تقرير أصغر طائفة بالعالم تستعد للمشاركة في الانتخابات الفلسطينية

أصغر طائفة فلسطينية
أصغر طائفة فلسطينية

فوق قمة جبل جرزيم في مدينة نابلس وسط فلسطين، يعيش المئات من أبناء الطائفة السامرية أصغر طائفة دينية في العالم.

وفي وقت تعيش فيه الأراضي الفلسطينية الاستعداد لإجراء انتخابات المجلس التشريعي في 22 أيار/ مايو القادم، ينوي عدد من السامريين خوض الانتخابات بالترشح نيابة عن طائفتهم.

يصل عدد السامريين من حملة الهوية الفلسطينية حوالي 420 شخصا، وكانوا قد وجهوا مؤخراً كتابا للرئيس محمود عباس يطالبوه بتخصيص مقعد من مقاعد المجلس التشريعي القادم لأبناء الطائفة السامرية.

تمثيل الطائفة السامرية بالتشريعي

وحول آخر المستجدات، يقول الكاهن حسني السامري كبير الطائفة السامرية إن ما وصل إليه أن هناك كوتة للسامريين سوف تخصص من قبل الرئيس محمود عباس في المجلس التشريعي.

وكشف الكاهن حسني في تصريح لموقع "زوايا"، أنه قد عرض عليهم خوض الانتخابات في أكثر من قائمة، وهناك ثلاثة أشخاص أو أربعة من أبناء الطائفة السامرية يعتزمون الترشح للانتخابات، ولكن لا يوجد شيء نهائي حتى الآن.

وأضاف أن هناك أكثر من قائمة طلبت من السامريين وجود مرشح منهم، وتوجهت إليه قائمة من بيت لحم للمشاركة في الانتخابات، ولكن عمره الذي يناهز 77 عاما يحول دون ذلك، لكنه يشجع الآخرين على ذلك.

يعبر حسني عن فخره بهذا الشيء، قائلاً "لأننا جزء من الشعب الفلسطيني والنسيج الاجتماعي، ونفتخر بالمشاركة في هذه الانتخابات".

اقرأ أيضا: “فتح”.. أمام معركة انتخابية تحدد مصيرها

وكان الرئيس الراحل ياسر عرفات قد خصص مقعدا للسامريين في المجلس التشريعي، وشغله في ذلك الوقت الكاهن سلوم عمران وهو من أبناء الطائفة السامرية، إلا أنه بعد وفاته تم تجميد هذا المقعد المخصص للسامريين.

ويروي الكاهن حسني أنهم عندما زاروا الرئيس محمود عباس قبل ثلاث سنوات عرضوا عودة هذا المقعد المخصص لهم في التشريعي.

وتفاجأ الرئيس أنه لا يوجد لديهم مقعد مخصص، ووعد وفق الكاهن حسني أن يكون للسامريين مقعد خاص في الانتخابات القادمة.

وأكد حسني أنهم سيبذلون كل جهدهم من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.

يبلغ عدد أبناء الطائفة السامرية في نابلس 420 شخص، كما يعيش منهم حوالي 410 آخرين في سهل حولون في داخل الخط الأخضر.

ولا يزيد مجموع أبناء هذه الطائفة في كل العالم عن 840 سامري موجودين كلهم في فلسطين.

أهمية تمثيل الطائفة السامرية

ولدى سؤال الكاهن حسني إن كان هذا العدد القليل يستحق تخصيص مقعد، رد بالقول: "عليك أن تنظر إلى أن السامريين هم أقدم شعب موجود في هذه المنطقة منذ 3659 سنة، ولم يغادروا الأرض المقدسة".

وأضاف "لنا تاريخ مجيد وعريق، صحيح أن مذهبنا إسرائيلي ولسنا يهود، ولكن نحن جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني".

وتابع: "لا ننظر إلى الأمر أن الرئيس منحنا عضوا في المجلس التشريعي، بل نحن ننظر إلى أن السامريين يستطيعون المساهمة وبناء جسر سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

وأكد أن الرئيس عرفات عندما خصص هذا المقعد في الماضي عمل على تلاحم كبير بين السامريين والشعب الفلسطيني.

وأشار الكاهن حسني إلى أن لديهم متحفا يأتي إليه الزوار من كل أنحاء العالم، ويسألون باستمرار إن كنا مشاركين في المجلس التشريعي أو المجلس البلدية.

واستدرك بالقول "صحيح أننا نشارك في التسامح الديني ونأمل أن يكون هذا التسامح حقيقي وأكثر من ذلك عن طريق مشاركتنا في المجلس البلدي أو في أشياء أخرى من منظمات وهيئات".

وأكد أنهم دائما يشاركون في الانتخابات البلدية رغم أنه لا يوجد لديهم مقعد، بالإضافة إلى المشاركة في انتخابات المجلس التشريعي والمنظمات وفي عدة مؤتمرات.

وقال: "الحقيقة أننا نفتخر بهذه المشاركة، ونؤكد على التقارب المسيحي الإسلامي السامري وهو ما يشعرنا أننا موجودين وعلى الخارطة".

مختصون: مشاركة الطائفة السامرية لها قيمة وطنية وأخلاقية

يقول المستشار القانوني في الائتلاف من أجل النزاهة والمسائلة "أمان" د. عزمي الشعيبي، إنه في عهد الرئيس ياسر عرفات، ولأسباب سياسية طلب تخصيص مقعد لهم.

ولكن في القانون الأساسي وقانون الانتخابات لا يوجد نص بتخصيص مقعد للسامريين، كما ذكر الشعيبي لموقع "زوايا".

الشعيبي الذي كان عضوا في أول مجلس تشريعي فلسطيني، يرى أن الموضوع ذو طابع سياسي وليس حقوقي.

ولاعتبارات سياسية تتوافق الأطراف المتنافسة أن تضمن للأخوة السامريين في القوائم، كما تفعل القوائم بتخصيص مقاعد للمسيحيين، كما قال الشعيبي.
اقرأ أيضا: فشل تشكيل كتلة يسارية في الانتخابات.. اجتماع حاسم اليوم

واستدل بما فعلته حركة حماس في الانتخابات السابقة عندما ضمت قائمتها مسيحيين وهذا برأيه هو الأسلم.

أما تخصيص مقعد يبدو فيه تمييز وغير مقبول، لكن الموضوع أخلاقي ويجب أن نعكس التنوع في المجتمع الفلسطيني، يقول الشعيبي.

وأضاف أن أي قائمة انتخابية بمنطقة نابلس يفترض ضمها لسامري، لأن لهم حق التصويت وحق الترشح، بدون تخصيص مقعد لهم.

ويتفق النائب السابق لرئيس المجلس التشريعي د. حسن خريشة مع الشعيبي أنه من الناحية الوطنية والأخلاقية يجب أن يمثلوا في المجلس التشريعي الفلسطيني.

وقال خريشة لموقع "زوايا": "هذا يعطي انطباعا جيد أننا متنوعون ومتعددون ونحترم كل هؤلاء، فهم فلسطينيون ويجب أن يمثلوا".

وحول آلية ذلك، يرى أن يخوضوا التجربة ضمن قائمة مع القوائم الموجودة، وعندما تفوز القائمة يكون نصيب مرشحها السامري مقعد.

وينوي خريشة تشكيل قائمة لخوض انتخابات المجلس التشريعي القادمة.

ولدى سؤاله إن كان ينوي ترشيح عضو سامري بقائمته، أجاب: "لم نتوجه لهم، فقائمتنا صغيرة، والقوائم الحزبية الكبيرة تستطيع ذلك".

ما هي مشاكل الطائفة السامرية؟

وضمن الحديث عن عضو للطائفة السامرية بالمجلس التشريعي، سألنا الكاهن حسني حول المشاكل التي يمكنه معالجتها وتخص ظروف حياتهم.

وأجاب أن لديهم مشاكل عديدة، فمنطقتهم سياحية ويأتي إليها الزوار، إلا أن قمة جبل جرزيم محتلة من قبل شركة إسرائيلية.

وأضاف أن أقدس مكان للسامريين بالعالم هو قمة جبل جرزيم، ولكنه محاط بالأسلاك ولا يستطيع السامري صعوده إلا بالأعياد الثلاث.

ولم يحصل في العالم أن أقدس مكان في العالم للسامريين محاط ولا يدخلوا إليه إلا بإذن، كام يقول الكاهن حسني.

وتابع أن مدخل جبل جرزيم يمتلئ بالنفايات، والشوارع غير جيدة وغير لائقة.

ومن المشاكل التي يواجهها السامريون، أنهم يحتاجون التعريف بأنفسهم، فهم ليسو يهودا بل هم شعب بني إسرائيل.

وقال: "عندما يكون لديهم عضو مجلس في التشريعي يستطيع أن يفسر ذلك ويعرف بالسامريين وأنهم إسرائيليون حقيقيون".

وأردف: "نبحث عن التفاعل أكبر مع الشعب الفلسطيني، والعضو يستطيع أن يقوم بالتفاعل بشكل أكبر مع الشعب الفلسطيني ومع العالم".

وألف حسني أكثر من عشرين كتاب، بها 120 إثبات على قدسية جبل جرزيم، ولا إثبات واحد على قدسية القدس لليهود.

وآخر كتاب لديه سيصدر بعد أسبوعين وهو عن جبل جرزيم، وهذا يشكل دعما للشعب الفلسطيني في الأمم المتحدة والعالم.

وذكر أن الرئيس عباس اهتم بالكتاب، الذي يبين أن القدس لن تكون عائقا لإقامة سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

المصدر : زوايا - خاص

مواضيع ذات صلة

atyaf logo