الواقع الصحفي في فلسطين..

"إقصاء الصحفيين والصحفيات.. وغياب الحريات.. واستمرار الانتهاكات"

اعتداءات الاحتلال على الصحفيين
اعتداءات الاحتلال على الصحفيين

تزامن احتفال الصحفيين الفلسطينيين باليوم العالمي لحرية الصحافة هذا العام، مع مرور عام كامل على استشهاد الصحفية الفلسطينية "شيرين أبو عاقلة" مراسلة قناة الجزيرة، بالإضافة إلى توجه الأسرة الصحفية لعقد المؤتمر العام لنقابة الصحفيين.

كما مرت المناسبة وسط استمرار الانتهاكات الإسرائيلية، وتلك التي تمارس من قبل الجهات الفلسطينية بحق الصحفيين، والتي يضاف لها، ممارسات إدارات وسائل التواصل الاجتماعي واستهداف المحتوى الفلسطيني.

وبهذه المناسبة اعتبر "نهاد أبو غوش" السياسي والإعلامي الفلسطيني أن "حرية الصحافة" الشرط الأكثر إلحاحًا لاستمرار عمل الصحافيين وقيامهم بمهنتهم، بما يضمن التعافي من كل مظاهر القمع الفساد والاستبداد والجهل والتعسف.

وأكد "أبو غوش" في مقال له أن مسؤولية الدفاع عن حرية الصحافة ليست مهمة الصحفيين وحدهم، بل كل القوى والهيئات الحريصة على حقوق الإنسان ومصالح الشعب والوطن، لأن الصحفي لا يلتمس الأخبار ويجازف بحياته سعيا لمآرب شخصية.

وشدد على أن حرية الصحافة وحدها لا تكفي من دون تلبية المصالح الحياتية الملحة، الفردية والجماعية، للصحافيين مثل الأجر المناسب وشروط العمل اللائق والسلامة المهنية، والتأمينات الصحية والاجتماعية، وتأمينات البطالة والعجز والشيخوخة.

اقرأ أيضاً: أزمة "إسرائيل" الداخلية والتحولات الإقليمية عجلت العدوان على غزة

ودعا "أبو غوش" إلى الارتقاء بمهنة الصحافة، وتطوير القوانين الناظمة للعمل الصحفي بما في ذلك قانون نقابة الصحفيين، وحق الحصول على المعلومات، إلى تدريب الخريجين الجدد واستحداث وظائف صحفية في المؤسسات والمرافق التي تفتقر لذلك أو تحيلها إلى غير المختصين.

محاسبة الجناة

من جهته رأى "وسام زغبر" عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين أن إنصاف الصحفيين يكون بملاحقة ومحاكمة مرتكبي الجرائم بحقهم.

وأكد أن الصحفيين ما زالوا عرضةً لخطر الملاحقة والمطاردة من قبل سلطات الاحتلال من جهة، والأجهزة الأمنية الفلسطينية من جهة أخرى، بالإضافة إلى تزايد حالات التجسس الرقمي عليهم، ما دفع الاتحاد الدولي للصحفيين من التحذير من استخدام برامج التجسس لمراقبة الصحفيين.

كما أشار "زغبر" إلى انتهاكات أخرى يتعرض لها الصحفيين من أرباب العمل، فبعضهم يتقاضى أجوراً متدنيةً وبعضاً آخر يعمل دون مقابل، فيما يتعرض العشرات من الصحفيين للفصل التعسفي من العمل دون إعطاءهم أية حقوق.

ودعا عضو الأمانة لعامة للنقابة المجتمع الدولي والمؤسسات الإعلامية والحقوقية الدولية الضغط على الاحتلال لوقف كافة الاعتداءات المستمرة والمتصاعدة ضد الحريات الإعلامية.

وتابع:" لم يعد مفهوماً ونحن نطالب مجلس الأمن والأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان بتطبيق قراراتهم المتعلقة بالصحفيين على سلطات الاحتلال، أن يتعرض الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين للمطاردة والاعتقال، والمنع من التنقل والسفر، والإجبار على توقيع تعهد بعدم التغطية والنزول إلى الميدان".

كما حمل الصحفيين جزءًا من المسؤولية، وطالبهم بوحدة الخطاب الإعلامي، ووحدة الأجسام الصحفية والتفافها حول البيت الجامع "نقابة الصحفيين".

النقابة وسُلم المحاصصة

بدورها كشفت "هند شريدة" الكاتبة والصحفية المقدسية عن نفور العديد من الصحفيين الفلسطينيين عن نقابتهم، التي هجرت الانتخابات منذ أكثر من 10 سنوات.

وقالت إن نقابة الصحفيين تمارس نهجا عقيما وخلقت بيئة مشكوك فيها، عبر سياسة الإقصاء، وعدم إصلاح وتصويب أوضاعها، واستعادة تماسكها تحضيراً لانتخابات نزيهة وشفافة.

وأوضحت "شريدة" أن أوضاع الصحفيين تدهورت، بعد عقد المؤتمر الاستثنائي للنقابة والذي قاطعته العديد من الأجسام الصحفية، حيث حاولت الأمانة العامة لنقابة الصحفيين شرعنة نظام داخلي جديد، عمل على إرساء دعائم مفصّلة على المقاس، إضافة إلى إرباك الجسم الصحفي وتضليله بنشر النظام الداخلي المعدل على موقعها قبيل اعتماده في المؤتمر الاستثنائي.

وأكدت أن استمرار غياب أدنى مقومات العمل الديمقراطي، واستمرار إقصاء اللاعبين الأساسيين من النقابة، وعدم تصويب ملف العضوية، باعدت بين الصحفيين والنقابة التي لطالما حلموا بها.

اقرأ أيضاً: دعم "إسرائيلي" متزايد لحركات انفصالية في الجزائر

وأضافت الكاتبة المقدسية أن وجود قائمة واحدة مرشحة في انتخابات نقابة الصحفيين عكست بؤس الحال، داعيةً المؤسسات الرقابية إلى الوقف بشكل جدي على أسباب مقاطعة شريحة كبيرة من الصحفيين لانتخابات النقابة.

كما طالبت بإزاحة سلّم المحاصصة المقيت، والانخراط في العمل النقابي البحت، وفاءً لدماء شهداء وشهيدات الكلمة الحُرّة.

تحديات الصحافة المطبوعة

وفي سياق آخر تطرق "محمود الفطافطة" الكاتب والباحث الإعلامي إلى التحديات التي تواجهها الصحافة المطبوعة في فلسطين، وقال: "إنها تعاني أزمة حقيقية تتفاقم عامًا بعد عام، نتيجة لظهور شبكة الإنترنت وثورة الاتصال والمعلومات، واحتدام المنافسة بين الصحف المطبوعة والإلكترونية، ما دفع إلى إغلاق بعض الصحف".

وأضاف أن الصحف المطبوعة تواجه مشاكل أخرى، أبرزها: ارتفاع أسعار الورق، والأحبار، والمواد الأولية، ومصاريف التوزيع، وقلة نقاط البيع، وانخفاض عدد القراء، وهو ما كبدها خسائر فادحة وصلت إلى ملايين الدولارات".

وقدم الكاتب "الفطافطة" مجموعة من المقترحات والحلول التي استخدمتها بعض الصحف وحدت من تدهور أوضاعها، من بينها: اندماج بعض الصحف مع بعضها البعض، وبين الصحف والوسائل الأخرى كالتلفاز والراديو والمواقع الإلكترونية.

وبين أن بعض الصحف المطبوعة اضطرت لتغيير وظيفتها الإخبارية، واتجهت نحو صحافة الرأي والمقال والتحليل والتفسير والاستقصاء، وتناول موضوعات خدماتية وتفاعلية تتناسب مع الأجيال الناشئة التي فقدتها الصحافة المطبوعة.

وقال الباحث الإعلامي إن الاهتمام بالشأن المحلي يعتبر أحد الحلول لمنع تدهور الصحافة المطبوعة، كما رأى أن عدم منح الصحفيين وإدارات الصحف مساحة واسعة من الحرية، يقف حائلًا دون تناول بعض الموضوعات، أو معالجتها بأسلوب معين، الأمر الذي يدفع القراء إلى الإحجام عن شراء الصحيفة.

المصدر : متابعة -زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo