تقرير الأرض والزيتون.. الاحتلال ينكل بميراث الآباء والأجداد

اعتداءات الاحتلال على الارض الفلسطينية
اعتداءات الاحتلال على الارض الفلسطينية

استفاق أهالي بلدة دير بلوط قرب مدينة سلفيت على كارثة حقيقية، بسبب ما ارتكبته جرافات الاحتلال الإسرائيلي بحق آلاف أشجار الزيتون من أراضي المواطنين، لتحول تعبهم وأجدادهم ومصدر رزقهم إلى أثر بعد عين، وسط إصرار أصحاب الأراضي إلى إعادة زراعتها بالزيتون رداً على جرائم الاحتلال بحق الأراضي.

اقتلعت جرافات الاحتلال التي رافقتها قوات عسكرية مدججة بالسلاح نحو 3400 شجرة زيتون، من أراضي المواطنين في المنطقة المصنفة "ج"، ورغم امتلاك أصحابها للأوراق الثبوتية، التي تثبت ملكيتهم لها لتلك الأراضي.

ويضرب المواطن "متعب عزت" على رأسه بينما يتفقد بقايا أشجار الزيتون، التي اقتلعتها جرافات الاحتلال، واصفا ما جرى بأنه: "مجزرة وكارثة بحق زيتونه، الذي وصلت أعماره إلى عدة عقود".

ويقول متعب لـ"زوايا": "ورثتُ هذه الأرض عن أجدادي الذين زروعها منذ سبعين عاماً بأشجار الزيتون، وجاءت جرافات الاحتلال في غمضة عين لتحول شقى وتعب أجدادي الذين كدوا ليعمروها بالزيتون إلى أثر بعد عين".

وأضاف أن الاحتلال اقتلع نحو 1300 شجرة زيتون على مساحة تزيد عن 70 دونماً، بينما كان جدار الفصل العنصري قد قسم هذه الأرض التي كانت مساحتها نحو 1000 دونم، وسرق نحو 30 دونماً بقوة الاحتلال.

ورغم مصاب متعب وعائلات أخرى في البلدة بتدمير مصدر رزقهم حيث يعتاش معظم أهالي البلدة على الزراعة بشكل عام والزيتون بشكل خاص، إلا أنه "مصمم على إعادة زراعة أرضه من جديد".

وأكد قائلا: "ورثنا الأرض خضراء عن أجدادنا وسنعيدها خضراء بشجر الزيتون مرة أخرى رغما عن الاحتلال الإسرائيلي".

اقرأ أيضا: جديد الاحتلال في 2021…سنهدم منزلك خلال 100ساعة

وكانت سلطات الاحتلال سلمت الأهالي إخطاراً في شهر آب/أغسطس المنصرم بالتجريف، إلا أنهم جهزوا أوراقهم الثبوتية وملكية الأراضي وقدموها للاحتلال عبر الإجراءات القانونية، لكنه لم يأبه بها.

ويقول رئيس البلدية، يحيى مصطفى، لموقع "زوايا": "إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تتعمد الضغط على الفلسطينيين في مصدر رزقهم بهدف سرقة الأرض والاستيلاء عليها".

ويتابع بأن هذه الأراضي هي جزء من أراضي البلدة وكان جدار الفصل العنصري من الجهة الغربية قد صادر أجزاءً منها، ولكنهم عادوا لاستهداف ما تبقى ومنع الزراعة فيها.

ويضيف: "المواطنون يمتلكون أوراقا تثبت ملكيتهم لهذه الأرض رغم أنها في المنطقة المصنفة "ج" وتتم متابعة هذا الأمر مع الجهات القانونية، إلا أن الاحتلال قام بتجريف هذه المساحات المقدرة بـ 1000 دونم، رغم أن بعضها تبعد عن جدار الفصل نحو كيلومتر".

 

بدوره حذر محافظ سلفيت، عبد الله كميل، من خطورة المخطط الاستيطاني في محافظة سلفيت الذي يتصاعد في الأيام الأخيرة.

اقرأ أيضاً: قيادي جزائري “لزوايا”: تصالح حركتي فتح وحماس ضروري لدحر الاحتلال

وقال كميل في بيان صحفي: "بالإضافة إلى اقتلاع آلاف الأشجار من أراضي المواطنين فإن قوات الاحتلال تواصل أعمال التجريف في منطقة "خلة حسان" واستمرار الأعمال الاستيطانية في منطقة "الرأس" غرب مدينة سلفيت.

وأوضح كميل أن هناك خطة احتلالية واضحة لضم المستوطنات في سلفيت، من خلال ربطها فيما بينها وربطها مع الأراضي المحتلة عام 1984.

ودعا كميل الأهالي إلى اليقظة والتمسك بأرضهم، مشددا على أنه يجب تصعيد المقاومة الشعبية، لحماية الأرض ووقف اعتداءات المستوطنين.

الجدير بالذكر، أن الاحتلال الإسرائيلي يسارع في مصادرة الأراضي والبناء والتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، متجاهلا القرارات والمواقف الدولية التي تدين الاستيطان وتعتبره غير شرعي، بهدف خلق أمر واقع يقضي على مشروع حل الدولتين.

المصدر : خاص زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo