أضعفت التضحيات

ناقد عربي: القيادات الفلسطينية مُنفرة وترتكب الأخطاء دون محاسبة

اسماعيل هنية ومحمود عباس
اسماعيل هنية ومحمود عباس

وجه "حازم صاغية" الصحفي والناقد والسياسي اللبناني انتقادا شديد اللهجة ضد القيادات الفلسطينية، متهما إياها بالعمل على إضعاف العمل المقاوم والتضحيات التي يقدمها الشعب الفلسطيني في جنين والقدس وباقي المدن الفلسطيني.

وأكد "صاغية" في مقال له أن الرصيد السالب الذي راكمته القيادات الفلسطينيّة، يجعل الجهد المطلوب من الضحايا الفلسطينيّين مضاعفاً، حيث يضطر الفلسطينيون وهو يقاتلون "إسرائيل"، أن يقاتلوا ماضي قياداتهم وحاضرها، مشيرًا إلى تلك القيادات لا تريدهم إلا وقوداً وأضاحي للمشاريع والمحاور الإقليميّة.

وكشف أن القيادات الفلسطينية احترفت هذه المهمّة البائسة منذ بدايات العمل الوطنيّ الفلسطينيّ، قائلًا:" إن الشيء المشترك الذي يجمع بين قيادة حركة "حماس" ورئاسة السلطة الوطنيّة في رام الله ـ، هو شعور الطرفين بأنّ في وسعهما ارتكاب الأخطاء من دون محاسبة.

وانتقد السياسي اللبناني زيارة وفد من حماس، وعدد من الفصائل الفلسطينيّة المسلّحة، إلى دمشق ولقاء الرئيس السوريّ بشّار الأسد.

كما انتقد الآراء الغريبة لرئيس السلطة محمود عباس حول المحرقة اليهوديّة في ألمانيا، وكذلك الآراء التي لا تقلّ غرابة حول السلوك الروسيّ المجيد إبّان الحرب على أوكرانيا، مستهجنا تصرفات تلك القيادات التي قال إنها لم تعد تملك رصيدا يسمح لها بفعل أي شيء.

اقرأ أيضاً: عودة حماس لسوريا..تناقض المواقف والثمن الكارثي

واسترجع الكاتب بعض المواقف السلبية للقيادات الفلسطينية تاريخيا، مذكراً بما ارتكبه الحاج أمين الحسيني وزملاؤه، خلال الحرب الأهليّة الحسينيّة - النشاشيبيّة التي بدّدت طاقة المجتمع الفلسطينيّ، واغتالت بعض كوادره، فيما كان عُود المشروع الصهيونيّ في فلسطين يقوى ويتصلّب.

وكذلك ما فعله القادة "ياسر عرفات وجورج حبش ونايف حواتمة" وآخرون، عندما تحالفوا مع الاتّحاد السوفياتيّ وكتلته، فشاركوهما خسارة الحرب الباردة مثلما شاركوا هتلر خسارة الحرب العالميّة الثانية.

وأشار الناقد اللبناني إلى أن هؤلاء القادة ضبطوا معظم حركتهم على إيقاع الأنظمة الأمنيّة والعسكريّة العربيّة، حيث ارتبطت بحربين أهليّتين في الأردن (1970) ولبنان (1975-6)، وبأفعال "نضاليّة" كان في عدادها خطف طائرات مدنيّة، ومجزرة ميونيخ، وقتل أطفال، وتوجت بتأييد صدّام حسين عند غزوه الكويت في 1990.

اقرأ أيضاً: دراسة: رغم الأنظمة القمعية.. المعارضة العربية للتطبيع لا زالت قوية

وتطرق الكاتب اللبناني "صاغية" في مقاله إلى حالة الانقسام والقطيعة التي أحدثتها قيادات ما بعد "أوسلو" بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وموقفها المرتبك من الثورة السورية.

وتابع الكاتب:" لقد باتت معاناة الشعب الفلسطينيّ تحرز صداقات جديدة، وتخترق بيئات كانت في السابق مغلقة عليها، هؤلاء المتعاطفون خاطبتهم، في العقود القليلة الماضية، عدالة القضيّة، وحقّ الفلسطينيّين في الاستقلال، ورفض العنصريّة والاستيطان وعنجهية الدولة العبريّة، لكنّ قيادات العمل الفلسطينيّ تبقى عنصراً منفّراً لمن يتعاطف".

وختم متسائلاً:" كيف يمكن لقضيّة محقّة أن تنتج مرّة بعد مرّة مثل هؤلاء؟ إنّ الشعب الفلسطينيّ يستحقّ بالتأكيد قيادات من صنف آخر.

المصدر : متابعة- زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo