لماذا زوايا؟.. نرفض “الاحتباس الإعلامي”

بقلم: أسرة التحرير


يسيطر على الإعلام الرسمي والحزبي وغالبية الإعلام الخاص في فلسطين الفتور، والغرق في تفاصيل الأزمات، دون رؤية المشهد كاملا، وكذلك اليأس من التفكير في الحلول، وفي كثير من الأحيان الحضور النمطي، والمتابعة السطحية، والدوران في فلك دائرة مُحكمة الإغلاق بفعل الواقع السياسي والاقتصادي والمجتمعي المُنهك، والمُستلب لجهة التعود على أوضاع تتدحرج نحو الضعف والاستسلام للركود.


طبعا.. فريق شاب وصغير العدد بإمكانيات متواضعة، مقارنة بالضخ المالي بهدف تكريس الصراع، لن يستطيع مواجهة كل ما سبق، كذلك لن يستسلم للإحباط، ولن يدور في أتون المعادلة الإعلامية القائمة، بمعنى أنه لن يقبل بالاحتباس المعرفي والإعلامي، والفصل بين الإعلام والريادة والفكر والحيوية، ولن يتوقف عن السعي لتفكيك المسلمات المُصنعة، ونقد ثقافة تدوير المنتج السياسي البائس والترويج للمبررات.


المشهد الفلسطيني غني بما يستحق البحث والتنقيب، فهنا شعب محاصر بكل أدوات الإكراه والتغييب والترويض عبر مقايضات لا تمس الحق في الحياة فقط، بل تضغط عليه، لتبني المؤقت والتعايش مع الخطأ والانغماس في المعارك الهامشية.


إننا نرى أن الشعب الفلسطيني وكل أصدقائه بحاجة إلى الاحترام أولا، وتقديم إعلام مثابر حيوي يفكر خارج صندوق التطويع، والارتهان لمنطق “للخلف در”. ومن هنا جعلنا الانحياز لفلسطين هدفا مقدسا دون التفاعل السلبي مع الامتداد العربي والإسلامي، وفي لحظة الاشتباك العربي الداخلي، قرارانا هو الحياد، لأننا نؤمن أن فلسطين لن تكون قوية دون أهلها، وفق منطق “أهلي وإن ضنوا علي كرام”.


كما أننا لن نساير “الجور” داخل البيت الفلسطيني، ولن ندخل في متاهة “تعليب المُتوفر”، لأن المعالجة مسار يختلف عن “محاولات التجميل أو التسكين”، وقررنا رفض كل “العقبات” على  طريق الحرية، ونُصر على الحق في الشراكة والمساهمة في تفعيل عملية التنمية الشاملة، لأن سكان هذه الأرض الأصليين ليسوا حالة إعاشة وإغاثة أو مخيم لجوء متضخم، بل لديهم موارد هائلة تبدأ من الإنسان ولا تنتهي بالإبداع، رغم الأسلاك الشائكة التي يصنعها الاحتلال، وقيود التنازع الداخلي، واحتكار القرار.


سنقول لمن أحسن.. أحسنت، ولمن أخطأ.. أسأت لنفسك، والخطأ ليس حقا ولا قدرا، أما من أراد الحرية وسعى لها سنكون بجواره بكل يقظة، نؤمن بالتعددية والشراكة ونحترم الاختلاف.


فضاؤنا الصغير سيكبر بمشاركة كل الصحفيين والكتاب “المتمردين” على التعايش مع الشلل والإحباط، نصبوا لمجتمع فلسطيني ناهض وقوي، وحق الشباب في مخاطبة أصحاب القرار، وفتح باب النقاش والتفاعل مع الحدث، وإعلاء صوت المُهمشين والمُتعبين والتواقين للانعتاق من “تكريس الأزمات”.

مواضيع ذات صلة

atyaf logo