أكد "ياسر عبد العزيز" الكاتب والخبير الإعلامي المصري تراجع الدعم العربي للقضية الفلسطينية سياسيا وإعلاميا وجوهريا، بالإضافة إلى تراجعه على مستوى الإدراك والتفاعل الشعبي.
وقال "عبد العزيز" إن تحليل ردود الفعل، وحجم الانشغال العمومي، والتفاعل الشعبي العربي، يشير إلى تراجع التفاعل العربي مع القضية الفلسطينية الأمر الذي يكبدها خسائر كبيرة، ويعرقل تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في الاستقلال والكرامة.
وربط الكاتب المصري في مقال له هذا التراجع بالتحولات السياسية العميقة التي جرت في بلدان العالم العربي والتي أثرت في شعوبها، مشيرًا إلى وجود نهج سياسي جديد اتخذته بعض الحكومات العربية التي أعادت صياغة مقاربتها للنزاع وفقاً لرؤى جديدة عكست جرأة وحققت اختراقات.
اقرأ أيضا: "المعشّر": لا تساعدوا "إسرائيل" على الخروج من الحفرة
وكشف النقاب عن أن الدول والشعوب التي أفرطت في المساندة الشكلية والشعورية لـ"القضية الفلسطينية"، كانت الأقل قدرة على التأثير في مجرياتها، والأكثر هشاشة في مواجهة ضربات ما عُرف بـ "الربيع العربي".
وأوضح "عبد العزيز" أن المساحات التي خصصتها وسائل الإعلام العربي لتغطية الأحداث الفلسطينية، لا تعكس الاهتمام التقليدي بالقضية الفلسطينية في العالم العربي، كما كان سائدا في العقود السابقة.
بالإضافة إلى تراجع كبير وملحوظ في عدد مقالات الرأي، والتحليلات، والبرامج الحوارية التي تستهدف شرح التطورات المُتصلة بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو أمر لا يشبه ما كان يجرى عادة قبل عقد الانتفاضات العربية والتحولات السياسية العميقة التي أعقبتها.
دول المغرب العربي التي كانت تعطي أولية وتبذل اهتماما واضحا بالقضية الفلسطينية، باتت أكثر انشغالًا بقضايا أخرى.
وبين الكاتب أن دول المغرب العربي التي كانت تعطي أولية وتبذل اهتماما واضحا بالقضية الفلسطينية، باتت أكثر انشغالًا بقضايا أخرى.
كما ينطبق ذلك على ليبيا التي لم تعد قادرة على التفكير في غير أزمتها الداخلية، والسودان الذي كان مناصرا تقليديا للقضية الفلسطينية، وسوريا والعراق اللتان ستبقيان بعيدتان لسنوات طويلة عن القدرة على تسخير أي طاقة للقضايا القومية بسبب الانشغالات الداخلية المُلحة والشائكة، حسب قول الكاتب.
وخلُص الإعلامي المصري إلى أن هذا الواقع تدركه "إسرائيل"، وسيكون له تأثير واضح على مستقبل الصراع، مشددا على أن تراجع القضية الفلسطينية في الشارع والإعلام والسياسة العربية، كان بسبب ميراث من الأخطاء والتحولات.