كشف مدير دائرة المواقع التراثية في وزارة السياحة والآثار الفلسطينية، صالح طوافشة، عن عصابات تسرق آثار فلسطين وتهربها للاحتلال، هدفها نهب التراث الفلسطيني وسرقة آثاره من خلال التنقيب والاتجار بها.
وأوضح طوافشة في مقابلة مع موقع "زوايا" بأن هناك مجموعات من لصوص وتجار الآثار موجودة في فلسطين يقومون بنهب الاثار من مواقع أثرية، من خلال عمليات نبش يدوي أو بواسطة آلات إلكترونية حديثة وأعمال تتم في المواقع من تجريف وتدمير.
وأشار طوافشة إلى أن هناك حالات مثل عمليات تهريب، لنقل مواد أثرية من فلسطين للخارج أو إدخالها يتم تداولها بشكل غير شرعي عبر تجار ووسطاء من قبل الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي يعرض تراثنا الوطني لعمليات نهب وسرقة.
اقرأ أيضاً في زوايــا: الرحلة إلى المجهول..فتحات الجدار مصائد العمال الفلسطينيين
وتابع طوافشة بأن التراث الفلسطيني جميعه مهم من مواد تراثية ذات أهمية كبرى وذات أهمية على صعيد الهوية الثقافية الفلسطينية.
وبالتالي فإن لصوص الآثار يركزون على قطع العملة النقدية والقطع الفخارية والزجاجية والنقوش الحجرية ومواد اثرية أخرى، بينما هناك عمليات عشوائية من قبل لصوص الاثار بأعمال تجريف وتخريب، وفق ما جاء في حديث طوافشة.
وبحسب طوافشة فإن الاحتلال بالأساس يحاول أن يخفي كل الآثار الموجودة في فلسطين، لأنها دليل على الهوية الفلسطينية والوجود الفلسطيني على هذه الأرض، مبينا أن الاحتلال عزل الكثير من المواقع الأثرية ودمر جزء منها وسرق كثير من المحتويات في عدد من المواقع الاثرية.
ويقوم الاحتلال بأعمال تنقيب واسعة في مناطق القدس والخليل عن آثار فلسطين، وكذلك نهب محتويات هذه المواقع، مستخدما التجار الموجودين لتنظيم عمليات البيع والشراء لكل ما يتاح لهم من مواد أثرية ضمن تجارة غير شرعية.
وتضم فلسطين نحو 7 آلاف موقع ومعلم أثري موجودة بالأراضي المحتلة عام 1967، فيما يوجد نحو 5 آلاف مبنى تاريخي تمثل جزء من البلدات القديمة في المدن والقرى الفلسطينية.
فيما تشكل المواقع الأثرية خلف جدار الفصل العنصري أو بحدود المستوطنات ومعسكرات جيش الاحتلال ومناطق ج نحو 65 بالمئة من المواقع الأثرية. بحسب طوافشة.
ويؤكد طوافشة أن السلطة الفلسطينية طورت منظومة أمنية وقانونية لوضع حد لهذه الظاهرة.
وأوضح أنه يتم إيقاع عقوبات رادعة بحق التجار أو مهربي الآثار، إضافة إلى محاربة ظاهرة التنقيب والنبش في المواقع الأثرية من خلال العمل مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية، لملاحقة تجار الآثار وتحويل من يضبط إلى النيابة واتخاذ المقتضى القانوني بحقه.
وتمتاز فلسطين بتنوع ثقافي وتاريخي غني ويعود إلى العصور الحجرية المبكرة، وامتد السكن فيها إلى غاية الآن.
وتمثل المواقع الأثرية عصورا مختلفة مثل: العصر الحجري النحاسي والبرونزي والحديدي والفترات الكلاسيكية ثم الإسلامية إلى عصرنا هذا، وكل موقع يمتاز بثقافة وحضارة تشكل جزء مهما من تاريخ شعبنا الفلسطيني.
وينتقد طوافشة تعامل المنظومة الدولية، وخاصة المؤسسات المعنية بحماية التراث العالمي مع عمليات نهب وسرقة الآثار، وسكوتهم عما يقوم به الاحتلال بهذا الصدد في مناطق القدس والخليل وسبسطية، في خطوة متعمدة لتدمير هذا التاريخ، وخلق رواية مزيفة ومزعومة تخدم الاحتلال.
اقرأ أيضاً: “زوايا” تكشف خفايا المصالحة بين عباس ودحلان
ويضيف بأن الاحتلال يضرب بعرض الحائط كل جهود المنظمات الدولية ولا يكترث بها ويقوم بالتنقيب في المواقع الواقعة بالأراضي المصنفة "ج" وهذا مخالف للقانون الدولي.
وأردف "رغم أننا عززنا توثيق هذه المخالفات، لكن هذا الاحتلال لا يتعاون مع المنظمات الدولية، لأن هدفه هو سرقة هويتنا وتراثنا".
وحسب إحصائيات لشرطة السياحة والآثار منذ عام 2017 حتى منتصف العام 2020 تم ضبط 53099 قطعة أثرية كانت معدة للتجارة والتهريب.