تواصل سلطات الاحتلال وأذرعها المختلفة، خاصة المستوطنين، تنفيذ مخطط الاستيلاء على الحرم الإبراهيمي، وسط مدينة الخليل، توطئة للسيطرة التامة عليه، ومنع المسلمين من زيارته.
ويقول مدير الحرم الإبراهيمي، حفظي أبو سنينة، لموقع "زوايا": "إن الاحتلال مازال جاثما في قلب مدينة الخليل، وفي مقام نبي الله إبراهيم عليه السلام، من خلال الممارسات الاحتلالية اليومية، والاعتداءات التي تهدف إلى إكمال السيطرة على الحرم".
ويتابع أبو سنينة بأن قوات الاحتلال تسهل عمل "العصابات الاستيطانية"، التي تنتشر في البلدة القديمة، وتهدف إلى السيطرة التامة على الحرم من خلال مشاريع مختلفة، أبرزها: الدرج الكهربائي في الجزء المسيطر عليه من قبل الاحتلال، وذلك رغم رفضنا، ومطالباتنا بإلغاء هذا المخطط الاستيطاني، الذي من شأنه العبث في الصورة التاريخية للحرم.
ويضيف أبو سنينة بأن هذا المشروع، الذي ينفذه المستوطنون ويعملون على ترخيصه، من شأنه تغيير معالم الحرم كمكان تاريخي إسلامي، ولا يجوز تغيير معالم الأماكن التاريخية بشكل عام.
ويشير أبو سنينة الى أن الاحتلال يواصل ممارساته وانتهاكاته بحق الحرم من خلال منع الأذان في باحاته، وخاصة أذان المغرب، بحجة إزعاج المستوطنين، مضيفا أن الاحتلال منع رفع الأذان 630 مرة خلال عام 2020.
وفي ذات الإطار، أكد أبو سنينة بأن الاحتلال يستغل جائحة كورونا من أجل منع المصلين من الوصول إلى الحرم، وبدأ بتحديد 40 إلى 50 شخصا فقط، يمكنهم أداء الصلاة فيه، وتمادى في ذلك إلى أن حدد عدد المصلين بـ 20 فقط.
وإضافة لذلك، فإن الاحتلال يمنع الدخول الى منطقة الحرم في البلدة القديمة إلا من خلال حواجز وبوابات الكترونية، حيث أصبح الحرم محاطا بها، كما يمنع المواطنين وسكان المنطقة من الدخول إليها إلا عبر تلك البوابات.
ونبه أبو سنينة إلى أن المستوطنين منذ أكثر من شهرين، وضعوا شمعدان على سطح الحرم، الأمر الذي لاقى رفضا فلسطينيا واسعا، ورغم التأكيد على ضرورة إزالته، إلا أن المستوطنين مازالوا يضعونه في خطوة استفزازية بحق المسلمين بشكل عام.
وأكد مدير الحرم الإبراهيمي بأن هذه العربدة من قبل المستوطنين، وتكثيف الاستيطان في المنطقة، ما هو إلا دليل على مخطط لدى الاحتلال، لإحكام السيطرة على البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي.
وأقام الاحتلال أكثر من ست بؤر استيطانية في قلب البلدة القديمة، يسكنها نحو 400 مستوطن، عادة ما يتعرضون للمواطنين إما بالاعتداء أو إطلاق النار صوبهم، إلى جانب محاولة السيطرة على منازلهم.
ويقول مدير لجنة إعمار الخليل عماد حمدان، لموقع "زوايا"، إن قوات الاحتلال تعمدت تكثيف الاستيطان والضغط على المواطنين لترك المنطقة، من أجل إحلال المستوطنين مكانهم.
وأوضح بأن جيش الاحتلال صادر منذ العام 1983 محطة الحافلات المركزية في البلدة القديمة، بحجة أنها منطقة عسكرية، وكان قد عقد اتفاقا مع المستوطنين، لتسليمهم المنطقة حال خروجه منها.
ويعمد المستوطنون إلى تنفيذ مخطط بناء بؤرة استيطانية جديدة، قوامها 31 وحدة استيطانية في هذا الموقع، بهدف خلق وضع استيطاني كامل في البلدة القديمة، وعزلها عن محيطها.
وحذر حمدان من إجراءات الاحتلال والمستوطنين الهادفة لتفريغ المنطقة من المواطنين والاستيلاء على منازلهم وعقاراتهم، مؤكدا بأن المستوطنين لديهم أطماع بالسيطرة الكاملة على البلدة القديمة.
وأشار حمدان الى أن البلدة القديمة تئن تحت وطأة التداعيات الاقتصادية لإجراءات الاحتلال، وإغلاق محيطها حيث توقفت الحركة التجارية فيها بشكل كامل.
وذكر حمدان أن هناك نحو 1829 محلا تجاريا في البلدة القديمة أغلقت أبوابها، بسبب إجراءات الاحتلال، وإغلاق شارع الشهداء، ومنع الدخول للمنطقة، فيما أغلقت بالشمع الأحمر نحو 512 محلا تجاريا، من بين تلك المحال منذ 22 عاما.