركة، ولا سيما أصحاب المراكز المتأخرة، وهل يمكنهم تغيير الحالة السياسية المعقدة؟

التغيير قادم

وقال نائب الأمين العام للمكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين "قيس عبد الكريم" "أبو ليلي"، الذي يتذيل قائمة "التغيير الديمقراطي" برقم "61"، إنّه مؤمنٌ بأن التغيير قادم، وإن قبلَ بأن يكون في هذا الترتيب الأخير، من أجل الدفع بصفٍ جديد من القادة ليتولوا المهمة.

وبين عضو المجلس التشريعي والمجلس الوطني في حديثه لـ "زوايا" بأنه آن الأوان للتغيير نحو الديمقراطية الحقيقة، والتي تعتمد بالأساس على كوادر شابة، تضيف عنفوانها وحيويتها وقدرتها الجسدية إلى هذا المسير لتدفع بها إلى الأمام.

ليست مجرد ترتيب

أما المهندس محمد الشريف، فيرى "أن القائمة الانتخابية ليست مجرد أرقام ولا ترتيب، ومن ارتضاه إخوانه فقد جرى عليه قلم التكليف من لحظتها سواء نجح أو لم يوفق".

اقرأ أيضا: الرجوب لـ”زوايا”: الانتخابات ستجرى في موعدها بما فيها القدس رغماً عن الاحتلال

واعتبر "الشريف"، المرشح رقم (94) في قائمة "القدس موعدنا" في حديثـه لــ"زوايا" أن النجاح الحقيقي هو في "كسب الثقة"، أي من قبل التنظيم الذي رشحه (حركة حماس).

 ويرى أن تكليفه بالترشح هو تكليف بخدمة الشعب وحفظ كرامته، وأن يكون صوتا صادعا بالحق ناصرا للمظلومين، صادا للظالمين والمجرمين، وفقا لتعبيره، واصفًا إياها بـ"فلسفة الانتماء".

إحداث تغيير حقيقي

من جانبها، قالت الناطقة الإعلامية باسم قائمة "صوت الناس" إيمان بارود "فرصتنا في ميدان الانتخابات كانت منذ اللحظة الأولى التي قررنا فيها كقائمة خوض التجربة إيماناً منا بضرورة المشاركة الفعالة والمساهمة في إحداث التغيير الذي يطمح إليه شعب كامل يعيش منذ سنوات طويلة في أزمات متلاحقة".

وأضافت في حديثها لـ "زوايا" "لا ننكر أن قرار الانخراط والدخول في الانتخابات التشريعية واجه ولا زال كثيراً من التحديات التي تعتبر حالة الاحباط السائدة واحدة منها.

وتابعت "نعرف جيداً حقيقة التعقيدات الموجودة حالياً على أرض الواقع، لكننا في قائمة صوت الناس قررنا الانطلاق مستعينين بالأمل والقوة والثبات".

رقم (1) كالأخير

وبحسب "بارود" فإن القائمة لا تختزل في أشخاص ولا في أرقام، وقالت: "القائمة هي مجموعة من المبادئ الأخلاقية والوطنية التي اجتمع عليها المرشحون دون نزاع على مكاسب أو غنائم توزع هنا وهناك".

ونوهت إلى أن هدف قائمتها هو أن تكون "صوتاً حقيقياً وعالياً للناس، لكل المظلومين والمقهورين والمهمشين الذين سلبت وتاهت حقوقهم على مدار كل سنوات الحصار والانقسام والاحتلال".

وعليه فإنها ترى أن "المرشح رقم واحد هو تماماً كالمرشح رقم 26، تختلف الأرقام لكن لا يمكن أن تتغير المبادئ والأهداف".

"الترتيب الأخير راض"

وقال المهندس عصام حمّاد المرشح الانتخابي عن قائمة "الوفاء والبناء، أن رقم (23) الأخير في قائمته راضٍ عن ترتيبه فيها، ومرشحو القائمة يعلمون جيدًا أنه ليس بالضرورة النجاح بالانتخابات التشريعية.

وأضاف، في حديثه لـ"زوايا": "انتقينا المرشحين بعناية فائقة، ومعظم الذين شكلوا القوائم لم يكشفوا للمرشحين ترتيبهم في القائمة، إلا بعد إفصاح لجنة الانتخابات المركزية عن القائمة رسميا".

 وتابع: "لو تحدثنا عن استطلاعات الرأي، لرأينا أن حظوظ المستقلين ضئيلة جدًا للفوز، لا سيما بعد تشتت قوائم المستقلين"، مشيرًا إلى وجود 36 قائمة وحوالي 12 قائمة ظل تتبع الفصائل الفلسطينية، لكنه يرى أن "المواطن ليس غبيا حتى ينطلي عليه هذا التضليل".

ولفت إلى وجود حالة من الخوف لدى الناخب الفلسطيني، لأن التنظيمات الفلسطينية ربطت مسار الانتخابات بمسار لقمة العيش، متوقعا أن تحدث مفاجأة كما حدث في 2006، حيتما كانت المؤشرات تصب في فوز جهة وفازت حركة حماس بأغلبية.

وبيّن أن الظروف الاقتصادية في غزة والأمنية في الضفة ستلقي بظلالها على نتيجة التصويت، وتحقق مفاجآت، موضحًا أنه لن يتغير المشهد بالكامل، بل سيزيد عدد النواب المستقلين.

 وكشف أن ترتيب قائمة "الوفاء والبناء" ليس باختيار أفراد من عائلات كبرى كما القوائم الأخرى، بل مرتبط بخبراء قادرون على إنهاء ملفات عالقة مثل الكهرباء وتشغيل الشباب وغيرها.

ورفض "حماد" أن يكون في ترتيب متقدم لدى قوائم حزبية وغيرها، معللا "لن أكون تحت جناح جهة وقراراتها"، ومشددا على أن قائمته تعاهدت أن تكون صوتا للمقهورين والمهمشين والمسحوقين.

المصدر : خاص زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo