أكد الصحفي المصري البارز عبد الله السناوي، صاحب كتاب "يوميات جمال عبدالناصر في حرب فلسطين"، أن البابا شنودة الثالث" بطريرك الكنيسة الوطنية المصرية، تصدر المشهد الاحتجاجي التاريخي ضد التطبيع مع "إسرائيل" منذ توقيع اتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1987م، وأسس فكراً في عقول تلاميذه من بعده برفض التطبيع وهو ما حدث عقب انحدار بعض الانظمة العربية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل.

وأوضح الكاتب الصحفي السناوي، أن البابا شنودة الثالث، جمع بين رجل الدين ورجل السياسة ورفض التطبيع مع إسرائيل في آن واحد، بحنكة وذكاء منقطع النظير، مفضلاً المواجهة مع الرئيس أنور السادات برفضه للتطبيع، عن مواجهة الرأي العام الذي سينقسم وتحدث الفتن وتتأثر الكنيسة سلباً، والتشكيك في الانتماء العربي لأقباط مصر، وكان يردد بحسم "لسنا خونة الأمة العربية"، وبذلك فضل المجتمع المصري موحداً تجاه رفض التطبيع على أن يكون قريباً من النظام السياسي، وهو ما كان له احتراماً وتقديراً من قبل الرأي العام المصري وفي الساحات الدولية.

اقرأ أيضاً: جدار الاحتلال حول غزة.. دوافع أمنية وكوارث بيئية

وأكد أن موقف الكنيسة المصرية من التطبيع مع إسرائيل، جاء ثابتاً وتأكيداً لما وعد به البابا شنودة من قبل، عندما وجه له سؤال حول إمكانية تغيير موقف الكنيسة من التطبيع مستقبلاً؟ ردّ قائلاً :"لديَّ تلاميذ أثق بهم كثيراً سيكونوا أمناء على الموقف الرافض للتطبيع، الأمر الذي حدث بعد هرولة بعض الأنظمة لتطبيع علاقاتها مع "إسرائيل".

ووصف الكاتب المصري البابا شنودة الثالث بأنه مزيج خاص واستثنائي بين رجل الدين ورجل السياسة. ورفع رأسه معتزًا بدوره أمام الرئيس السادات وهو يقول: "أنا آخر البوابات العظام الذين قالوا للمحتل لا". 

كما شدد البابا شنودة الثالث في مواقفه على رفضه الذهاب للقدس زيارة أو السماح للأثباط بالحج إليها، حتى مع شيخ الأزهر مستقبلاً، لأن الموقف المتشدد مع مصالح بعض العائلات القبطية، التي لها صلات بالولايات المتحدة ومصالح محققة في الغرب، متصورة بالوهم أن حماية الأقباط في علاقات دافئة مع "إسرائيل".
كما أكد البابا شنودة الثالث، أن الحج لكنيسة القيامة الآن هي خيانة للمسيح.