كشف المفكر ووزير الثقافة الفلسطيني السابق إبراهيم أبراش، أن الثقافة الفلسطينية، بدأت بالانهيار مع قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994.
وذلك بعد أن كانت في ستينات وسبعينات القرن الماضي في الطليعة.
ويتنافس على رئاسة اتحاد الكتاب والأدباء شخصيات مرموقة كالشاعر الفلسطيني محمود درويش، وناجي العلي.
وكان لها تأثير في غرس الوعي الفلسطيني بالقضية الفلسطينية.
وزاد من انهيار الثقافة الانقسام الفلسطيني، الذي دفع بعدد من الكتاب والمفكرين والشعراء إلى الهجرة خارج الوطن.
وقال وزير الثقافة السابق في حوار خاص مع "زوايا"، أن المشهد الثقافي الفلسطيني ضبابي ومعقد كالمشهد السياسي تماماً، وكلاهما يتأثر بالآخر.
وأن ما أصاب المشهد السياسي من انقسام، واحتلال، وحصار انعكس على المثقفين الفلسطينيين، فانكفؤوا على ذاتهم.
كما وأصيب بعضهم بالإحباط واليأس، وأصبح ناقماً على الحالة الفلسطينية وما وصلت إليه، وبعضهم هاجر من الوطن للشتات.
وأضاف، أن الثقافة لم تعد تحظى باهتمام ورعاية فلسطينية، علماً أن هناك دائرة باسم "الثقافة" في منظمة التحرير الفلسطينية.
وبتنا بلا مشروع وطني ثقافي فلسطيني، لافتاً إلى أن المشروع الثقافي الذي نشأ مع منظمة التحرير الفلسطينية مطبوع بالثورة الفلسطينية.
وأكد أبراش، أن قدوم السلطة الفلسطينية للوطن أصاب المشروع الثقافي الفلسطيني بنكسة.
اقرأ أيضاً: قيادي جزائري “لزوايا”: تصالح حركتي فتح وحماس ضروري لدحر الاحتلال
ورغم محاولة وزارة الثقافة تأسيس مشروع ثقافي يجمع كل المثقفين، ويكون جزءا من الاستراتيجية الوطنية الشمولية، إلا أن هذه المحاولات كانت تبوء بالفشل لعدم وجود ثقة بين المثقفين والسلطة الوطنية.
إضافة إلى أن الخلافات بين التنظيمات الفلسطينية لعبت دوراً في اتساع الانقسام داخل الجسم الثقافي نظرا لتعددية الأحزاب السياسية والاهداف في التوجهات الثقافية لكل جهة.
المشهد الثقافي من الثورة الى السلطة
واستعرض أبراش واقع المشهد الثقافي الفلسطيني مع منظمة التحرير الفلسطينية ومن بعدها السلطة الفلسطينية.
مؤكداً أن العلاقة بين المثقفين وقادة الكيان السياسي الفلسطيني كانت تتسم باللا ودية.
ودوماً كان المثقفون ضمير الشعب، واتخذوا مواقف جذرية ضد الفساد، والانحراف، والثوابت الوطنية الفلسطينية.
تابع "وهو ما لم يرق للمنظمة والسلطة" ، بينما كان يتنافس على رئاسة اتحاد الكتاب والأدباء شخصيات عملاقة في ذلك الوقت، كالشاعر محمود درويش، وناجي العلي.
الأمر الذي يدلل على أن الاتحادات الثقافة في السبعينات والثمانينات كان لها حضورها القوي فلسطينياً وعربياً.
ويُحسب لها حساب، ولكن مع التحولات السياسية التي طرأت تآكلت هذه الأجسام التي تعبر عن المثقفين.
وتصارعت مع بعضها البعض، بحيث ابتعد المثقفون عنها، وأخضع المثقف للوضع السياسي ، في الوقت الذي يجب أن يكون فيه مستقلا.
وشدد على أهمية الثقافة فلسطينياً، لأن المعركة مع الاحتلال الأساسية ليست عسكرية فقط، وإنما مواجهة سياسية ثقافية، وتاريخية.
مشيراً إلى أن الحركة الصهيونية قامت على محاولة إلغاء الوجود الفلسطيني، وليس فقط احتلال الأرض، وسلب الثقافة الفلسطينية.
وتابع "وشاهدنا الصهاينة يسرقون كل شيء له علاقة بالموروث الثقافي الفلسطيني من أكلات، وأثواب وتطريز وينسبونها لهم".
لذلك لابد أن نخوض معه معركة الثقافة والفكر والرواية، وعدم الاكتفاء بالمواجهة العسكرية.
مؤكداً على أن هناك تقصير من الجميع سواء وزارة الثقافة أو الاتحادات أو المنظمات ذات العلاقة.
وأكد وزير الثقافة السابق، على ضرورة تطوير وتنمية عمل وزارة الثقافة لتكون الحاضنة الثقافية وتقوم بدورها التوثيقي والتوعوي بما يضمن الحفاظ على الهوية الفلسطينية، وتثبيت الرواية الفلسطينية.
تراجع قضية فلسطين مرتبط بانهيار الثقافة العربية
في سياق متصل، أوضح أبراش أن انهيار المنظومة الثقافية العربية بسبب الربيع العربي، وانقسام المثقفين على إثر النزاعات الطائفية والعرقية والدينية على حساب الثقافة الوطنية الشاملة التي كانت موجودة أدى إلى الابتعاد العربي عن القضية الفلسطينية.
وأردف أبراش:" أن الأنظمة العربية جعلت المثقفين العرب ينشغلوا بهمومهم الداخلية، ويعطونها الأولوية على حساب القضية الفلسطينية".
ناهيك عن الأثر السلبي لحالة الانقسام الذي أعاد القضية عن جدول أولويات العرب في الوقت الذي تراجعت فيه حركة التحرر الوطني.
الثقافة في مواجهة الاحتلال في أراضي 1948
في المقابل أثنى أبراش على تمسك الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة عام 1948 بالموروث الثقافي الذي يتعرض لهجوم من خلال محاولات الاحتلال لكي الوعي الفلسطيني من ناحية.
اقرأ أيضا: فشل تشكيل كتلة يسارية في الانتخابات.. اجتماع حاسم اليوم
ومحاولات الطرد والتضييق عليهم من ناحية أخرى. مشدداً على أن الثقافة الفلسطينية تقف في مواجهة مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي.