حوار قيادي في حماس يتوقع عدم فوز حركته بأغلبية في الانتخابات

القيادي في حماس، نايف الرجوب
القيادي في حماس، نايف الرجوب

قال عضو المجلس التشريعي عن حركة حماس ووزير الأوقاف السابق، نايف الرجوب، أن حماس في ظروفها الحالية لن تفوز بأغلبية في الانتخابات القادمة، لأنه وفق الانتخابات النسبية والقوائم صعب عليها أن تصل الى نتيجة خمسين زائد واحد.

وأرجع الرجوب سبب توقعه بعدم فوز حماس بأغلبية إلى وجود عراقيل تحول دون ذلك، وذكر منها أن المواطن العادي إذا ما علم أن هذا الفصيل هو الأفضل فإنه سينظر الى المآلات، متسائلاً "هل سيُمسح لحماس إذا ما فازت أن تقود الشعب الفلسطيني بكل أريحية، ولا يُحاصر الشعب الفلسطيني من جديد؟".

وأضاف أن المواطن ينظر إلى مصلحته وله تجربة في محاصرة الحكومة عام 2006، وكيف أدى هذا إلى الوضع الفلسطيني المأساوي على المستوى الاقتصادي والأمني.

 وقال القيادي في "حماس": "المستقلون، الذين لا يوجد لديهم توجه، سيحجمون عن اختيار هذا الفصيل، الذي سيقود إلى محاصرة الشعب الفلسطيني، ووقف المساعدات عنه".

وكشف رجوب عن مجموعة عراقيل تعرضت لها الحكومة الفلسطينية العاشرة (عام 2006) حالت دون قيامها بمهامها على أتم وجه، مرجعاً السبب الرئيسي إلى نزع صلاحيات النواب والوزراء، لافتاً الى أن الحكومة التاسعة عقدت جلسة غير قانونية للمجلس التشريعي قبيل استلام الحكومة العاشرة بأيام وأجرت تعديلات جوهرية وغير قانونية على القانون الأساسي الفلسطيني، ما يعني أن تلاعبا حدث في الدستور الفلسطيني.
وإليكم نص الحوار كاملا:

كيف تقيمون الحالة الفلسطينية القائمة؟ وهل تعتقد أن الانتخابات ستتم بالشكل المرسوم لها؟

أولا الوضع الفلسطيني دخل في نفق مظلم، ولا تدري إلى أين يسير، لأن الوضع الداخلي والإقليمي والعالمي أهمل القضية الفلسطينية، وغض الطرف عن جرائم الاحتلال ومصادرة الأرض الفلسطينية والقمع المستمر للشعب الفلسطيني وتهجيره، وبالتالي ليس هناك في الأفق ما يدعوا إلى التفاؤل أو الأمل بالنسبة لفلسطين والقضية الفلسطينية، لكن أتصور أن الانتخابات القادمة ستعطي بصيص أمل، لكنه الأمل المشوب بالحذر من حصول حالة من التوافق وتوحيد شطري الوطن، حيث من المفترض أن تقود العملية الانتخابية إلى هذه النتائج، لكن لا أتصور أن الانتخابات ستؤثر على القضية الفلسطينية، لأن الانتخابات عبارة عن ترتيب للوضع الفلسطيني الداخلي فقط.
هل تعتقد أن الانتخابات ستتم في وقتها المحدد؟

أتصور أنها ستتم بالفعل في وقتها المحدد، ولو سألتني هذا السؤال قبل شهر لكانت الإجابة غير واضحة، لكن الآن بعد صدور المرسوم الرئاسي والبيان الختامي لحوارات القاهرة، أتصور أن الطريق أصبحت ممهدة لإجراء تلك الانتخابات لكن لا تدري، قد نجد بعض العراقيل إذا ما أراد الاحتلال أن يعرقل، فربما يمنع عقدها في القدس، وبالتالي إذا ما منع عقدها في القدس سيمنع عقدها بشكل عام.

هل تعتقد أن قرار حماس المشاركة في الانتخابات المزمع عقدها في مايو القادم قرارا صائباً؟ أم أن هناك تحفظات من قبلكم؟

أتصور أن حركة حماس أو غيرها من الفصائل ليس أمامها خيار آخر. المشاركة في العملية الإنتخابية هي بصيص الأمل الوحيد أمام الفصائل، وبالتالي إذا لم يوجد هناك خيار، فليس هناك مجال للتخلي أو عدم المشاركة، ومعنى ذلك أن المشاركة أمر إيجابي.

ما هي أبرز المعيقات التي واجهتكم فترة وجودكم في المجلس التشريعي؟

كل الفترة التي بدأت منذ عام 2006 وحتى 2021 كانت مليئة بعراقيل ومعوقات تمنع عمل المجلس التشريعي، كان أولها عدم قبول الفصائل الأخرى في الشارع الفلسطيني بنتائج صناديق الاقتراع، ورفضوها من أول يوم، وبالتالي وضعوا العصي في عجلة الحركة الفلسطينية، وبدأ الانقلاب على الوضع الفلسطيني والقانون الأساسي والسيادة الفلسطينية، وحُولت غالبية القضايا السيادية إلى الرئاسة ونزعت من الحكومة والمجلس التشريعي.

وقبل انعقاد المجلس التشريعي في الثامن عشر من فبراير عام 2006، عقد المجلس التشريعي السابق جلسة غير قانونية وغير الكثير من القوانين المتعلقة بالقانون الأساسي الفلسطيني، أي غير بالدستور، وبالتالي هو قام بقص أجنحة المجلس القادم، وكذلك حولت غالبيةالصلاحيات في المجلس التشريعي إلى رجل حصل على مئة صوت في طولكرم، وأصبح مسماه الوظيفي مدير عام المجلس التشريعي، وخوله أن يكون الأوحد في المجلس، وأن يتصرف فيه كرئيس للمجلس، بل له صلاحيات فوق صلاحيات رئيس المجلس.

للمزيد: مستشار الرئيس د. نبيل شعت لـ”زوايا”: عباس مرشح حركة فتح الوحيد للانتخابات الرئاسية

كذلك من المعوقات التي واجهتنا الحصار الصارم الذي فرض من منظمة التحرير وإسرائيل ومن النظام الرسمي العربي، وكذلك من الغرب وأمريكا حيث فرضوا حصاراً اقتصادياً صارماً، بحيث لا يصل دينار واحد للحكومة الفلسطينية العاشرة.

ثم معيق الاحتلال الذي قام باعتقال نواب المجلس التشريعي والوزراء، حيث أنني مكثت وزيرا للأوقاف ثلاثة أشهر فقط، ولم أسلم فيها من تدخلات الأجهزة الأمنية في تلك الحقبة، رغم أنه لم يكن لديها أنياب ومخالب في تلك الفترة كما هو في هذا الزمن، حيث كانوا يعترضون على أي ترفيع أو تعيين أو أي انتقال لأي موظف من دائرة لأخرى، وكان عملهم التخريب والفوضى من خلال المظاهرات التي كان يقودها العسكريون، حيث كانوا ينزلون بالأسلحة على المجلس التشريعي وعلى مجلس الوزراء، وأذكر في إحدى المرات في شهر أيار عام 2006 شنوا هجوماً على مجلس الوزراء، وسرقوا أجهزة الحاسوب التي يستعملها الوزراء، وسرقوا كل ما استطاعوا حمله من مجلس الوزراء، وهذا تم قبيل اعتقال الاحتلال للنواب بشهر، وحرقوا العديد من المقرات الأمنية التابعة للحكومة العاشرة وكذلك الوزارات، وجردوا وزارة الداخلية في رام الله من كل شيء، ووصل الأمر إلى اللمبات وأسلاك الكهرباء وتركوها قاعاً صفصفاً، لذلك عملت الحكومة التاسعة على عرقلة عمل الحكومة العاشرة بشكل واضح وسافر.

هل أخطات حماس حين قررت المشاركة في انتخابات المجلس التشريعي عام 2006، ولو عاد الزمن للوراء هل ستقرر المشاركة في هذه الانتخابات؟

أتصور أن العمل السياسي لا يقال فيه أخطأ أو أصاب، هي تجربة فرضت على الحركة الإسلامية في ذاك الزمان، لأنها لو لم تشارك لكانت السلبيات أكثر من السلبيات التي حدثت بعد قرار المشاركة، ولو لم تشارك لاستولى على الوضع الفلسطيني برمته آنذاك منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح، وهذا سيعرض الحركة في ذاك الزمان إلى عملية استئصالية لوجودها في الضفة الغربية وقطاع غزة، من خلال ضغوط الاحتلال والضغوط الأمريكية والأوروبية والنظام الرسمي العربي، فالذي منع الاستئصال أنها كانت شرعية وجاءت من خلال صناديق الاقتراع عام 2006.

أما بخصوص مشاركتنا في الانتخابات، إن عاد بنا الزمن للوراء لتلك الحقبة، فإنني أقول إنه لا شك كان من المنطق ومن الضرورة أن تشارك، لكن بشروط وآليات غير الشروط والأليات التي حدثت.

هل لديكم نية للترشح للانتخابات التشريعية القادمة ؟

تجربتنا كانت مريرة ومريرة للغاية من 2005 حتى 2015 مكثت في سجون الاحتلال 100 شهر، والعديد من الناس حين نقابلهم يسألوننا ما الذي قدمتموه للشعب الفلسطيني؟ نقول لهم أننا عشنا في السجون بالقدر الذي قدمتموه أنتم وأمثالكم خارج السجون، فتجربتنا كانت صعبة ومريرة، وأتصور أنها لن تتكرر بالنسبة لي.

هل لديكم تصور أو فكرة عن المعايير التي ستأخذها حماس بعين الاعتبار في اختيار مرشحيها للانتخابات القادمة؟

حتى الآن لم يظهر شيء بهذا الخصوص، وفهمي لهذه المسألة يقول إن المعايير التي ستطبق في الضفة الغربية غير تلك التي ستطبق في قطاع غزة. في قطاع غزة هناك أحرار ولا يوجد من يفرض عليهم نمطا معينا أو شروطا معينة للمرشح، بخلاف الضفة الغربية، ففي الضفة هناك احتلال وهناك أيضا سلطة فلسطينية متغولة على الوضع الفلسطيني، وبالتالي يحكمه قواعد غير تلك القواعد الموجودة في قطاع غزة.

هل تتخوفون من الاعتقال خلال فترة التحضير لما قبل الانتخابات وفترة الانتخابات نفسها؟، وهل تعتقد أن الاحتلال الإسرائيلي سيشن حملة اعتقالات واسعة في صفوف قيادات حماس ما قبل الانتخابات؟

أتصور أن كل من سيشارك في العملية الانتخابية انتخابا أو ترشيحاً أو دعاية انتخابية هو مشروع أسر، كل شخص صغيراً كان أم كبيراً سواء مرشحا أو الأشخاص النشيطين في الدعاية الانتخابية، ومن يحملون هم المرشحين ويسوقون برنامجهم الانتخابي، هؤلاء كلهم عبارة عن مشروع أسر، وهذا الأمر بدأ بشكل فعلي حيث أن الاحتلال اعتقل العديد من قيادات حماس ونشطاء وأسرى محررين خلال الفترة القريبة الماضية.

ما هي توقعاتكم لنتائج الانتخابات القادمة؟

لا يستطيع أحد أن يحكم الآن على النتائج قبل معرفة المعايير التي سيخضع لها المرشحون، وآلية إجراء العملية الانتخابية والحريات العامة، وكل هذه الأمور تسبق النتيجة، وبناء عليه فإننا نحكم على النتائج هل ستكون إيجابية مرضية أم لا، لكن من جهة أخرى نستطيع القول أن منظمة التحرير أصبحت وجها غير مقبول للشعب الفلسطيني، ولو كان هناك عملية انتخابية نزيهة وأعطي المواطن فرصة للاختيار الصحيح السليم بدون معوقات وبدون ضغوط على نتائج الانتخابات أتصور أن وضع منظمة التحرير سيكون مزرياً للغاية، وستكون النتيجة أسوأ مما كانت عليه في عام 2006، لكن هناك مجموعة من العوامل ترفع أسهمهم وتخفض أسهم الآخرين.

للمزيد: قضيتنا.. قضية وطن قبل أن تكون قضية سلطة

هل تعتقد أن حماس وفتح ستخوضان الانتخابات بقائمة موحدة؟ وهل من مصلحة حماس خوض الانتخابات بقائمة لوحدة أم بقائمة مشتركة مع فتح؟

حتى الآن هناك مفاوضات حول هذا الموضوع، وحتى الآن من السابق لأوانه أن يكون هذا الاتجاه أو ذاك، لكنني مع خوض الانتخابات في قائمة مشتركة، لأن القائمة المشتركة هي الضمان ويكاد يكون الوحيد لمنع التلاعب في العملية الانتخابية واحترام نتائج صناديق الاقتراع، لكن إذا حصل أن كل فصيل يشارك على حدة فهذا أفضل، لكن للأسف لا توجد ظروف مناسبة للتنافس الشريف بين الكتل الانتخابية والفصائل، وفي حالتنا الفلسطينية الأفضل التوافق حتى نحترم النتائج.

إذا ما حصلت حماس على أغلبية في الانتخابات القادمة.. وفق أي السيناريوهات ستسير الأمور؟

لا أعتقد أن حماس في الظروف الحالية ستفوز بأكثرية، لأنه وفق الانتخابات النسبية والقوائم صعب جدا أن تصل إلى نتيجة خمسين زائد واحد، والسبب أن العراقيل التي تحول دون ذلك لها أول وليس لها آخر، فالمواطن العادي إذا ما علم أن هذا الفصيل هو الأفضل فإنه سينظر إلى المآلات، هل سيُمسح لهذا الفصيل إذا ما فاز أن يقود الشعب الفلسطيني بكل أريحية، ولا يُحاصر الشعب الفلسطيني من جديد؟

الحقيقة أن المواطن ينظر إلى مصلحته وله تجربة في محاصرة الحكومة عام 2006، وكيف أدى هذا إلى الوضع الفلسطيني المأساوي على المستوى الاقتصادي والأمني، وبالتالي معنى هذا أن جمع المستقلين الذين لا يوجد لديهم توجه سيحجمون عن اختيار هذا الفصيل، الذي سيقود إلى محاصرة الشعب الفلسطيني ووقف المساعدات عنه.

كيف هي العلاقة بينكم وبين شقيقكم اللواء جبريل رجوب؟ هل تتواصلون بشكل مستمر؟ وهل تناقشون التطورات السياسية؟

الاتصال مستمر وإن كان متباعداً بين الفترة والأخرى، ونناقش القضايا السياسية والاجتماعية وقضايا الهموم العائلية، المهم أن التواصل قائم، لكنه كل شهرين إلى ثلاثة أشهر مرة، عبر الاتصال الهاتفي نتواصل بشكل مستمر وإن كان في إطار التواصل عن الحال والأحوال، أما عن التواصل بشكل عام فهو قائم ولا نقول جيد جداً بل جيد ومقبول.

المصدر : الخليل- خاص : منتصر نصار
atyaf logo