ضعيفة ومضطربة

كاتب: نظرية الاحتماء بالصهيونية سقطت و"إسرائيل" بحاجة لمن يدعمها

بعد مرور 105 أعوام على وعد "بلفور" المشؤوم بدأت معالم سقوط نظرية الاحتماء بالصهيونية، فالمراقب لسياسة إسرائيل الحالية يُلاحظ أنها مضطربة، وأنها بحاجة لمن يدعمها، فنجدها تبتعد رويدا رويدا عن حُلفائها التقليديين، ولا تستجيب لمطالبهم، وإنما تسعى لمصالحها الخاصة فقط، ضاربة بعرض الحائط أيَّة اعتبارات أخرى، فهدفها الوحيد هو محاولة الحفاظ على وجودها، بحسب ما يرى الكاتب "أكرم السيسي" أستاذ اللغويات والأدب الفرنسي في الجامعات السعودية والمصرية، في مقال له.

ويؤكد الكاتب السيسي أن الدول العربية لم تعِ حتى اللحظة هذه الحقيقة وتعتقد أن باعترافها المجاني بإسرائيل سيتحقق لحكومتها وشعوبها الأمن والأمان.

وبرهن الكاتب هذه الحقيقة بالإشارة إلى رفض "إسرائيل" تنفيذ القرارات الدولية بفرض عقوبات اقتصادية على روسيا، والاستجابة لدعوات رئيس أوكرانيا بإرسال أسلحة لمساعدة بلاده في حربها ضد روسيا، حيث أكد قادة حكومة الاحتلال موقف "إسرائيل" المحايد نحو الحرب.

اقرأ أيضاً: أبو الغيط: الثورات العربية ألقت بالقضية الفلسطينية إلى المجهول

ودعا الكاتب "السيسي" حُكام العالم العربي إلى الانتباه لموازين القوى العالمية، وإلى موقف "إسرائيل" العاجز عن دعم أي سلطة أو دولة أو حاكم، إذا كانت مصلحتها تتعارض مع ذلك.

وتابع:" إسرائيل دولة ضعيفة ومغتصبة لحقوق الآخرين، وتعلم حقيقة أن القوة في الحق، مهما طال الزمن، وأن الضعف في الباطل، وأنه لا يصح إلا الصحيح في النهاية"، متسائلاً هل نستوعب في عالمنا العربي الدرس الجديد بأن المعطيات الحالية ومدلولاتها تشير إلى أن سقوط ما أسماه "وعد بلفور الثاني"، وميلاد عالم جديد.

وأشار الكاتب في مقاله إلى وعد "بلفور" الثاني الذي أطلقته "ليز تراس" عندما اختيرت رئيسة للوزراء في بريطانيا، حينما وعدت بدراسة منح القدس عاصمة لإسرائيل، مثلما فعل الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب"، لتلقى نفس مصيره في فضيحة كشفت عن ضعف كبير في أداء مهمتها الاقتصادية، وعن غباء سياسي يتمتع به الآن أغلب قادة أوروبا الغربية بأدائهم الهزيل وخضوعهم الكامل للولايات المتحدة من الحرب الروسية الأوكرانية.

وكان "ترامب"، قد كَثَّف مِنَحَه السخيِّة لإسرائيل لكسب دعمها، فأَعلن اعترافه بضم مرتفعات الجولان السورية لإسرائيل، وأمَر بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وأعلن اعتراف حكومته بأن القدس عاصمة لإسرائيل، وذلك مع ظهور جائحة كورونا، وإحساسه بإمكانية خسارته في الانتخابات الرئاسية ضد منافسه جو بايدن.

اقرأ أيضاً: ائتلاف "أمان": الأملاك الوقفية بحاجة لسياسة وطنية معلنة لتحصينها من الفساد

وأعاد "ترامب" بحسب الكاتب سياسة بلفور، وكرر العطاء ممن لا يملك لمن لا يستحق"، ولكن سياسته هذه فشلت للمرة الأولى في تحقيق أهدافها، وخسر ترامب معركة الرئاسة.

وبين أستاذ اللغويات أن أسباب صدور وعد بلفور الذي أطلق عليه "الوعد الأول"، كان بسبب وضع سياسي وعسكري متأزم لبريطانيا خلال الحرب العالمية الأولى، فلجأت للصهيونية العالمية تطلب الدعم منها، ومنذ ذلك التاريخ، يعتقد كثير من الناس والدول والحكام أن اللجوء إلى إسرائيل فيه حل لمشاكلهم، ودعم لوجودهم، وهو ما اثبت الواقع الحالي عكسه تماما.

المصدر : متابعة-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo