حوار في يوم الأرض.. بركة: الاحتلال يهدم مبنى كل 6 ساعات في النقب ومليون دونم في مرمى المصادرة

رئيس لجنة المتابعة للجماهير العربية داخل الأراضي المحتلة عام 48، محمد بركة
رئيس لجنة المتابعة للجماهير العربية داخل الأراضي المحتلة عام 48، محمد بركة

 

• الهجمة الإسرائيلية ضد الأرض الفلسطينية لم تتوقف منذ نكبة 48
• حكومات الاحتلال تغذي الجريمة والعنف في المجتمع العربي
• الاحتلال هدم 532 قرية فلسطينية وأقام 900 مستوطنة
• الاحتلال مستمر في سياسة الضغط لترحيل وتهجير أهل النقب
• الاحتلال يعزز الجريمة في الوسط العربي لإشغاله عن قضاياه الجوهرية
• بركة "إسرائيل" تهدم بيتا كل ست ساعات في النقب

أكد رئيس لجنة المتابعة للجماهير العربية داخل الأراضي المحتلة عام 48، محمد بركة، أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لازالت مستمرة في مخططاتها الهادفة إلى محاربة فلسطيني الداخل، منذ عام النكبة، وتستخدم في سبيل ذلك وسائل عدة من بينها إشاعة الجريمة والعنف داخل المجتمع الفلسطيني.

الاحتلال يغذي الجريمة والعنف في المجتمع العربي

وقال بركة في حوار خاص مع موقع "زوايا" بمناسبة يوم الأرض، الذي يصادف الثلاثين من شهر مارس، :"إن الاحتلال الإسرائيلي لم يتوان في محاربة الفلسطينيين ويعمل على تسهيل تدفق السلاح للمجتمع العربي، ولم يقم بواجباته في مواجهة الجريمة والعنف الذي يفلتك بالمجتمع.

وأضاف، أن تواطؤ المؤسسة العسكرية في توفير السلاح للعرب، أمراً من شأنه تفكيك وتمزيق المجتمع العربي وجعله مشغولاً بأمنه الشخصي وإلهائه عن قضاياه من مصادرة الأرض والقدس والاستيطان وغيرها.

وأشار إلى أن حكومة الاحتلال تتبع سياسة التهميش الاقتصادي للمجتمع العربي في الحياة العامة، ولم تقم ببناء أي قرية للفلسطينيين في الداخل المحتل منذ النكبة، بل هدمت وشردت ٥٣٢ قرية أيام النكبة، في المقابل استولوا على أراضي الفلسطينيين وبنوا فيها حوالي 900 مستوطنة.

وشدد على أن نحو 100 ألف مواطن فلسطيني يعيشون في النقب محرومين من أبسط الحقوق وأسس الحياة العادية، وذلك في سياسة ممنهجة من حكومة الاحتلال للضغط عليهم للرحيل وإجبارهم على حياة تتناقض مع مفهوم حياتهم الأصلية في النقب سواء البداوة والمساحات الواسعة.

وأشار بركة إلى أن هناك مدن فلسطينية على حافة الانفجار السكاني في المثلث والجليل ومدينة الناصرة العاصمة للمجتمع الفلسطيني في الداخل المحتل، والتي تم محاصرتها من جميع الجهات.

وتابع بركة بأن مدينة "عين كاهل" حوصرت من جهاتها الأربع بمستوطنة "نتسيرت عيليت" وأصبحت كجزيرة مخنوقة داخل تجمع يهودي استيطاني.

ولفت إلى أن مشروع "نوفا جليل الاستيطاني" يضم ثلاث مستوطنات وأقيم لتغيير التوازن السكاني في الجليل لصالح اليهود على حساب الأغلبية الفلسطينية ولكنهم فشلوا حتى الآن.

النقب في عين العاصفة

وعن الهجمة الإسرائيلية على الفلسطينيين في منطقة النقب، أوضح بركة أنه منذ العام ١٩٤٨ وتهجير غالبية الفلسطينيين من أراضيهم عنوة، ومصادرة الأراضي لم يبق احتياطي الأرض إلا في مناطق النقب، لذلك الحملة الأساسية الآن مركزة في هذه المنطقة.

وأشار إلى أن الاحتلال مستمر في مصادرة الأراضي في منطقة النقب، رغماً أن هذه الأراضي يتواجد فيها أصحابها قبل قيام "إسرائيل" عام 48، ولا تعترف بهم دولة الاحتلال.

كورونا تفتك بالمجتمع العربي اقتصاديا

وحول تأثير جائحة كورونا على الفلسطينيين في الداخل المحتل، والعنصرية الإسرائيلية في التعامل معهم، أوضح بركة، أن جائحة كورونا فاقمت الوضع بشكل أكبر وتعمقت الآفات الاجتماعية مثل، البطالة، والفقر، وتردي الأوضاع الاقتصادية، حتى أضحى المجتمع العربي في مأزق، وقدرته على الاحتمال تضاءلت، الأمر الذي يعزز ضرورة الكفاح والنضال في يوم الأرض.

اقرأ أيضاً: جديد الاحتلال في 2021.. سنهدم منزلك خلال 100 ساعة

وأوضح بركة بأن حكومة الاحتلال تميز في إعطاء التطعيمات والإرشادات بين الإسرائيليين والعرب.

ولفت إلى أن ما زاد من سوء الوضع الاقتصادي في ظل جائحة كورونا، هو أن الرواتب التي يتقاضاها العربي، تقدر بثلثي المتعارف عليه عند "الإسرائيليين"، إضافة إلى أن دعم الهيئات المحلية أيضا ستين بالمئة مما يقدم لليهودية أي أقل بنسبة أربعين بالمئة من مخصصات البلديات.

وأشار إلى أن نسبة الفقر في المجتمع العربي جراء جائحة كورونا وصلت إلى 50 بالمئة بينما عند اليهود لم تتجاوز ١٦ بالمئة.

وعي عربي لمخططات الاحتلال

ولفت بركة إلى أنه ورغم الواقع الصعب في الداخل المحتل، إلا أن المجتمع العربي متمرس في النضال والكفاح وكشف وفضح مخططات الاحتلال الاسرائيلي والتصدي له.

وأكد أن ما لم تنجح في تحقيقه دولة الاحتلال منذ النكبة من تغريب وتجهيل للفلسطينيين، لن تنجح به اليوم. وأعرب عن اعتزازه بالآلاف من فلسطيني الداخل من أصحاب الاختصاصات العلمية والمهنية والتي تبدو في مصاف الصفوف الأولى في العالم.

وأضاف، أن الشباب في حالة وعي لما يحاك ضدهم، لذلك نجدهم يخرجون متصدين للجريمة والعنف، ونضال سكان النقب وخاصة منطقة العراقيب التي تشكل نموذجا في التصدي للاحتلال. ولفت إلى أن الاحتلال هدمها ١٨٥ مرة، الأمر الذي يؤكد إصرار الاحتلال على مصادرة الأرض، بينما نجد أهل قرية العراقيب يقومون ببنائها فور هدمها من الاحتلال، وهو ما يؤكد على عمق سمو التصدي والتحدي لهذه السياسة الاسرائيلية المجرمة.

منطقة العراقيب هي منطقة يقطنها فلسطينيين بدو في النقب، ويسكنون في خيام ، ويحاول الاحتلال تهجيرهم منها، ويمنع عنهم كل مقومات الاحتلال.

مليون دونم في مرمى المصادرة

وحول مخطط الاستيلاء على أراضي النقب، أكد بركة بأن كل موضوع الملكية التقليدية بالأرض لا تعترف بها دولة الاحتلال الإسرائيلي وهي ملكية مواطنين بالعموم ومتعارف عليها منذ عشرات السنين، وتريد أن تمتلك هذه الأراضي من خلال تزوير أوراق الملكية الرسمية لها.

وتابع بركة:" أن هناك مليون دونم من أراضي الفلسطينيين في النقب، وتقوم حكومة الاحتلال بوضع اليد عليها تارة لتخريج الدورات، وتارة لهدم البيوت، وتارة برش المزروعات.

وأشار إلى أن العام 2019 كانت حكومة الاحتلال تهدم كل ست ساعات مبنى في النقب وذلك حسب التقديرات والأرقام الرسمية التي تم رصدها.

الرهان على ديمقراطية "إسرائيل" رهان خائب

وحيال تفكك القائمة العربية المشتركة في الانتخابات الأخيرة، أعرب بركة عن أسفه لما وصلت إليه القائمة من تفكك وتراجع، معرباً عن اعتزازه في الوقت ذاته في لجنة المتابعة التي تضم جميع الأحزاب والمؤسسات والهيئات المحلية في إطار وحدوي يجمع الجميع، وفعاليات يوم الأرض تندرج تحت إطارها.

وشدد على أن الوحدة الوطنية هي الأفضل والأروع للمجتمع العربي، وأن التجربة تؤكد أن حكومات الاحتلال لم تأت يوماً للتفاهم مع العرب، بل لتحل محلهم.

وأضاف: "أن استعمال أي قوة سياسية برلمانية عربية -إن حصل- سيكون لفترة مؤقتة جداً لصالح اليمين الاسرائيلي.

وأكد على أن المراهنة على استفاقة ديموقراطية في دولة الاحتلال من البعض داخل المجتمع العربي (الفلسطيني)، هي مراهنة خائبة.

المصدر : خاص زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo