في ظل الانقسام

لا سبيل للخروج من المأزق الفلسطيني.. وإنتاج البدائل صعب

متظاهرون يرفعون أعلام فلسطين
متظاهرون يرفعون أعلام فلسطين

بات الانقسام الفلسطيني أكثر عمقًا وإضعافًا للأهداف الوطنية الفلسطينية بدرجة لم تشهدها الساحة الفلسطينية منذ عام 2007، خاصة في ظل وجود حكومة يمينية متطرفة تعيث فساداً وخراباً في الأراضي الفلسطينية.

ولا زال البحث عن وجود بديل للخروج من المأزق الفلسطيني يتوقف عند علامة الاستفهام، رغم اتفاقات المصالحة المتتالية والتي كان آخرها اتفاق الجزائر في شهر أكتوبر الماضي.

وخلال حديثه لـ"زوايا" رأى "أكرم عطا الله" المحلل والكاتب السياسي أن إمكانية ظهور بديل فلسطيني للخروج من الأزمة الراهنة صعبة جدا، وتتحكم به عدة عوامل على رأسها الوضع الفلسطيني والعربي والدولي، بالإضافة إلى الوضع الاسرائيلي وسياسة الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة.

البيئة السياسية الفلسطينية ليست صحية وتعاني من الوهن والضعف والهشاشة

وقال "عطا الله" إن الفلسطينيين ليسوا الفاعل الوحيد في الملف الفلسطيني، وأن هناك تداخل مع "اسرائيل" التي وصفها بالفاعل الرئيس في الساحة الفلسطينية، فهي تقوي طرف وتضعف طرف وفق مصلحتها.

اقرأ أيضاً: "زوايا" تناقش المختصين: حل الدولتين.. حل عملي أم سراب؟

وأشار "عطا الله" إلى أن المجتمع الفلسطيني تلقى عدة ضربات أدت إلى اختلال توازنه ولم يعد قادرًا على انتاج بدائل، مضيفًا أن البيئة السياسية الفلسطينية ليست صحية وتعاني من الوهن والضعف والهشاشة.

إضعاف السلطة دون إسقاطها

وأوضح أن "إسرائيل" تريد إبقاء الوضع الفلسطيني الحالي، بوجود حركة حماس في غزة وحركة فتح في الضفة الغربية، بهدف إضعاف السلطة دون إسقاطها، وتقوي طرف على حساب الآخر، كلما شعرت بإمكانية خروج بديل قادر على النهوض باللحظة التاريخية الفلسطينية.

التوافق على برنامج وطني

الخروج من الأزمة الداخلية يتحقق بالتوافق على استراتيجية وطنية كفاحية مقاومة

من جهته شدد "مصطفى البرغوثي" أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية على أن الخروج من الأزمة الداخلية يتحقق بالتوافق على استراتيجية وطنية كفاحية مقاومة، والتخلي عن نهج "أوسلو" وعدم المراهنة على المفاوضات مع اسرائيل.

ودعا "البرغوثي" عبر "زوايا" إلى تشكيل قيادة وطنية موحدة تضم جميع القوى الفلسطينية، والاعداد لإجراء الانتخابات واعطاء الشعب حقه في المشاركة الديموقراطية.

وأوضح أن هذه العناصر يمكن أن تشكل مخرجا من الأزمة، بما يضمن أيضاً تشكيل حكومة وحدة وطنية، والتوافق على برنامج وطني كفاحي، راهنا تحقيق ذلك بقيام حركتي فتح وحماس بخطوات جدية لإنهاء الانقسام.

غياب العمق العربي

أزمة ثقة بين الشعب الفلسطيني وقيادته التي تعمل بشكل حزبي

في المقابل أرجع "خليل عساف" رئيس تجمع الشخصيات المستقلة وعضو لجنة الحريات في الضفة، سبب غياب البديل الفلسطيني لوجود أزمة ثقة بين الشعب الفلسطيني وقيادته التي تعمل بشكل حزبي، بالإضافة إلى الانقسام الفلسطيني الذي قال إنه ساهم في تراجع التعاطف العربي والدولي، ما انعكس على القضية الفلسطينية برمتها.

اقرأ أيضاً: قناة عباس- نتنياهو الخلفية: لم تتوقف حتى آخر ساعة

كما كشف "عساف" لـ"زاويا" عن أن الحديث المتكرر عن السلام والمفاوضات مع الإسرائيليين، أعطى ذريعة لبعض الدول العربية بفتح أبوابها نحو "اسرائيل"، من خلال اتفاقات التطبيع، وبالتالي غياب العمق العربي الحاضن للقضية الفلسطينية.

وفي السياق أشار "رئيس تجمع الشخصيات المستقلة" إلى سياسة الكيل مكيالين التي تنتهجها أمريكا وأوروبا تجاه مقاومة ونضال الشعب الفلسطيني، في مقابل موقفها ودفاعها المستميت عن "أوكرونا".

"الدبلوماسية تستحق علامة صفر كبير على نتائج عملها"

وشدد على أن القضية الفلسطينية أكثر عدالة من الأزمة الأوكرانية، وأن الشرعية الدولية كفلت لشعبنا الحق حتى في المقاومة المسلحة ضد الاحتلال.

كما اتهم "عساف" الدبلوماسية الفلسطينية بالقصور، قائلاً:" إنها تستحق علامة صفر كبير على نتائج عملها".

ودعا عضو لجنة الحريات إلى إعادة صياغة المنظومة السياسية الفلسطينية والقيادة الفلسطينية، وإجراء الانتخابات الفلسطينية لانتخاب قيادة يكون عملها من أجل شعبها وقضيتها لا من أجل مصالح شخصية وفئوية.

المصدر : خاص-زوايا
atyaf logo