المفكر المصري عبد الله السناوي لـ "زوايا": نصحت أبو مازن بحل السلطة وهذا كان رده

الكاتب المصري عبد الله السناوي
الكاتب المصري عبد الله السناوي
  • أبو مازن يعيش عمر افتراضي ووريثه في مأزق مسبق
  • الانتخابات ستؤدي لفوز حماس في الضفة وفتح في غزة
  • إحياء المنظمة يحتاج فعل نضالي كبير
  • مفتاح القضية الفلسطينية في يد شبابها وهم الأمل
  • السياسة التوسعية مقتل اسرائيل
  • تل ابيب تسابق الزمن لوقف الديمغرافيا وهدم الأقصى

قال الكاتب والمفكر المصري عبد الله السناوى أن وراثة الرئيس الفلسطيني محمود عباس قضية تطرح نفسها داخل فتح والشعب الفلسطيني، وفي إسرائيل والقوي الدولية، لأن عباس في سن متقدم وحالته الصحية في عمر سياسي افتراضي.

 وأضاف الكاتب المصري عبد الله السناوي في مقابلة خاصة مع "زوايا" أن كل المكونات الفلسطينية في وضع مأزوم يستدعي حوار، واستراتيجية جديدة، وتجديد الفكر السياسي الفلسطيني والتأكيد دوماً أن القضية أكبر من الفصائل.

وتحدث السناوي أن الحل في مشكلة الشعب الفلسطيني تكمن في حل السلطة الفلسطينية على الرغم من أنها تحمل العبء الكبير، مشيراً أن الرئيس الفلسطيني لوٌح بحل السلطة في الأمم المتحدة مرتين ولكن لم يكن مستعدا ان يمضي الى الفعل.

وبين الكاتب المصري لـ "زوايا" أن تجربة حماس في غزة، وفتح في الضفة تجربتين فاشلتين في إقناع جمهورهما، وإذا ما اجريت انتخابات نيابية في غزة والضفة فإن حماس سوف تكسب أغلبية نسبية في الضفة الغربية، وفتح تكسب اغلبية نسبية في غزة  لوجود ضجر بغزة من حماس وضجر في الضفة من فتح.

وأشار إلي أن الشعب الفلسطيني شاءت أقداره أن يكون مفتاح القضية الفلسطينية في يد الشباب الذي يتصدى بصدوره العارية أو حتى في الكفاح المسلح لمواجهة جبروت الألة الإسرائيلية.

إليكم نص الحوار كاملا:

أين وصلت القضية الفلسطينية بعد 74 عام من الاحتلال.. كيف تري المشهد الفلسطيني؟

اعتقد أن أحد معجزات القضية الفلسطينية أنها تبدو كالعنقاء كلما احترقت وتراجعت وانفضت دول عربية حولها وتراجعت مكانتها في العالم العربي وتخاذلت سلطتها في رام الله وانقسمت فصائلها بفداحة كلما حدث ذلك يأتي شعبها ويؤكد انها تولد من جديد، وفي الفترة الاخيرة ولدت اكثر من مرة من جديد.

وولدت مع المقاومة الشعبية الباسلة عن المسجد الأقصى وولدت في التضامن الواسع مع استشهاد الصحفية شيرين ابو عاقلة وتجاوز أي ادعاءات دينية، فأكدت وحدة المسلمين والمسيحيين ووحدة القضية الفلسطينية وان قوتها في التنوع وليس في الضعف واكتسبت زخم دولي من اكثر من زاوية بانه يوجد قتل جريمة قتل لا يمكن التنصل منها تجاه صحفية عزلاء دون سلاح، وقضية حرية الصحافة من القضايا المقدسة في العالم كله وفي الغرب بالذات ولم يكن هناك مناص من تضامن دولي واسع معها، وتلاحظوا في قناة cnn ونيويورك تايمز واشنطن بوست انه هناك كلام غير معتاد بانه في الكونغرس الأمريكي في دقيقة صمت احتراما وحدادا على روحها، هذا الكلام حصل في المنظمة الاممية وفي اماكن عديدة.

فيه قوة دفع معنوية تطالب برد اعتبار القضية الفلسطينية وتصويرها على النحو الصحيح أنها قضة تحرر وطني.

اخر دولة محتلة واخر بلد يشهد فصل عنصري، اعيد طرح القضية من جديد بينما كان الاعتقاد انه بعض التطبيع الواسع وبعض الاتفاقيات ان القضية الفلسطينية على وشك ان تزهق روحها فاذا بها بعد 40 سنة من النكسة تؤكد حضورها وقوتها وانه لا يمكن تجاوزها باي حال.

اقرأ أيضاً: سحب الاعتراف بإسرائيل..مناورة فلسطينية طلبًا لحراكٍ سياسي أمريكي؟

كل محبي وأنصار فلسطين على ان الانقسام الفلسطيني السبب الرئيس في اضعاف أي مكاسب يحققها الشعب الفلسطيني.. ما هي مسؤولية الأطراف فتح وحماس؟

المسؤولية السياسية عن الانشطار السياسي هي فاجعة، بشكل او باخر كان فيه انقسام دائما في منظمة التحرير الفلسطينية لكن كان فيه قدرة على بناء التوافقات كما حدث بين الجبهة الشعبية التحرير فلسطين جورج حبش وحركة فتح بقيادة ياسر عرفات في كثير من المحطات كانت اختلافات حقيقية وعميقة في البرنامج السياسي لكن يمكن بشكل او اخر تجاوزها او التوصل إلى نقطة التقاء.

المشكلة انه رغم كل الادعاءات السياسية لا يوجد نقاط اتفاق واضحة بعد الانشطار الفلسطيني الفادح في عام 2007 فاصبح فيه انشطار ما بين غزة والضفة وهذه مأساة. لكن الشعب الفلسطيني مرة تانية وتالته ورابعة يقدر يتجاوز تبعات الانشطار كما حدث في انتفاضة القدس قبل الأخيرة عندما انتفض الداخل الفلسطيني في 48 مع الضفة الغربية وغزة استخدمت السلاح في قصف مواقع اسرائيلية والمنفى الفلسطيني في الشتات اكدت في ظروف صعبة وقاسية جدا واحدة من افضل مقولات القضية الفلسطينية وحدة الشعب والقضية انه شعب واحد ومصير واحد، هذه المقولة فوق التنازع بين الفصائل.

يوجد تنازع على سلطة ليست سلطة حقيقة وتنازع على السيطرة على غزة فيما هي تقصف وتضرب وتجوع وفيه تنازع داخل الارض المحتلة على المشاركة في الحكومة الصهيونية او ضدها ووصل الامر ان فصيل فلسطيني القائمة الموحدة تعطي غطاء لحكومة بينيت التي تعتدي على المسجد الأقصى وتقصف شيرين ابو عاقلة وتروع الصحفيين الفلسطينيين.

في ظل التناقض الحاد في البرامج هناك حركة فتح والسلطة الفلسطينية تري في العملية السياسية ضرورة فيما تري حركة حماس ان المقاومة العسكرية هي الأولي ماذا ينصح المفكر المصري العربي الطرفين وكيف يمكن الخروج من هذا المأزق؟

أبو مازن سألني مرتين متباعدتين عندما التقيته ما الحل، قلت له جملة مختصرة جدا لكنها محملة بأعباء هائلة هي: حل السلطة الفلسطينية

في وضع خلل موجود ووجود سلطة فلسطينية فيه تنسيق امني مع الاحتلال لأنه تعريف القضية الفلسطينية هي قضية تحرر وطني فافضل شيء انه يكون هناك ارضا واحتلال وشعبا ومقاومة بشكل او اخر سياسية او عسكرية وهذا الكلام مفهوم في القانون الدولي في احتلال وفي مقاومة في شعب محتل ينهض ليكسب حقه في الاستقلال هذا وضع طبيعي.

لكن ان يكون هناك عملية سياسية دون ان يكون ادني استعداد لاي تفاوض وهذا وضع قديم جدا من ايام مؤتمر مدريد ، شامير وزير الخارجي الإسرائيلي في هذا الوقت قال انه مستعد للتفاوض مع الفلسطينيين 10 سنوات دون لا توصل الي اي اشي.

كيف تفاعل الرئيس أبو مازن مع النصيحة؟

المفاجئ في المرتين قال لي انا موافق ولكن ليس الان، هو كان يشتكي انه هو حتي يغادر رام الله كان يرسل جواز سفره الى ضابطة اسرائيلية حتى يأخذ تصريح للسفر، وفي ايام صفقة القرن قال انا لن انهي حياتي بخيانة.

هل ترى أن الوقت الحالي مناسب لتفعيل النصيحة وحل السلطة؟

المشكلة انا سمعت من قيادات فلسطينية من داخل حركة فتح ممن يناهضون ابو مازن قلت له رايي وهو لم يكون موفقا .

انا قادر اتفهم وجود قطاع من الشعب الفلسطيني محتل ولكنه يحتاج الي بلديات ومحليات لإدارة الشأن الداخلي والحياة اليومية.

هو غير قادر يتصور الوطن الفلسطيني الممزق، ينفر من السلطة ولا يريدها ولكن له متطلبات معيشية ويعتقد ان فيه بعض المكاسب التي قد تكون تحققت وهذا تناقض لا بد من حله، وبالتالي المطلوب طرح القضية وبالمناسبة أبو مازن لوح بحل السلطة في الأمم المتحدة مرتين ولكن لم يكن مستعدا ان يمضي الى الفعل، وانا أعتقد أن حل السطلة الفلسطينية عبء كبير جدا وهذا الكلام ينصرف بشكل او اخر على الوضع في غزة.

بعض المفكرين والسياسيين يطرحون فكرة حل الدولة الواحدة في ظل فشل حل الدولتين وتعريف الاحتلال على أنه دولة فصل عنصري؟

في حال مراجعة وثائق القضية الفلسطينية ومساراتها ستجد تناقض كبير جدا عند اسرائيل من فترة طويلة ارادت في فترة رابين وبيرز ان تتجنب القنبلة الديموغرافية الفلسطينية، لو نظرنا الى فلسطين التاريخية سنجد تساوي ما بين اليهود والفلسطينيين تماما وبالتالي مع زيادة معدلات الانجاب الفلسطيني اضافة الى الفلسطينيين في الشتات وهنا توجد مشكلة كبيرة جدا.

هذا طرحوا حل الدولتين ليس بدافع اعطاء الفلسطينيين حقوقهم بمقدر ابعاد الشبح الديمغرافي عن مستقبل اسرائيل وبالتالي هما مشيوا في اتجاه محاولة اعلان اسرائيل دولة يهودية تقتصر على اليهود، ومنصور عباس (القائمة الموحدة) موافق على ذلك في حواره مع بي بي سي رغم ان ذلك ترحيل جماعي وفصل عنصري ويسبب مشاكل بنسبة كبيرة في ظل أن السكان الفلسطينيين اكثر من20% ، وهذا الوضع يعطي ذريعة اخلاقية وسياسية للتهجير لكن الفكرة في حل الدولتين هي تجنب المأزق الديمغرافي وكانت الفكرة نأخذ كتلة سكانية فلسطينية في معزل جديد وهو الضفة الغربية وغزة، غزة كانت بالنسبة لرابين يتمني ان يستيقظ من النوم فلا يجد غزة على الخريطة، لا توجد مشكلة غزة، كل المشكلة الكتل الاستيطانية الموجودة بالضفة الغربية، اسرائيل تريد ان تضمها بالكامل للدولة العبرية وبالتالي فكرة الدولة الان اصبحت وهم كبير لأنها اصبحت مجموعة من الكنتونات المعزولة دون اتصال جغرافي لذلك مقومات الدولة تقوض بالتدريج، بشكل او باخر اعادة طرح فكرة الدولة الواحدة دولة كل مواطنيها هي فكرة تعترضها عدة اعتبارات اولها عقيدة واضحة ان فلسطين التاريخية هي للفلسطينيين كلهم ولا تنازل عنها مهما طال الزمن وهي فكرة قوية وموجودة ولا يوجد فلسطيني مستعد انه يتكلم عكس ذلك.

من ناحية واقعية اسرائيل لا يمكن ان توافق على حل الدول الواحدة اولا لأنها تتناقض مع فكرة الدولة اليهودية، وثانيا يوجد شبح في مدى منظور جدا ستكون اغلبية فلسطينية في الدولة الواحدة والفلسطينيين سيشكلون الحكومة في هذه الدولة.

فكرة الدولة الواحد فكرة موجودة في برنامج الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فكرة الدولة الديمقراطية المدنية او العلمانية الواحدة وهي فكرة مطروحة في السياسة الفلسطينية وليست جديدة لكن هي الآن تبدو انها حل ممكن لدى قطاعات من الفلسطينيين لكن بالإجماع اليهودي هي خط أحمر لن يسمح لها ان تقوم ابداً.

الدور المصري دور تهدئة وتسكين للملفات الآن خاصة في موضوع غزة والتهدئة والحروب والاعتداءات، ما الكوابح أمام الدور المصري ليكون فاعلا خاصة أنه الوصي العربي لهذه القضية؟

توجد اعتبارات كثيرة تقتضي من مصر ان يكون لها دور اكبر في القضية الفلسطينية توحد فصائلها وتساعد على احياء منظمة التحرير الفلسطينية كبديل استراتيجي وهي تطرح بين الحين والاخر لكن لا احد يريد اعادة احياء منظمة التحرير الفلسطينية.

ارجو ان تتذكر ان اسرائيل حرصت أن يوقع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات على اتفاقية اوسلو باسم منظمة التحرير الفلسطينية لأنها ارادت ان يعترف بإسرائيل ويكون ذلك في نفس اللحظة هو نهاية دور منظمة التحرير الفلسطينية فإنهاء دور المنظمة جزء من ترتيبات اتفاقية اوسلو وهذه الحقيقة.

عملية احياء المنظمة هو فعل نضالي كبير لكن المشكلة أن كل فصيل يريد ان يأخذ حصة، ووضع استراتيجية في ظل تساؤل في ظل وجود السلطة الوطنية لماذا احياء منظمة التحرير، لكن أهمية المنظمة اذا ما تم حل السلطة فان وجود المنظمة كجامع لوحدة الشعب والقضية له معني وله قيمة.

يوجد نقاش حول خلافة الرئيس الفلسطيني واتهامات بالاستفراد وترتيب الوضع القادم بشكل مسبق وباتجاه محدد؟

وراثة أبو مازن قضية تطرح نفسها وهي موجودة واطال الله في عمر الجميع لكن هو في سن متقدم وحالته الصحية في عمر سياسي افتراضي موجود، واظن انها هي طرحت نفسها داخل فتح وفي الشعب الفلسطيني وفي اسرائيل والقوي الدولية.

من الرجل القادم على رأس الفلسطينيين؟

المشكلة لا يوجد ياسر عرفات اخر ولا حتي ابو مازن أخر، ابو مازن هو رجل لا يرضينا سياسيا لكنه قادر على التعامل والتعاطي وان يبدى نقطة توازن ما، وهو رجل يجيد المناورات وكان العراب الحقيقي لأوسلو وطرف اللعبة الدولية وهو الذي يهاجم أوسلو ولوح باحتمال حلها وكان ذلك معناه انه وصل الي حافة الإفلاس السياسي نهاية اوسلو، ولكنه لم يفعل شيئا وهذا هو مأزقه وسيكون مأزق الذي سياتي بعده، لا اجريت انتخابات رئاسية فلسطينية ولا انتخابات نيابية، شرعية ابو مازن تجمدت وتوقفت لكنها موجودة بقوة الأمر الواقع.

انا اظن ان الوضع بغزة ليس افضل ابدا وانا اعتقد اذا ما اجريت انتخابات نيابية فان حماس سوف تكسب اغلبية نسبية في الضفة الغربية وفتح تكسب اغلبية نسبية في غزة هذا معناه ان التجربتين فاشلتين في اقناع جمهورها، فيه ضجر بغزة من حماس وفيه ضجر في الضفة في فتح، كل المكونات في وضع مأزوم، هذا يستدعي حوار، واستراتيجية جديدة، وتجديد الفكر السياسي الفلسطيني والتأكيد دوما ان القضية أكبر من الفصائل، انا في مؤتمر قومي عربي قلت ان القضية الفلسطينية اكبر من الفصائل وفيه ناس صفقت بحرارة وفيه ناس اعترضت وهذه مشكلة.

حالة عدم الاتفاق والاختلاف الشديد موجودة أيضا في المشهد الاسرائيلي؟

إسرائيل مأزومة اكثر من الفلسطينيين، هم يدركوا العامل الديمغرافي ويسابقوا الزمن لهدم المسجد الأقصى، مأزومة في مفهوم الامن، اسرائيل الدولة الوحيدة التي انشات قبل 74 سنة دون ان تعين لها حدودا، عندها دائما الهاجس الامني انها مستهدفة والهاجس الأمني رغم قوتها الظاهرة يتأكد داخل شعبها وفيه تساؤلات انه اذا كانت اسرائيل على هذا النحو يمكن ان تستمر سنوات اخرى طويلة قادمة ام انها سوف تواجه النهاية بسياستها التوسعية التي تبدو مقاتلة.

رسالتكم للشباب الفلسطيني الذي يواجه الاحتلال؟

الشباب هم الامل.. الشعب الفلسطيني شاءت اقداره ان يكون مفتاح القضية الفلسطينية في يد الشباب الذي يتصدى بصدوره العارية أو حتى في الكفاح المسلح لمواجهة جبروت الالة الاسرائيلية، وبقدر المجهودات التي تبذل القضية الفلسطينية تكتسب قدرة متجددة على الارهاب، انا في مناخ عربي يكاد أن ينفض يده من القضية الفلسطينية لكنها في الوقت نفسه، تؤكد حضورها بفضل تضحيات الشباب.

المصدر : خاص-زوايا
atyaf logo