لواء مصري: الخلافات بين "بايدن" وحكومة "نتنياهو" القادمة ستظهر سريعًا

بايدن ونتنياهو
بايدن ونتنياهو

توقع اللواء المصري "وائل ربيع" الباحث السياسي في شؤون الأمن القومي والقيادي السابق بإدارة المخابرات الحربية أن يعقد ترأس "بنيامين نتنياهو" الحكومة الإسرائيلية القادمة العلاقات في الشرق الأوسط أمام إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن".

وقال في دراسة له نشرها مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إنه سيكون من المستحيل عمليًا أن تحافظ الإدارة الأمريكية على مجرد التظاهر فقط بحل الدولتين في حالة تشكيل ائتلاف إسرائيلي يضم يمينيين متطرفين.

وبين "ربيع" أن الإدارة الأمريكية الحالية ترفض انضمام المتطرف "بن غفير" لتشكيل الحكومة الإسرائيلية، وهو ما عبر عنه السيناتور الديمقراطي "بوب مينينديز"، عندما صرح أن انضمام متطرفين للحكومة سيؤدي إلى تآكل دعم واشنطن بشكل خطير.

وترى الإدارة الأمريكية أن اليمين الإسرائيلي لديه توجهات من شأنها أن تساهم في تأزيم الموقف في الشرق الأوسط، خاصة القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى موقفه من الاتفاق النووي الإيراني.

ويتوقع أن تكون الحكومة الإسرائيلية القادمة أكثر تطرفًا تجاه الفلسطينيين، خاصة مع إعلان "نتنياهو" خلال حملته الانتخابية سعيه لضم المزيد من المستوطنات في الضفة الغربية.

وأشار "اللواء المصري" إلى أن المشهد السياسي الإسرائيلي بات اليوم رافضًا للوسطية، ويميل أكثر إلى الدينية، بعد أن صوت أكثر من نصف مليون إسرائيلي لتحالف الصهيونية الدينية برئاسة "سموتريتش"، و"بن غفير".

اقرأ أيضاً: ائتلاف "أمان": آليات اختيار أعضاء ورؤساء البلدات المحلية بغزة يشوبه الفساد

وقال إن التحالف اليميني الجديد سيشكل عنصر ضغط على "نتنياهو" الذي يخشى الملاحقات القانونية وسيسعى لتنفيذ طلباتهم المتطرفة، ومنها إقامة معبد يهودي داخل المسجد الأقصى، وإعادة احتلال غزة، وضم مستوطنات الضفة.

وتابع :"نحن أمام حكومة يمينية قوية من الصعب أن تفكك لفترة طويلة حيث حصدت أغلبية 54 مقعدا".

وأكد الباحث في شؤون الأمن القومي أن "نتنياهو" سيجد نفسه أمام خيارات صعبة عند تشكيل حكومته، فهو سيحاول الإيفاء بوعوده الانتخابية لصالح التيار الصهيوني الديني من جهة، وعدم اغفال الإدارة الأمريكية الرافضة لإشراك المتطرفين اليهود في الحكومة من جهة أخرى.

ورأى "الكاتب المصري" أن البديل لنتنياهو هو تشكيل ائتلاف حاكم من أحزاب الوسط، تجنبًا للعزلة الدولية المرتقبة، لكنه أشار إلى أن خيار كهذا يمكن أن يؤدي إلى انقلاب اليمين على "نتنياهو" لصالح أحد قيادات الليكود البارزة أو "بن غفير" نفسه.

اقرأ أيضاً: خبراء دوليين: السلطة عاجزة وصعود اليمين الإسرائيلي سيعيق "حل الدولتين"

وخلال دراسته استعرض الكاتب تاريخ العلاقة بين "بايدن" و"نتنياهو" والتي مرت بمراحل ما بين مد وجزر، فلم يكن "بايدن" على اتفاق دائم مع "نتنياهو"، ورفض في عام 2015 حضور خطاب "نتنياهو" في الكونجرس، والذي خصص لرفض اتفاقية إيران النووية.

وكنائب للرئيس الأمريكي آنذاك وجد "بايدن" نفسه على تناقض مع "نتنياهو"، وعادة ما كانت الخلافات بشأن السياسات سببًا في إثارة العداء الشخصي بين الرجلين.

كما اشتكى "بايدن" وبحسب الكاتب عندما اغتالت "إسرائيل" عالم الذرة الإيراني "محسن فخري زاده" في نوفمبر عام 2020، واتهم حكومة الاحتلال حينها بإعاقة التوصل إلى اتفاق دبلوماسي يحد من إنتاج المواد النووية.

ولم يستبعد اللواء المصري أن يطلب الرئيس الأمريكي "بايدن" من حكومة الاحتلال القادمة الوقوف مع الحلف الأمريكي الغربي ضد روسيا، وهي خطوة ترفضها "إسرائيل"، ما يعني أن التوترات بين الإدارة الأمريكية، وحكومة "نتنياهو" القادمة ستظهر سريعًا.

المصدر : متابعة-زوايا
atyaf logo