قال الأمين العام للمبادرة الشعبية مصطفى البرغوثي: "إن ضعفا لحق بالمقاومة الشعبية، والسبب الرئيسي لذلك هو محاولة مأسسة هذه المقاومة في أطر رسمية"، مشددا على أن للانقسام الفلسطيني تأثير على مشاركة الجماهير في فعاليات المقاومة الشعبية.
وأكد البرغوثي في حديث خاص لموقع "زوايا"، على أن الضعف في المقاومة الشعبية يعود أيضا إلى "عدم وضوح البرنامج السياسي لهذه المقاومة"، مبينا أن هذه العوامل مجتمعة "لعبت دورا في إضعافها".
واستدرك بالقول "هذا لا يعني أن المقاومة الشعبية ستبقى ضعيفة، ولا يعني أنها ليست النمط الأكثر تأثيرا إذا ما أُحسن استخدامها".
وردا على سؤال حول تأثير السلطة الفلسطينية على المقاومة الشعبية، أجاب البرغوثي بالقول: "إن المشكلة التي تتعلق بالسلطة الفلسطينية تتمثل بمأسسة المقاومة الشعبية في وزارة، وهذا خطأ بحيث يجعل المشاركة في أي عمل شعبي مبني على قواعد وظيفية، وليس على مشاركة تطوعية، مؤكدا أن "السلطة الفلسطينية لم تمنع بالمطلق أحدا من المشاركة بأي عمل شعبي مقاوم".
اقرأ أيضا: حصري: “زوايا” تكشف تفاصيل حوار القاهرة والاتفاق على محكمة للانتخابات
وأوضح أن المقاومة الشعبية حققت إنجازات كبيرة على مدار الخمسة عشر عاما الماضية، وأبرز هذه الإنجازات "سفن كسر الحصار عن قطاع غزة، وكذلك مسيرات العودة، التي أحدثت تأثيرً هائلا، بالإضافة للمظاهرات ضد جدار الفصل العنصري".
وأحد "الإنجازات الكبيرة" في المقاومة الشعبية، وفقا للبرغوثي، تمثل في "الهبة الشعبية في العاصمة القدس عام 2017، التي أفشلت مخططات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وشارك فيها عشرات الآلاف".
وتحدث البرغوثي عن المشكلات التي واجهت المقاومة الشعبية، بالقول إن المشكلة الأكبر كانت في عدم استثمارها كما يجب، ولم يُعزز طابعها الشعبي، إلى جانب محاولة اختصارها في هيئات رسمية وحكومية، مما كان له "أثر ضار وكبير عليها".
وتابع البرغوثي الحديث عن "عدم وضوح برنامج سياسي لدى القيادة الفلسطينية، أسهم في تراجع هذه المقاومة أيضا، فكان هناك توجه لدى السلطة الفلسطينية بالتحلل من الاتفاقيات مع الاحتلال الإسرائيلي ووقف التنسيق الأمني، ثم تراجع عن ذلك وعادت للمسار القديم مرة أخرى".
وأثر ذلك على الجمهور وشوش تفكيره، وأضعف مشاركته في الفعاليات، لأنهم يشعرون بعدم جدية قرارات القيادة الفلسطينية، بحسب حديث البرغوثي لموقع "زوايا".
اقرأ أيضا: استقلالية موؤودة.. تغول السلطة التنفيذية على قضاء فلسطين
وحول إمكانية تشكيل رد عربي شعبي موحد ضد التطبيع، قال البرغوثي: "إن الرد على ما يجري، هو المطالبة بفرض مقاطعة شاملة في كل الدول العربية ضد الاحتلال الإسرائيلي دون استثناء، وهذا يعني تفعيل دور الشعوب، فإذا كانت المغرب طبعت، فالجمهور يجب أن يرفض الأمر، وهذه المطالبة تجري على كل شعوب المنطقة".
وقال البرغوثي: "إن المطلوب إدراك أنه لا يمكن تغيير واقعنا، بدون تغيير ميزان القوى، وهذا التغيير يتطلب استراتيجية وطنية بديلة لما فشل سابقا، وبديلة للمراهنة على المفاوضات".
وأشار إلى أن ذلك يعني تبني خيارات كثيرة، منها: المقاومة الشعبية الواسعة، وتوحيد الصف الوطني تحت قيادة موحدة، والعمل على تصعيد المقاومة بكل أشكالها، وتعزيز صمود المواطنين على أرضهم.